بالرغم من كونه بلد صغير، ولكن هذا لا يمنع أن ترى وتسمع فيه من العجب الكثير. فالمتابع ولو على الهامش لما يدور ويجري في لبنان الحبيب، لعرف أن الناس رغم معاناة المواطنين واللاجئين إليه، يمارس عليها الآن سياسة التقنين، بحجة إنهاء الفساد الذي يعاني منه المواطنون العاديون لا المسؤولون بالتأكيد.

«عجز الموازنة» الذي يهدد البلد في أن تدخل نفقاً عتمة لا تنجلي، دفع بالحكومة اللبنانية إلى الإعلان عن تنفيذ «سياسة التقشف» لسد العجز، وكأن الشعب المسكين يعتقد أن الدولة ستتوجه إلى تقليص رواتب المسؤولين والامتيازات العجيبة التي لا تصرف إلا في لبنان، فلا أحد ينكر أنهم نائمون على حرير والشعب المسكين لا يجد له رغيفاً؟؟

وبعد قراءتي لبنود «سياسة التقشف» لفتني أمرين، أولها: أن «سياسة التقشف» تراعي صحة المواطن وحريصة عليها، لذا فقد فرضت ضريبة على كل نفس أرجيلة «الشيشة»، يتم استهلاكه في الأماكن السياحية، وما عاد يقدر الشعب يقول «نفخ عليها تنجلي» بل كل ما نفخت، عليك أن تدفع أكثر.

والأمر الثاني، أن سياسة التقشف لم تصل إلى جيوب المسؤولين لا من قريب ولا من بعيد وتوجهت إلى جيوب الضعفاء. وإن كان القصد الأساسي هو محاربة الهدر الظاهر والمضمون، ألم يجدر بهم أن يبدأوا من أنفسهم كمسؤولين واعيين؟

وأضيف لكم ما هو العجيب بعد كل حفلة الجباية التي تطال المواطنين بشكل واسع وغريب، فهو اعتراض وزراء ونواب على الاقتطاع من رواتبهم نسبة 50% لمدة محددة، والسبب، بحسب قول أحد الوزراء: «راتبنا لا يكفي ثمن بنزين». وبعد هذا التصريح الخطير سأتضامن مع اللبنانيين وأقتصد من كتابة مقال يمكن أن يزيد في القلب الحسرة واللهيب.