المتسابق الخامس في قائمة مشاهير Goal 2014، هو البرازيلي الذي كان يمتلك قدرات فاقت كل أبناء جيله بشكل لا يُصدق. دخوله في قائمة المشاهير بهذه السرعة هو دليل على تأثيره الكبير في جيل عريض من مشجعي ومحبي الساحرة المستديرة بمسيرة عظيمة كادت تكون أفضل من ذلك لولا الإصابات التي طاردته منذ انضمامه للإنتر.
السؤال الذي يطرح نفسه دائمًا كلما تحدث أحدهم عن رونالدو، ماذا لو تجنب إصابات الركبة؟ ماذا لو لم يتعرض للمرض قبل خوضه للمباراة النهائية لكأس العالم 1998؟ ماذا لو أظهر مستوى من التفاني والإصرار مثل بعض أقرانه؟ الجواب قد يكون جيدًا فلا يوجد أي حجة لأعظم لاعب في كل العصور حتى مع هذه الظروف التي أحاطت به.
رونالدو أثر في لاعبين أمثال "زلاتان إبراهيموفيتش، ليونيل ميسي، كريم بنزيمة ونيمار"، رونالدو مثلهم الأعلى، إنه المثل الأعلى لشريحة كبيرة من اللاعبين الذين نشأوا على مشاهدة مراوغاته وانطلاقاته وأهدافه العبقرية.
يكن المهاجم السويدي "زلاتان إبراهيموفيتش" كل الاحترام والكثير من المشاعر لرونالدو بالذات عندما قال "لا أحد قد أثر عليّ من اللاعبين الذين برزوا في عالم كرة القدم كما أثر فيّ رونالدو، لقد كان مثل حسن كما بيليه، لم يكن هناك أحدًا مثله. بالنسبة لي؟ رونالدو هو أعظم لاعب".
هناك العديد والعديد من اللاعبين الذين نجحوا في تزيين مسيرتهم الكروية بالفوز بدوري أبطال أوروبا، لكنهم لم يتركوا علامة بارزة في العالم مثلما فعل رونالدو الذي لم يكن قادرًا على التتويج بهذه البطولة المرموقة خلال مسيرته مع "بي إس في ايندهوفن، برشلونة، الإنتر، ريال مدريد وميلان".
زميله السابق في ريال مدريد "زين الدين زيدان"، أول لاعب انضم للائحة مشاهير Goal لعام 2014 قال أنه في كل يوم كان يتدرب معه يرى "شيئًا مختلفًا وجديدًا في كرة القدم"، مضيفًا "رأيت أشياء جميلة، وهذا هو الفرق بين اللاعب الجيد واللاعب الاستثنائي".
في سنوات رونالدو الأولى مع برشلونة، تمتع بعبقرية خاصة حيث لعب دون عقد وقيود وبأريحية كبيرة، كان يمر بسهولة من خلال الدفاعات ويحافظ ويسيطر على الكرة بدقة وخفة، وتمتع كذلك بعزيمة وإصرار في مواجهة حراس المرمى ليتغلب على كل من واجههم، البداية كان في كروزيرو البرازيلي والذي نقله إلى ايندهوفن الهولندي وفي موسم 1997/1996 كانت الانطلاقة الحقيقية في سماء النجومية مع برشلونة.
المدرب "روبرتو جاجليانوني" أول المدربين الذين أشرفوا على تدريب "الظاهرة"، تصبر في خيرًا بعد أول حصة تدريبية وأخبره بأنه سيكون المهاجم الأول للبرازيل في قادم السنين. وكشف روبرتو "في ديسمبر 1992 قلت أنني قد أرسلت صبي إلى كروزيرو سيكون المهاجم الأول للمنتخب البرازيلي وسيلعب في كأس العالم 1998، طلبوا مني الاسم فقلت (رونالدو)".
تألق رونالدو بقوة على الأراضي الإسبانية في موسمه الأول مع برشلونة فمن 49 مباراة سجله 47 هدفًا، وقاد الفريق بالفعل إلى كأس ملك إسبانيا، كان مزيجًا من روماريو وستويشكوف ومايكل لاودروب في لاعب واحد، أسال مستواه أصحاب القدرة على تسديد ثمنه للبرسا ومنحه راتبًا أسبوعيًا ضخمًا بالذات بعد هدفه المذهل أمام كومبوستيلا عندما مر من ستدة مدافعين قبل أن يسدد هدفًا ألهب حماس العشاق في كامب نو وجعل السير بوبي روبسون يضع يديه على رأسه من التعجب، هذا ما حدث لكل أولئك الذين راقبوا اللعبة.
