بالرغم من أن المجتمع على يقين تام بأن مواقع التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين -سلبي وإيجابي- إلا أن الكثيرين يتفاعلون مع سلبية هذه المواقع بشكل شرس، وبالرغم من أن الغالبية يدركون بأن المعلومات التي تتداولها هذه المواقع معظمها غير صحيحة إلا أن البعض مازال يتعاطى معها بجدية وأحياناً يكون شريكاً في استمرار نشر الأكاذيب والأخبار الكاذبة. وبالرغم من علم المتفاعلين مع هذه المواقع عما يسمى بـ»الذباب الإلكتروني»، وعن إمكانية شخص واحد في أن يدير عشرات الحسابات وعن الدول التي تحرك بعض المواقع من أجل نشر الفوضى والتدخل في شؤون الغير إلا أن البعض يتغابى وكأنهم على غير علم أو دراية بهذه الترتيبات والأجندات والدوافع المتعددة التي يقف وراءها حاقد أو خائن أو متطرف وإرهابي. هؤلاء المتغابون للأسف أصبحوا يتفاعلون مع الأكاذيب في حرب باردة وحرب أعصاب يستهدف أصحابها مجتمعاتنا ودولنا وأنظمتنا.

أحياناً يمارس البعض الحرية بشكل سلبي ويشكل قلقاً وكارثة ليس لمجتمعه فقط بل للعالم، ولا نعلم إلى أي مدى نصل بهذا الحق بعدما كسر البعض السقف الزجاجي للحريات والممارسات لحرية التعبير والرأي حتى أصبحنا قلقين من الانفلات الزائد لهذه الحرية وأمسينا في أيدي من يتصيد لأقل القليل من أفعالنا وأقوالنا باسم الحقوق والحريات ممسكاً بسلاح فتاك لحرب باردة ربما تطول ولا تنتهي.

حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، يؤمن بالمجتمع البحريني المتماسك، يؤمن بأن الشعب البحريني الأصيل واعٍ ومدرك لخطورة الدخول في حرب باردة مع أصحاب الحسابات الوهمية والعدائية، ورسالة جلالته واضحة عندما التقى مع جموع المواطنين من مختلف المحافظات، عندما قال، «إننا لعلى قناعة تامة بأن «نسيجنا الوطني الحي» لهو خط دفاعنا الأول لتماسك جبهتنا الداخلية، بقدرتها الثابتة على صد كافة أشكال العنف والتطرف وإحباط أي محاولات لإثارة فتن شق الصف، بالابتعاد عن سوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي التي يجب أن تستخدم لما فيه خير البلاد وشعبها، وأن تكون معول إصلاح لا هدم، ولقد وجهنا في هذا الشأن، الأجهزة الأمنية المختصة لوضع حد لذلك وبحزم، ولا مكان بيننا لمن يتطاول على القانون».

نعم لا مكان لمن يتطاول على القانون بهدف نشر الفوضى والشتات بين النسيج الواحد، لذلك فإن المجتمع بحاجة إلى قوانين صارمة تحفظ حق الشعب في الاستقرار والأمان بعيداً عن هذه الحروب التي من شأنها خلق جيل لا يثق بشيء ولا يصدق المساعي الطيبة من أجل رفعة هذا البلد، ونحن مع جلالته حفظه الله ورعاه، دائماً في صد هذه الحروب الباردة ويدنا واحدة لتحقيق السلام والاستقرار للجميع.