قبل أيام كتبت مقالاً عنونته بـ«علوم المستقبل» تحدثت فيه عن اهتمام صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة بعلوم المستقبل، والمتمثل في اختيارها موضوع مناسبة يوم المرأة البحرينية للعام 2019 ليكون «المرأة البحرينية في مجال التعليم العالي وعلوم المستقبل». وأن هذا العنوان لمّاح بما يكفي للالتفات لأهمية هذا المجال من قبل الجهات المعنية والدارسين والطلبة الجدد.

وقد كنت بصدد الدعوة للاستفادة من أكاديمية الذكاء الاصطناعي التي أطلقتها الإمارات العربية المتحدة، مطلع الشهر الجاري لنواكب التطور في الخليج منذ بدايات انطلاقه، كون الأكاديمية تعد الأولى من نوعها في الإمارات وعموم العالم العربي، وجاءت في إطار «استراتيجية الإمارات الرامية إلى تعزيز دور الأتمتة وتقنيات الذكاء في الاقتصاد المحلي واحتلال مركز متقدم عالمياً والريادة في هذا المجال في المنطقة».

ولكن الدعوة التي أردت القول بها في هذا المجال سبقني إليها ما هو أفضل من مجرد الاستفادة من تجربة جديدة في دولة جوار غالية، فبالأمس طالعتنا أخبار صرح بها رأس الهرم في وزارة التربية والتعليم سعادة الوزير د.ماجد بن علي النعيمي، حول إنشاء جامعة حكومية جديدة تشتمل على تخصصات نوعية وتضم برنامجاً متقدماً في الذكاء الاصطناعي وبرنامج تقنية النانو «النانو-تكنولوجي»، وتخصصات في قطاع النفط وبرنامجاً للطاقة المتجددة، مشيراً إلى أن الجامعة سيتم إنشاؤها بمناسبة مرور 100 عام على التعليم في مملكة البحرين.

وكنت في المقال الذي كتبته قبل أيام، قد أشرت إلى أنه مازال يكتنف موضوع الدراسات أو العلوم المستقبلية كثير من الغموض، ومازال كثيرون لا يعرفون ما هي التخصصات المستقبلية الهامة التي من الضرورة الالتفات لها لمواكبة التحولات المتسارعة في سوق العمل، أما اليوم فيمكن القول إن الجامعة المرتقبة ستشكل خارطة طريق للطلبة الراغبين في مواكبة التحولات المستقبلية والمضي قدماً في ركب التطور المهني المقبل والإقبال على الوظائف المستجدة في ظل الطفرة التقنية والعلوم المستقبلية على اختلافها، والتي ستغير من فرص سوق العمل المتاحة عمّا هو عليه -ربما تغييراً كلياً.

* اختلاج النبض:

الخطوة التي قامت بها وزارة التربية والتعليم من أجل استحداث فرص تعليمية جديدة وبالتالي فرص وظيفية في ظل تقلص فرص العمل في التخصصات التقليدية السابقة، تعد من الخطوات الهامة التي تشكر عليها الوزارة والتي ستسهم بلا شك في بناء مستقبل أكثر نماءً وتطوراً في مملكة البحرين. بوركت جهودكم، فمن التعليم تبدأ التنمية وترتقي المملكة.