كان لابد من قمم طارئة، فما تشهده الأمتان العربية والإسلامية وما يعاصره العالم اليوم من مخاطر وتحديات وظروف استثنائية ومعقدة في عمق أمنه وأمان شعوبه كان يتطلب الفزعة والهبة والمواقف الحاسمة والواضحة من الجميع، لمواجهة كافة القضايا المصيرية التي تواجه دول المنطقة وعلى رأسها الإرهاب وأعمال الفتنة والتحريض والتخريب.

السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ومسانده ولي عهده - حفظهما الله- استشعرت الخطر، ودعت وتدعو دائماً بما أنعم الله عليها من مكانة إقليمية ودولية كبيرة كونها وستظل السند القوى لأمتيها العربية والإسلامية، والعضد المتين لأشقائها، إلى إيقاف خطاب العنصرية والكراهية أياً كان مصدرها، ولطالما طالبت بالإصغاء لصوت الحكمة والعقل وتفعيل مفاهيم التسامح والاعتدال.

إن رؤية خادم الحرمين الشريفين باتت اليوم محط أنظار العالم بعدما وضعت لنا جمعيا الأسس والأطر الثابتة والرؤى المتكاملة لصيانة الأمن والاستقرار في المنطقة ومكافحة التنظيمات الإرهابية والفكر المتطرف ودعم أمن واستقرار المنطقة والدفاع عن قضايا الحق والعدل العربية والإسلامية.

القمة العربية الطارئة المرتقبة تأتى وسط قمتين، الأولى خليجية تعقد قبل القمة العربية، والثانية إسلامية تعقد في اليوم التالي لها، والقمم الثلاث ترتكز على مبادئ الحزم والحسم والمواجهة والحشد العربي والخليجي والدولي لبلورة رؤية عالمية دولية واحدة ضد أعمال العنف والإرهاب والتخريب الإيرانية المستمرة وتدخلاتها المتواصلة في شؤون دول الجوار وتهديدها الدائم للأمن والسلم الإقليمي والدولي.

البحرين بقيادة مليكها صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله وبما لها من مكانة دولية وعالمية مرموقة هي دائماً في قلب الحدث ولاعب أساسي ورئيس في ما تشهده المنطقة من تطورات متسارعة وتتفاعل مع المعطيات الإقليمية والدولية وتتطلع لشراكة أكبر مع عمقها الاستراتيجي انطلاقاً من واجبها الديني والقومي.

الساعات القليلة المقبلة تكشف لنا عن كثير من التغيرات والتطورات الحاسمة والحازمة لمستقبل أمن وآمان واستقرار المنطقة ومحيطها الإقليمي والعالمي، وما ستخرج به القمم الثلاث من قرارات وتوصيات تنقذ المنطقة من المخاطر والتحديات التي تواجهها.. فشكراً خادم الحرمين الشريفين.