بغداد - وسام سعد
تتعدد مظاهر الاحتفال بعيد الفطر المبارك في العراق، وأبرز مظاهر الاحتفال هو إقامة الألعاب المخصصة للأطفال، فالأطفال هم أهم عناصر العيد على الإطلاق، ومن أبرز أنواع الألعاب التي يلهون بها هي المراجيح، والفرارات، والدواليب الهوائية، إلى جانب إقامة ألعاب الأطفال في الأماكن العامة.
وتشرع النساء والمحلات المختصة ببيع الحلويات في تحضير حلويات العيد المختلفة والتي تعتبر من صنوف الحلويات الشعبية في المجتمع العراقي ومن أبرز حلويات العيد الكليجة، حيث تحشى هذه الحلوى بأنواع الحشوات المختلفة والمميزة كالتمر، أو الجوز، أو السكر، أو السمسم، أو الهيل، إضافة إلى الحوايج والتي تعطي هذه الحلوى نكهة مميزة.
وتقدم الكليجة في العراق عادة مع الشاي، وعدد من الحلويات العراقية الأخرى كالمن والسلوى، أو الحلقوم، أو المسقول ومن أنواع الكليجة العراقية أيضاً إلى جانب تلك المحشوة بأنواع الحشوات السابقة، نوع آخر غير محشو بأية حشوة يطلق عليه اسم حلوى الخفيفي، إذ تحتوي هذه الحلوى على نسبة قليلة من السكر، كما أنها تدهن عادة بصفار البيض.
وتبدأ الزيارات العائلية عادة بعد تناول وجبة الإفطار في أول أيام العيد وأول بيت يزوره العراقيون هو بيت الوالدين، أو بيت العائلة، إذ يبقون هناك إلى أن يحين موعد الغداء، ثم ينطلقون لتقديم المعايدة للأرحام، والأقارب، والأصدقاء ويقدم الآباء العيدية للأبناء، كما ويذهب الأبناء مع آبائهم إلى منازل الأهل، والأقارب، الأرحام، فيتعلمون منذ الصغر هذه القيم الاجتماعية الدينية الرائعة.
وقال أحد أهالي مدينة بغداد هادي البغدادي لـ"الوطن"، إن هناك طقوساً معينة باتت مفقودة الآن وهناك اختلاف في مظاهر العيد وطعم ونكهة العيد اليوم عن العيد أيام زمان.
وأضاف في اليوم الأخير من شهر رمضان يقف المسلمون فوق السطوح وعلى أحواض المنائر لمراقبة هلال شوال وعند رؤيته يودعون رمضان قائلين "الوداع يا شهر رمضان الوداع يا شهر الطاعة والغفران"، وكانوا يتسحرون بما يسمى بسحور اليتيمة حيث في ليلة العيد يتناول من كان صائماً أكلاً خفيفاً قبل النوم ثم يقومون بتوزيع "الفطرة" وهي صدقة توزع على الفقراء إما نقوداً أو طحيناً أو أقمشة وغيرها عن كل فرد من أفراد العائلة حتى لو كان جنيناً في بطن أمه.
وقال الأكاديمي محمد الطائي لـ"الوطن"، "في صباح يوم العيد ينهض صغار العائلة مبكرين وأمهم تعاونهم على ارتداء ملابسهم الجديدة التي كانوا قد وضعوها بالقرب من أماكن منامهم وبعضهم يضعها "جوه رأسه" أي "تحت الوسادة"، أما الرجال فينهضون مبكرين للذهاب إلى الجوامع مصطحبين معهم أولادهم لأداة صلاة العيد".
وأضاف أن "العيد يبدأ في العراق بعد صلاة العيد وبعدها يذهب الكثير من العراقيين لزيارة المقابر فهي من التقاليد التي حرص العراقيون على ممارستها، أما الصغار والصبيان فيذهبون إلى محال اللهو الفرجة راكبين الحمير والكدش "البغل" ويأنسون بالمراجيح ودولاب الهواء الخشبي والفرارات وغيرها ويأكلون لفة بيض أو كبة أو سميط وغير ذلك مما كان يباع في الفرجة في ذلك الوقت إذ لا بد من صرف عيدياتهم".
