برنامج « تم» الذي عرضه تلفزيون البحرين السنة الماضية في رمضان واكتفت وزارة شؤون الإعلام بحلقتين هذا العام لقي تفاعلاً كبيراً في المجتمع البحريني، فهناك شريحة رحبت بفكرة البرنامج والأهداف الإنسانية التي كانت جزءاً هاماً لمساعدة بعض من الناس المحتاجة للدعم المادي، أما الشريحة الأخرى فلم تتعاطَ مع الفكرة بشكل إيجابي بل انتقدت التشهير للفئة المستفيدة من الدعم وانتقدت أيضاً التشهير بالبحرين بشكل سلبي لا يخدم المجتمع كما يجب، فقد اعتمد البرنامج على الاستمالة العاطفية لكسب التأييد الجماهيري في تناول قضايا بعض الأشخاص التي تنطبق عليهم شروط الدعم من خلال برنامج تم، ومع التأييد والرفض أتساءل أين برنامج تم عن الإعلاميين الذين يمرون بضائقة مادية لدواعي العلاج؟ ولماذا لم يشمل البرنامج مريضاً من التلفزيون لطالما أعطى الكثير من وقته وجهده للوطن والمجتمع وكأن البرنامج أشبه ما يكون بعين عذاري تسقي البعيد وتترك القريب.

السؤال بما أن تم توقيف البرنامج عن البث في تلفزيون البحرين، لماذا لا يستمر البرنامج والقائمون على البرنامج في العطاء بخفاء بحيث يدعم المرضى بصورة أكبر مثل مرضى السرطان ومرضى الفشل الكلوي وكل مرض تعجز وزارة الصحة عن علاج المريض بالخارج وبذلك تحقق الهدف السامي للبرنامج مع إمكانية التسويق عن الشركات المساهمة في تقديم المساعدات من خلال مواقع التواصل الاجتماعي مع أهمية حجب وجه المريض واسم عائلته والاكتفاء بوضع كنيته، وبذلك يعبر البرنامج عن مسؤوليته المجتمعية من خلال المساعدات المقدمة من الشركات بحيث يحمل البرنامج صفة الاستمرارية بدل ما يتبهدل المريض ويناشد المريض المسؤولين بالدولة لعلاجه ومساعدته في ضائقته، فمن المحزن بأن يسوم المريض وأهله وجوههم لكل الناس وأحياناً من دون فائدة.

كلمة من القلب

«قلبي اطمأن» برنامج إمارتي أهدافه لا تختلف عن أهداف برنامج تم البحريني إلا أن الفارق كبير، فالبرنامج الإمارتي يقوم بمساعدة الناس والمحتاجين خارج دولتهم حيث تتنوع المساعدات والتي تركز في كثير من الأحيان على تقديم مساعدة لبدء مشروع يستطيع المحتاج أن يعيل نفسه بنفسه مع مساعدته في العمل خلال سنة حتى يتم التأكيد على أن المشروع قائم ويؤدي الهدف المطلوب، وبذلك حققت دولة الإمارات العربية المتحدة مبادرة جميلة لمساعدة المجتمعات العربية المحتاجة، وطبقت المثل « لا تعطني سمكة بل عملني كيف اصطادها» وبين البرنامجين فارق كبير.