شيع اليوم الأربعاء جثمان الفنانة المصرية معالي زايد من مسجد السيدة نفيسة بالقاهرة إلى مثواه الأخير بمقابر "الإمام الشافعي" وسط تواجد عدد كبير من أفراد عائلتها.
شارك في الجنازة عدد من النجوم منهم هالة صدقي ورجاء الجداوي وإلهام شاهين وعبد العزيز مخيون ومنال سلامة وسماح أنور وحنان سليمان ومنير مكرم ومحمد أبو داوود وسامي مغاوري وسامح الصريطي، وآثار الحكيم وأشرف عبد الغفور، ومن المقرر أن يقام العزاء الخميس المقبل بمسجد الحامدية الشاذلية.
"معالي زايد" وخلال الساعات القليلة الماضية أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي وتبارى النشطاء والمغردون والفنانون والسياسيون في رثائها كما تنافست الفضائيات المصرية في البحث عن تاريخها وسيرتها وأعمالها وجاء اسمها ضمن "الكلمات الأكثر رواجا" على تويتر بعد دقائق معدودة من وفاتها حيث دعا لها الجميع بالرحمة والمغفرة، وأن يسكنها الله فسيح جناته، و يلهم أهلها وذويها ومحبيها في الوطن العربي الصبر والسلوان.
اشتهرت الفنانة الراحلة بتقديم أدورها المتنوعة بحرفية عالية وإتقان شديد وقدمت دور الفتاة البسيطة، والزوجة المصرية الهادئة المستكينة كما أبدعت في دور الراقصة وفتاة الليل والمعلمة وابنة الحارة وسيدة الأعمال.

وهناك الكثير من المعلومات التي لا تعرفها الجماهير المصرية والعربية عن معالي زايد ففي سنواتها الأخيرة لامست السياسة ومارستها مثلها مثل أي مواطنة مصرية أخرى عقب ثورة 25 يناير وكانت تقف في نفس الاتجاه الذي يقف فيه الشعب، عارضت الإخوان ووقفت ضدهم بقوة وعانت الكثير بسبب مواقفها هذه.
شاركت في بعض التظاهرات المؤيدة للجيش وأعلنت تأييدها للسيسي وأطلقت زغرودة مصرية فور إعلانه ترشحه للرئاسة كما منحته صوتها في الانتخابات الرئاسية.
معالي زايد هي ابنة أحد الضباط الأحرار الذين شاركوا عبد الناصر في القيام بثورة يوليو وهو عبد الله المنياوي، ورثت موهبتها الفنية عن والدتها الممثلة آمال زايد، وخالتها الممثلة جمالات زايد، فقررت ألا تكتفي بالحصول على تلك الموهبة فقط من والدتها، بل أخذت منها اسمها أيضا، لتكون ''معالي زايد'' وما لا يعرفه الكثيرون أيضا أنها ابنة خالة أمير الطرب العربي الفنان هاني شاكر.
كان والدها يتميز بالشدة والصرامة في التعامل، وقالت معالي زايد إنه رغم شدته، زرع فيهم قيما وعادات رائعة أبرزها "الجدعنة" والشهامة والنبل والأخلاق العالية.
عشقت معالي زايد الفن التشكيلي ودرست في كلية التربية الفنية، والمعهد العالي للسينما واكتشفها المخرج الكبير نور الدمرداش، ليقدمها للتليفزيون أول مرة عام 1976، وهي في الثالثة والعشرين من عمرها في مسلسل الليلة الموعودة.
كان لديها بجانب أعمالها الفنية المتميزة، والتي أبرزها ''السادة الرجال''، ''الزوجة تعرف أكثر''، ''البيضة والحجر''، و''الشقة من حق الزوجة''، عدد من المعارض التشكيلية، التي حضرها عدد كبير من النجوم وكبار الفنانين التشكيليين.
مكنتها ملامحها الشرقية المصرية، من تجسيد أدوار مصرية خالصة، مثل ''طعمة'' ابنه المعلم صابر في فيلم الفرن مع يونس سلبي، وعادل أدهم، ودور ''حميدة'' في مسرحية ''زقاق المدق'' والذي لعبته الفنانة الكبيرة شادية في فيلم يحمل نفس الاسم، ودور ''بسبوسة'' في فيلم السكاكيني.
كان دور ''أم سيد'' من أبرز الأدوار التي قدمتها معالي زايد خلال مشوارها الفني، لأنها استطاعت تقديم دور الأم الثكلى التي فقدت ابنها في حادث، فيؤثر ذلك على علاقتها بولديها الآخرين، واعتبرت معالي هذا الدور من أقرب وأحب الأدوار إلى قلبها، لأكثر من سبب، أولها أنه يجمعها بالكاتب المبدع أسامة أنور عكاشة، وثانيها وجود الأحداث في منطقة السيدة زينب، وهي المنطقة التي تربت فيها الفنانة المصرية الراحلة.
شاركت معالي زايد في قرابة 80 عملاً سينمائياً و60 مسلسلاً تلفزيونياً، كما وقفت على خشبة المسرح في 6 أعمال، وكان فيلم "عنبر والألوان" في عام 2001 ومسلسل "موجة حارة" في عام 2013 من آخر أعمالها.