وتابع "يستذكر العراقيون بحنين مفرط ليالي العيد وطقوسه المتنوعة أيام زمان حيث كانت المتنزهات والسينمات المنتشرة في بغداد من أهم الوسائل الترفيهية التي تجمع العائلات العراقية كمتنزه سلمان باك ومتنزه أبو نؤاس وغيرها من المتنزهات التي تملأ العاصمة بغداد، وكنا نتجول بين المتنزهات وكنا حريصين على الذهاب إلى السينما التي كانت منتشرة في باب الشرجي والسعدون ومنطقة الأعظمية، وغيرها من المناطق والتي تحولت اليوم إلى إطلالة تستفز مشاعر العراقيين بأجمل الذكريات، متمنياً عودة الألق لشوارع العاصمة".
وقال مواطن آخر من أهالي بغداد يدعى علي الإيطالي لـ"الوطن"، إن "العيد فرصة رائعة للمصالحة بين المتخاصمين وتنقية النفوس، ونجد في العيد فرصة رائعة لنتدخل بين المتخاصمين ونصالحهم ونحاول جاهدين أن تلتئم أرواحهم ونزيح الأخطاء التي مضت".
ويضيف "عندما نتجول بين الجيران لمعايدتهم ونعرف أن صاحب هذه الدار له خلاف مع جاره فلا يمكن أن نتجاوزه بل ندخل على داره ونشرب من مائه ونأكل من طعامه ولا نخرج من داره إلا بعد مصالحته مع خصمه وكنا نؤجل قضايا الصلح إلى مثل هذه المناسبة وبالطبع تكون من مسؤولية شيوخ العشيرة أو الوجهاء والسادة الأشراف".
وتابع "لا يوجد عيد من دون عمل الكليجة وهي إحدى الحلويات المهمة التي تعد من الواجبات المهمة التي يتوجب على ربة البيت عملها، فالبيت الذي لا يحتوي على "الكليجة"، يعد متقاعساً عن أداء ما توجب عليه".
وقالت أم غيداء لـ"الوطن"، "نهيئ صينية الكليجة التي تصَفُ بها قطع الكليجة، ومن ثم عِدة صناعة الكليجة من طحين أبيض وسمن وسمسم وجوز الهند المطحون وتمر وخميرة وحليب وتبدأ النساء كل أمام صينيتها بتقطيع العجين ووضع الحشو بداخلها والذي عادة ما يكون قطعاً صغيرة من التمر أو "اللب غراش" أو السمسم، ومن ثم تصف في صينية كبيرة مدهونة بالسمن لمنع التصاق القطع بها في أثناء شوائها".
وأضافت "نرسل "الصواني"، إلى فرن حجري قريب لشواء الكليجة، لكننا الآن وفي بعض الأحياء نشويها في البيت في فرن صغير وهذا ما يفقد الاحتفال بصنع الكليجة شعبيته".
وتشهد الأسواق العراقية زحاماً شديداً لشراء ملابس العيد والحلويات العراقية استعداداً لاستقبال الضيوف ويقرع المسحراتي "أبو طبيلة" طبله، وهو يجوب الشوارع والأحياء، إعلاناً بيوم العيد، وتواكب الأطفال، ليوفي حقه، ويأخذ عيديته وهديته من المال والحلويات من الأهالي، تثميناً ووفاءً لإيقاظهم وقت السحور في ليالي شهر رمضان الكريم..
وبرغم انحسار الكثير من عادات العيد وطقوسه الشعبية، بحكم تغير الحياة وتطورها، وانشغال الكثير بهمومهم وعيشتهم وهاجس الأمن، مازال العراقيون يحافظون على نكهة الماضي، والتراث الشعبي وبساطة العيش ورونق الحياة.
