سهل إبراهيم الوسطي ..طالب إعلام بجامعة البحرين

أصبحت المنازل الآيلة للسقوط في الدراز، تشكل هاجساً لدى أهالي المنطقة كونها باتت تهدد حياة قاطنيها بالخطر خصوصاً وأن بعضاً منها يقطنها أسر كبيرة، لصفها البعض بأنها "مأساة صامتة ومعاناة دائمة"،

وتضم قرية الدراز مايقارب 18 ألف نسمة، حيث يؤكد غالبيتهم أن بيوتهم أصبحت قديمة وعاف عليها الدهر حيث ينتظرون كل يوم سقوطها في أي لحظة ما يتسبب فيما لا يحمد عقباه. ومع ضيق حال السكان تبقى بيوت الدراز تراقب بصمت مأساتها اليومية.



المأساة تبدأ من فريج الحيدرية، حيث قام صاحب إحدى المنازل بالفريج ويدعى حسن فتيل بفتح باب منزله لنا الذي تهاوت أجزاء كبيرة من سقفه.

يقول فتيل: "نحن أسرة مكونة من 5 أفراد ونعاني في منزلنا من تشققات كثيرة كما تهاوى سقف منزلنا بسبب مياه الأمطار".

ويضيف: "لم يحصل حتى الآن على تأكيد بشأن حصوله على وحدة سكنية..على الرغم من أنه أرسل للوزارة طلباً للنظر بشأن منزله لكن لم يتم إتخاذ إجراء حاسم بهذا الشأن".

منزل مليء بالقوارض، وجيران أجانب خرجوا من فريج "الحيدرية" واتجهت نحو فريج "فلسطين"، لأشهد مأساة

أخرى وهي مأساة منزل علي جاسم.

في فريج "فلسطين" يعيش علي جاسم مع أسرته المكونة من زوجته وإبنته و3 أولاد. فبيتهم مكون من غرفتي نوم فقط ينام فيها أفراد العائلة الستة.

كما أن المطبخ خالي من أي قطعة أثاث تذكر، بإستثناء خزائن وفرن وبعض المواد الغذائية البسيطة. كما أن من شقاء العيش في منزله هو ضيقه وخاصة بعد أن استولت عليه الحشرات والقوارض بقوة. وما زاد الطين بلة بأن جيرانه من العمالة الوافدة.

حال والدته حاله

رافقنا علي إلى منزل والدته "ل" الكائن بفريج "إفيليد" الكبيرة بالسن التي تسكن مع إبنتها بعدما أن وعدتها وزارة الإسكان بحصولها على شقة إلا إنها رفضتها.

قالت الحاجة "ل": "إن منزلها قديم وضيق، ومليء بالتصدعات والتشققات ويمكن ان يسقط في أي لحظة"، مناشدة وزارة الإسكان للنظر مجدداً في طلبها

وفي منزل السيد جعفر حسن، والواقع في نفس الفريج، حيث حيث يعج منزله برائحة المجاري التي تفيض بالمنزل لتزيد من معاناته.

يقول جعفر حسن: "تقدمت بطلب للحصول على وحدة سكنية منذ العام 2002 من دون فائدة فأنا أعيش في هذا المنزل منذ سنين طويلة ولدي 5 أفراد أعيلها فابنتي وابني يعانيان من الربو، وأنا اعاني من السكري".

ويوصال "المنزل مليء بالحشرات والقوارض، ولا يمكن لنا العيش فيه. كما ان البنية التحتية لمنزلنا متهالكة مما يجعل مياه المجاري تصل إلى غرف نومنا".

وما خفي أعظم

وفي منزل محمد حسن، يبدو ان لفظ منزل لا يتناسب مع ما يوجد داخل هذا البيت فما خفي أعظم.

استقبلنا محمد حسن ودعانا إلى داخل منزله الذي تسكنه 3 عوائل يتشاركان غرفة رئيسية في الأسفل ضيقة بها شرخ عميق اطلقوا عليها اسم حمام. فمنزله مليء بالتشققات كما إن سقفه هوى بسبب مياه الأمطار.

بدرية إبراهيم: 120 طلب مدرج

هذه المشاكل والمآسي ناقشتها بقرب مع عضو المجلس البلدي بالدائرة الثانية بالمحافظة الشمالية بدرية إبراهيم.

وتقول إبراهيم: "منذ العام 2002 وحتى 2012 تم الكشف عن حوالي 120 بيتاً آيلاً للسقوط كما يوجد أعداد أكثر ولكن لم يتم إدراجها في برنامج البيوت الآيلة للسقوط والذي بدأ العام 2002 وتم إلغاؤه بعد 10 سنوات".

وبإلغائه تحول المشروع إلى مشروع قروض ترميم بوزارة الإسكان بمعنى آخر لا يوجد حل حالياً لهذه المشاكل، ولكن هناك تحرك لإعادة البرنامج".

وأضافت: "تلقينا أكثر من حالة تؤكد أن المنزل غير صالح للسكن كما إن هناك الكثير من العوائل قاموا بهجر المنازل من ناحية ضيقها ومن ناحية خطر وقوعها على أصحابها في أي لحظة، ومنها من وقع بالفعل".

واكدت عضو المجلس البلدي بالدائرة الثانية بالمحافظة الشمالية، أن الأمطار التي هطلت على المملكة في 13 أبريل الماضي تسببت بخسائر مادية كثيرة تكبدها المواطنين".

مالك الغسرة: 3000 وحدة سكنية

من جهة أخرى أكد رئيس العلاقات العامة والإعلام بالمحافظة الشمالية مالك الغسرة، إن المحافظة الشمالية قامت برصد طلبات الأهالي ورفعها إلى وزارة الإسكان.

واضاف: "هناك حلول من قبل وزارة الإسكان من ضمنها بناء 3000 وحدة سكنية في كل من مدينة سلمان، وإسكان اللوزي.