«عمر فاروق» شخصية شبابية بحرينية مميزة جداً، وهو من أشهر «اليوتيوبرز» في البحرين والوطن العربي، وهو الناشط في مجال صناعة الأفلام ووسائل التواصل الاجتماعي. هذا الشاب لم يستغل هذه المنصة الإعلامية للشهرة الساذجة، وإنما استغلها واستغل شهرته لأعمال الخير وبث روح الإنسانية والمواطنة بشكل راقٍ للغاية، ولم يستغلها للأموره الشخصية أو الفردية أو للدعاية والنجومية، بل إن كل ما كان يصبو إليه هو أن يستفيد من منصة «يوتيوب» قدر المستطاع ليتبنى بعد ذلك مشروعاً رائداً وصل صداه كل الآفاق.

هو ليس كالغالبية ممن بدؤوا بشكل طبيعي عبر الاستفادة من هذه المنصة الإعلامية، لكنهم ومع الأيام انحرفوا عن رسالتهم وقاموا يبحثون عن الشهرة الرخيصة والنجومية الزائفة والأضواء الحارقة. عمر ليس من هذا السنخ ونتمنى ألا ينزل لهذا المستوى السطحي في يوم من الأيام، وأن يحافظ على مشروعه بشكل محكم دون الاستسلام للإغراءات ولما يطلبه المشاهدون.

بكل تأكيد، تعتبر الحكومة في البحرين ومؤسساتها من أكبر الداعمين لهذا الشاب المبدع والمميز، وما استقبال معالي وزير الداخلية للشاب «عمر» قبل أشهر مضت إلا نوع من أنواع الدعم لشبابنا المبدع، وحين التقاه وزير الداخلية أشاد معاليه بدور الشباب البحريني في مسيرة التنمية والبناء وتعزيز التواصل الاجتماعي، وما يطرحه من أفكار ومقترحات بناءة من أجل نهضة المجتمع. كما أشاد معالي الوزير بالمبادرة الإنسانية التي تتضمن تقديم المساعدة لفئة الصم والبكم عند مواجهتهم ظروفاً طارئة من خلال تخصيص خط للطوارئ داخل غرفة العمليات الرئيسة بوزارة الداخلية، يمكن من خلاله تلقي بلاغاتهم في حال تعرض أفراد هذه الفئة لأي طارئ.

كل المؤسسات الرسمية -حسب علمي- لم تبخل في دعم هذا الشاب، كما أن غالبية مؤسساتنا الخاصة وبقية منظمات المجتمع المدني دعمت ومازالت تدعم وستدعم كل شاب مبدع يمكن أن يقدِّم لوطنه ولبقية العالم مجموعة من الأفكار التي تخدم الإنسان أينما وجد، فأفكار الشاب المبدع «فاروق» لم تقتصر على جنس أو فئة أو دين وإنما كلها أفكار جديدة داعمة للإنسانية جمعاء، وهذا ما يميز شابنا الجميل.

نتمنى من بقية الشباب البحريني أن يستفيد من الفضاء الإلكتروني وعلى وجه التحديد «يوتيوب»، وبقية مواقع التواصل الاجتماعي ليقدموا أنفسهم ويقدموا البحرين بطريقة حضارية رائدة. وأن يسيروا على هَدْي عمر فارق في مسيرته الإعلامية وتجربته المميزة. هذا الشاب الذي نذر نفسه وفكره وإنسانيته لكل ما هو مفيد ونافع. في الختام، نود أن نقول لصغيرنا الكبير «كلنا عمر فارق» وكلنا سوف ندعمك.