تتعدد مظاهر الاحتفال بعيد الفطر المبارك في العراق، وأبرز مظاهر الاحتفال هو إقامة الألعاب المخصصة للأطفال، فالأطفال هم أهم عناصر العيد على الإطلاق، ومن أبرز أنواع الألعاب التي يلهون بها هي المراجيح، والفرارات، والدواليب الهوائية، إلى جانب إقامة ألعاب الأطفال في الأماكن العامة.
وتشرع النساء والمحلات المختصة ببيع الحلويات في تحضير حلويات العيد المختلفة والتي تعتبر من صنوف الحلويات الشعبية في المجتمع العراقي ومن أبرز حلويات العيد الكليجة، حيث تحشى هذه الحلوى بأنواع الحشوات المختلفة والمميزة كالتمر، أو الجوز، أو السكر، أو السمسم، أو الهيل، إضافة إلى الحوايج والتي تعطي هذه الحلوى نكهة مميزة.
وتقدم الكليجة في العراق عادة مع الشاي، وعدد من الحلويات العراقية الأخرى كالمن والسلوى، أو الحلقوم، أو المسقول ومن أنواع الكليجة العراقية أيضاً إلى جانب تلك المحشوة بأنواع الحشوات السابقة، نوع آخر غير محشو بأية حشوة يطلق عليه اسم حلوى الخفيفي، إذ تحتوي هذه الحلوى على نسبة قليلة من السكر، كما أنها تدهن عادة بصفار البيض.
وتبدأ الزيارات العائلية عادة بعد تناول وجبة الإفطار في أول أيام العيد وأول بيت يزوره العراقيون هو بيت الوالدين، أو بيت العائلة، إذ يبقون هناك إلى أن يحين موعد الغداء، ثم ينطلقون لتقديم المعايدة للأرحام، والأقارب، والأصدقاء ويقدم الآباء العيدية للأبناء، كما ويذهب الأبناء مع آبائهم إلى منازل الأهل، والأقارب، الأرحام، فيتعلمون منذ الصغر هذه القيم الاجتماعية الدينية الرائعة.
وقال أحد أهالي مدينة بغداد هادي البغدادي لـ"الوطن"، إن هناك طقوساً معينة باتت مفقودة الآن وهناك اختلاف في مظاهر العيد وطعم ونكهة العيد اليوم عن العيد أيام زمان.
وأضاف في اليوم الأخير من شهر رمضان يقف المسلمون فوق السطوح وعلى أحواض المنائر لمراقبة هلال شوال وعند رؤيته يودعون رمضان قائلين "الوداع يا شهر رمضان الوداع يا شهر الطاعة والغفران"، وكانوا يتسحرون بما يسمى بسحور اليتيمة حيث في ليلة العيد يتناول من كان صائماً أكلاً خفيفاً قبل النوم ثم يقومون بتوزيع "الفطرة" وهي صدقة توزع على الفقراء إما نقوداً أو طحيناً أو أقمشة وغيرها عن كل فرد من أفراد العائلة حتى لو كان جنيناً في بطن أمه.
وقال الأكاديمي محمد الطائي لـ"الوطن"، "في صباح يوم العيد ينهض صغار العائلة مبكرين وأمهم تعاونهم على ارتداء ملابسهم الجديدة التي كانوا قد وضعوها بالقرب من أماكن منامهم وبعضهم يضعها "جوه رأسه" أي "تحت الوسادة"، أما الرجال فينهضون مبكرين للذهاب إلى الجوامع مصطحبين معهم أولادهم لأداة صلاة العيد".
وأضاف أن "العيد يبدأ في العراق بعد صلاة العيد وبعدها يذهب الكثير من العراقيين لزيارة المقابر فهي من التقاليد التي حرص العراقيون على ممارستها، أما الصغار والصبيان فيذهبون إلى محال اللهو الفرجة راكبين الحمير والكدش "البغل" ويأنسون بالمراجيح ودولاب الهواء الخشبي والفرارات وغيرها ويأكلون لفة بيض أو كبة أو سميط وغير ذلك مما كان يباع في الفرجة في ذلك الوقت إذ لا بد من صرف عيدياتهم".
