عندما بدأت سلسة مقالات «الخير بحريني» بالتزامن مع الشهر الفضيل، وتحديداً عندما أثرت نقطة «اعطي الآخرين ما يحتاجونه، لا ما تعتقد بأنهم يحتاجونه» وهذا الشيء لا يتحقق إلا مع وجود مرصد لاحتياجات المجتمع تبنى على أثره المبادرات الخيرية المجتمعية وصلتني العديد من القصص التي أردت أن أتشاركها معكم، لعلها تصل إلى المسؤولين عن الجمعيات الخيرية أو المبادرات الخيرية لرسم خططهم الاستراتيجية للعمل الخيري في مملكة البحرين.

قالت لي إحدى النساء المتعففات، وصلتني سلة رمضانية من أحد الجمعيات الخيرية، تحتوي على العديد من المواد الغذائية، مثل الدهن والسكر، والطحين، والكثير من المواد الغذائية الأخرى التي لا نستخدمها عادة في الطبخ. فتحيرت ما الذي يجب أن أقوم به حيال المواد الغذائية التي لا أستخدمها، وكم تمنيت لو أعطتنا هذه الجمعية مبلغا من المال أو كابوناً نشتري منه ما نحتاجه، لا أن يتبرعوا لنا بشيء لا نستخدمه ولا نرغب فيه، ولن نستفيد منه...

وقالت لي أخرى، وصلتني كمية كبيرة من اللحم من إحدى الجمعيات الخيرية، ولكني أعاني من مرض النقرس، وأبنائي كذلك لا يستحسنون أكل اللحم، فما كان مني إلا أن قمت بدوري بتوزيع اللحم على الجيران، كنت أتمنى أن تسألني الجمعية عن احتياجاتي وتوفرها لي، لا أن تتبرع لي بشيء لا أحتاجه ولا أستخدمه.

رأيي المتواضع:

تذكرت وأنا أكتب هذا المقال صناديق جمع الملابس التي انتشرت فترة في جميع أنحاء البلاد كظاهرة غير مدروسة، حتى باتت بعض هذه الصناديق تفيض بالملابس دون أن يأخذها أحد، وتعيق حركة السير في بعض الطرق. وتذكرت أيضاً حملات الإفطار على الطريق غير المدروسة والتي تعرضت مؤخراً لموجة من الانتقادات كتعريض حياة مستخدمي الطرق للخطر، واهتمام بعض الشباب بتصوير أنفسهم وهم يوزعون الوجبات بشكل يثير الغرابة، ناهيك عن الانتشار الموسع لهذه الفكرة المستهلكة في رقعة جغرافية صغيرة ومحدودة.

مشاريع إفطار صائم، وسلال رمضانية تحتوي على مواد غذائية متنوعة، وإفطار على الطريق، وتوزيع وجبات غذائية.. فهل هذا منطقي

فهل ما يحتاجه المواطن والمقيم في مملكة البحرين «طعام ومواد غذائية»؟؟

وهنا تتجلى الحاجة إلى وجود مراكز بحثية تعنى بدارسة احتياجات أفراد المجتمع وتزويد الجمعيات الخيرية والمبادرات الخيرية بها لضمان وصول الإعانة المناسبة لكل فرد من أفراد المجتمع.