الانتقال إلى الإنتر ربما كانت خطوة ضارة إلى حد ما، برشلونة أصر على بقاء الظاهرة بين أسوار كامب نو، في حين رأى رونالدو أنه لم يكافأ بما فيه الكفاية من إدارة الفريق الكتالوني. كانت البداية نجاحة إلى حد كبير مع الإنتر بالفوز بكأس الاتحاد الأوروبي، لكن خسارة لقب الدوري في الدقائق الأخيرة أمام لاتسيو كان حدثًا مؤلمًا لرونالدو أكثر ربما من خسارته لكأس العالم 98 في سان دو ني أمام رجال إيميه جاكيه.
في عام 1999 بدأت مشاكل رونالدو مع إصابات الركبة، وتفاقمت حالته على مدار ثلاث سنوات ليغيب عن جزء كبير من تصفيات كأس العالم 2002 وبالكاد لحق بالبطولة وكان لا يزال عمره 25 عامًا، ليكتب بداية جديدة من حياته ومسيرته الكروية على الأراضي الكورية الجنوبية واليابانية بتسجيله لثمانية أهداف من بينهم ثنائية في النهائية أمام ألمانيا ليقود بلاد السامبا لمعانقة كأس العالم للمرة الخامسة في التاريخ، كانت هذه مناسبة مثالية لردم كل ما مضى من مصاعب ونسيانه.
نجم ألمانيا وليفربول السابق (ديتمار هامان) تحدث لـGoal عن نهائي مونديال 2002 قائلاً "لا أعتقد أن رونالدو كان يلعب بقوته بنسبة 100%، ورغم كل شيء سجل ثمانية أهداف ولعب كمهاجم صريح بمستوى جيد، لم أر لاعبًا مثله من قبل، في الوقت الذي كان فيه أفضل لاعب في العالم يحتل أحد المراكز الخمسة الأوائل ضمن الأفضل في التاريخ".
بعد التحول إلى سنتياجو برنابيو مع ريال مدريد عام 2002، أضطر رونالدو للعمل على تطوير نفسه للتكيف على أسلوب لعب الفريق الملكي، وكالعادة حظي ببداية مذهلة تخللها هزيمة مانشستر يونايتد بهاتريك تاريخي على ملعب أولد ترافورد في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا ليحصل على تحية كبيرة من الحضور، وفي نهاية موسم 2003/2002 تويج مع الفريق بلقب الدوري الإسباني على حساب فالنسيا وريال سوسيداد.
وفي موسم 2004/2003 توج بلقب هداف الدوري الإسباني للمرة الثانية برصيد 24 هدفًا رغم معاودة الإصابة لكلتا ركبتيه مرة أخرى، وللأسف في تلك اللحظات بدأ العد التنازلي لرونالدو من جديد بتعرضه لمزيد من الويلات مع الإصابات المشؤومة التي تخلص منها في الوقت المناسب قبل بدء مونديال 2006 الذي حطم خلاله الرقم الأسطوري للألماني "جيرد مولر" كأفضل هداف في تاريخ كؤوس العالم برصيد 15 هدفًا. ورغم هذا الإنجاز العظيم كان على رونالدو مواجهة انتقادات جديدة بسبب فرنسا عندما خرجت البرازيل من الدور ربع النهائي بهدف تييري هنري.
في نهاية المطاف وبعد محاولاته مع ميلان وكورينثيانز لإحياء ما تبقى من مسيرته، هلك رونالدو واستسلم للإصابات والمرض، وفي عام 2011 تخلى عن الأمل الأخير باتخاذه لأصعب قرار في مؤتمر صحفي لم ينساه كل برازيلي عاصر هذا الموهوب. ويقول رونالدو "من الصعب جدًا أن تترك شيئًا أسعدك، أردت الاستمرار ولكن لا بد لي من الاعتراف بأنني خسرت المعركة مع جسدي".
وشهد زميله "إيمرسون"، لاعب روما ويوفنتوس وميلان الأسبق، على ما امتلكه رونالدو من موهبة طبيعية وفريدة من نوعها قائلاً "أعتقد أنه لم يكن بحاجة للعمل بأقصى طاقة له مثلما كنا نفعل في التدريبات، ما يستغرق 10 أيامه يمكن أن يفعله في يومين فقط".
بهذه الجملة عاش رونالدو حياته واكتسب سمعة أوصلته للقب "الظاهرة" القادر على القيام بأشياء بشكل طبيعي وبموهبة ربانية بكل سهولة، رونالدو هبة لهؤلاء الذين يقدسون الأبطال مثل السويسري "روجيه فيدرير" في التنس ممن يصنعون الفرحة في مشاهدة شيء نحن نعلم أنه من الصعب للغاية تنفيذه بهذه السهولة الكبيرة.
رونالدو كان قادرًا بموهبته الخاصة على فعل أشياء لا يستطيع أي شخص أخر أن يفعلها...علينا ألا ننسى ذلك!!