يشتكي العديد من المواطنين في الآونة الأخيرة من عدم رد بعض «البدَّالات» لبعض المؤسسات الحكومية وغير الحكومية أيضاً على اتصالاتهم واستفساراتهم. فبعض البدالات أصبحت بلا جدوى ولربما بعض الموظفين يتقاضون عبر عملهم فيها رواتب على «الفاضي».

إن وجود أقسام لعمل البدَّالات الحكومية في كل مؤسساتها من دون فائدة تُذكَر، سيكون إغلاقها أكثر نفعاً من وجودها كديكور، فلربما توفر الدولة من ميزانيتها الكثير على مثل هذه الأقسام غير المنتجة والمعطلة لم تم إلغاؤها، أو أن يتم خصخصتها لو أصبح من يديرها لا يمكن أن يفعل ما ينفع المتصلين من المواطنين والوافدين والمستثمرين، فالموظف الذي يتقاضى راتباً من مؤسسته وهو لا يرد على مكالمات المتصلين ولا يعمل «بضمير» ولا أدنى مسؤولية فإن تسريحه خير من بقائه في مكانه.

هناك اليوم بعض البدَّالات في غاية الأهمية، لكنها شبه غائبة عن العمل، فالكثير من المواطنين يشكون عدم رد بدالة الإدارة العامة للمرور على اتصالات المواطنين، وفي حال يأسوا من الاتصالات وعدم رد المرور، يقومون مضطرين للجوء إلى بدالة الطوارئ «999» للمساعدة، حتى يجدوا الإجابة جاهزة، «سنعطيكم رقم المرور واتصلوا فيهم»، فيخبرهم المتصل بأن بدالة المرور لا ترد، فيقولون له انتظر حتى يردوا عليك!

موظف الطوارئ يقول لك في حال أخبرتَه أن المرور لا يردون على اتصالك، بأن عليك الانتظار لأن خطوطهم كلها مشغولة. آمنَّا بالله، ولنكرر معهم بأن كل خطوطهم مشغولة، لكن إلى متى ستظل مشغولة؟ ساعة أو ساعتين أو ثلاث أو أكثر؟ وهل تتحمل الحوادث المرورية الانتظار أصلاً؟ وهل أعداد الموظفين في بدالة المرور كافية لتغطية ما يقارب أكثر من 750 ألف سيارة في مملكة البحرين؟ وهل فعلاً كل الخطوط مشغولة، سواء اتصلنا بهم وقت الذروة أو عند الفجر؟

إذا كانت بدالة المرور مشغولة 24 ساعة، والمواطنون يؤكدون أنهم يعانون من عدم رد على اتصالاتهم في غالبية الأوقات، فأين الخلل إذاً؟ ومن المسؤول عن هذه البدالة؟ وما هو الحل؟ وهذا هو الأهم. خاصة أن بدَّلة مهمة جداً كبدالة المرور لا يمكن أن تكون إلا لأجل التبليغ عن الحالات المهمة وليست لأجل استفسارات عادية.

ليست بدالة المرور وحدها من يعاني منها المتصلون، بل هناك بعض البدالات الأخرى في بعض مؤسسات الدولة ومراكزها تعمل بنظام «التطنيش والحقران»، وهذا ما يجب أن يتم التحقيق فيه، وأن تقوم الدولة بإيجاد حلٍّ يخلصنا من التوتر وضياع الوقت في انتظار رد بدَّالة نائم من يديرها.