وتابع "يستذكر العراقيون بحنين مفرط ليالي العيد وطقوسه المتنوعة أيام زمان حيث كانت المتنزهات والسينمات المنتشرة في بغداد من أهم الوسائل الترفيهية التي تجمع العائلات العراقية كمتنزه سلمان باك ومتنزه أبو نؤاس وغيرها من المتنزهات التي تملأ العاصمة بغداد، وكنا نتجول بين المتنزهات وكنا حريصين على الذهاب إلى السينما التي كانت منتشرة في باب الشرجي والسعدون ومنطقة الأعظمية، وغيرها من المناطق والتي تحولت اليوم إلى إطلالة تستفز مشاعر العراقيين بأجمل الذكريات، متمنياً عودة الألق لشوارع العاصمة".
وقال مواطن آخر من أهالي بغداد يدعى علي الإيطالي لـ"الوطن"، إن "العيد فرصة رائعة للمصالحة بين المتخاصمين وتنقية النفوس، ونجد في العيد فرصة رائعة لنتدخل بين المتخاصمين ونصالحهم ونحاول جاهدين أن تلتئم أرواحهم ونزيح الأخطاء التي مضت".
ويضيف "عندما نتجول بين الجيران لمعايدتهم ونعرف أن صاحب هذه الدار له خلاف مع جاره فلا يمكن أن نتجاوزه بل ندخل على داره ونشرب من مائه ونأكل من طعامه ولا نخرج من داره إلا بعد مصالحته مع خصمه وكنا نؤجل قضايا الصلح إلى مثل هذه المناسبة وبالطبع تكون من مسؤولية شيوخ العشيرة أو الوجهاء والسادة الأشراف".
وتابع "لا يوجد عيد من دون عمل الكليجة وهي إحدى الحلويات المهمة التي تعد من الواجبات المهمة التي يتوجب على ربة البيت عملها، فالبيت الذي لا يحتوي على "الكليجة"، يعد متقاعساً عن أداء ما توجب عليه".
وقالت أم غيداء لـ"الوطن"، "نهيئ صينية الكليجة التي تصَفُ بها قطع الكليجة، ومن ثم عِدة صناعة الكليجة من طحين أبيض وسمن وسمسم وجوز الهند المطحون وتمر وخميرة وحليب وتبدأ النساء كل أمام صينيتها بتقطيع العجين ووضع الحشو بداخلها والذي عادة ما يكون قطعاً صغيرة من التمر أو "اللب غراش" أو السمسم، ومن ثم تصف في صينية كبيرة مدهونة بالسمن لمنع التصاق القطع بها في أثناء شوائها".
وأضافت "نرسل "الصواني"، إلى فرن حجري قريب لشواء الكليجة، لكننا الآن وفي بعض الأحياء نشويها في البيت في فرن صغير وهذا ما يفقد الاحتفال بصنع الكليجة شعبيته".
وتشهد الأسواق العراقية زحاماً شديداً لشراء ملابس العيد والحلويات العراقية استعداداً لاستقبال الضيوف ويقرع المسحراتي "أبو طبيلة" طبله، وهو يجوب الشوارع والأحياء، إعلاناً بيوم العيد، وتواكب الأطفال، ليوفي حقه، ويأخذ عيديته وهديته من المال والحلويات من الأهالي، تثميناً ووفاءً لإيقاظهم وقت السحور في ليالي شهر رمضان الكريم..
وبرغم انحسار الكثير من عادات العيد وطقوسه الشعبية، بحكم تغير الحياة وتطورها، وانشغال الكثير بهمومهم وعيشتهم وهاجس الأمن، مازال العراقيون يحافظون على نكهة الماضي، والتراث الشعبي وبساطة العيش ورونق الحياة.