العشر الأواخر ثلث الشهر الآخر الذي يكتنز من الفضل الشيء الكثير، وهي مظنة إدراك ليلة القدر، وأكثر المواطن التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد فيها مالم يجتهد في غيرها.

عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وجد وشد المئزر) رواه مسلم.

والمعنى: أي جد في العبادة واعتزل النساء.



أيها الصائمون: اجعلوا العشر الآواخر من رمضان فرصة لتربية النفس على العبادة، واجتهدوا فيها ما لم تفعلوا فيما قبلها تكونوا مقتدين بخير الخلق صلى الله عليه وسلم.

أيقظوا أهاليكم وتابعوهم في العشر الآواخر.. بل واصطحبوهم إلى المساجد والجوامع لتربيتهم على العبادة، وليعلموا أن هذه العشر غير كل أيام العام، فضلاً ومكانةً وخيراً.

أحيوا ليلتكم بالقيام بين يدي ربكم عز وجل فهذا موطن التقرب إلى الله واللجوء إليه، وطلب حاجاتك منه سبحانه.

لا تذهب تلك الدقائق الثمينة في أروقة الأسواق مما يسبب ضياع أهم دقائق الشهر في غير ما وضعت له، بل حاولوا أن تكون أغلب ساعات ليلكم في بيوت الله، مجتهدين مصلين ذاكرين باكين.

ليكن استعداكم للعيد في أول الشهر أكثر من آخره، ليكون استعدادكم للآخرة في آخر الشهر مقدم على الاستعداد لدنياكم.

قال سفيان الثَّوري: "أَحب إليَّ إذا دخل العشر الأواخر أن يَتهجَّد باللَّيل، ويَجتهِد فيه، ويُنهِض أهله وولدَه لصَّلاة الليل إن أطاقوا ذلك".