/ مثل قيام المؤسسة الخيرية الملكية بناءً على توجيهات من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل المفدى حفظه الله ورعاه بمساعدة المتضررين والمنكوبين ومد يد العون وتقديم المساعدات التنموية للأشقاء في الصومال واحدًا من جهود جلالته في الاهتمام بالإنسان في كل مكان، ومساعدة المحتاجين وإغاثة المنكوبين انطلاقاً من روابط الإنسانية التي تجمع مملكة البحرين مع مختلف شعوب العالم ، كما جاء إطلاق جائزة جلالته العالمية للاختراع العلمي جهدًا آخر لرعاية المخترعين في العالم وتشجيع النهوض بالعلم الذي يرتقي بالبشرية في كل أرجاء المعمورة إلى آفاق أرحب وهذا غيض من فيض من جهود المملكة بقيادة عاهل البلاد المفدى في مجال العمل الإنساني والخيري العالمي.
في الحدث الأول قامت المؤسسة الخيرية الملكية بتوجيه من عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة الرئيس الفخري للمؤسسة الخيرية الملكية، وتحت رعاية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة رئيس مجلس أمناء المؤسسة الخيرية الملكية، بتنفيذ عدد من المشاريع التنموية العملاقة التي تسهم في إعادة إعمار وبناء جمهورية الصومال وتخدم الملايين من أبناء الشعب الصومالي الشقيق، أبرزها مستشفى مملكة البحرين التخصصي على مساحة قدرها 17,500 متر مربع والذي يخدم حوالي 3 ملايين نسمة ويقدم مختلف الخدمات العلاجية للشعب الصومالي الشقيق، نظراً للحاجة الماسة إلى وجود مرفق صحي يقدم خدماته الطبية، ويحتوي المستشفى على العديد من التخصصات الطبية والمرافق بما يجعله مستشفى متكاملا.
كما تم افتتاح مجمع البحرين العلمي بجامعة الصومال والذي يعد بشهادة الطلاب الصوماليين "نموذج يحتذى به للمشاريع التنموية في الصومال"، ويسهم في الارتقاء بالمسيرة التعليمية وإنشاء جيل من الطلاب على قدر من العلم النافع والمفيد ويخدم المئات من الطلاب وهيئة التدريس والهيئة الإدارية.
كما افتتح الأمين العام للمؤسسة الخيرية الملكية مصطفى السيد مشروع آبار المياه الارتوازية الذي أعاد الحياة لأكثر من 250 قرية، حيث تم حفر 10 آبار مياه ارتوازية بعمق 300 متر في مختلف مناطق الصومال تخدم أكثر 102 ألف شخص.
وتقديرا من الحكومة والشعب الصوماليين لدعم مملكة البحرين قدم فخامة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود شهادة تقدير دولة، مقدرا فخامته عطاء المملكة ملكا وحكومة وشعباً لإغاثة شعبه، كما أشاد المسؤولون والشعب الصومالي بالمشاريع البحرينية الضخمة والتي سيكون لها الأثر الكبير في إرساء الأمن والأمان في البلاد، وأكدوا على أن مملكة البحرين كانت أول دول العالم التي تنفذ مشاريعها التنموية في الصومال منذ أكثر من عشرين عاماً لتكون مملكة البحرين صاحبة الريادة في هذا المجال، مؤكدين أن البحرين كانت متواجدة أيام الأزمة التي مرت بها بلادهم، حيث تعرضت وفود المملكة للمخاطر التي تعرض لها أبناء الشعب الصومالي خلال هذه الأزمة ولكن لم تنسحب وظلت تعمل في هذه الأجواء بدافع إنساني وأخوي وهذا ما جعل الصوماليين يكنون حبًا كبيرًا لجلالة الملك ولشعب البحرين.
وتعمل المملكة وفق استراتيجية مميزة تقوم على عدم الاكتفاء بتقديم المساعدات الإغاثية العاجلة فقط، وإنما العمل على تنفيذ المشاريع التنموية الكبيرة التي تساهم في إعمار الأرض وبناء الإنسان وتحتاج إليها الشعوب بشكل مستمر ومتواصل.
وتسهم المؤسسة الخيرية الملكية التي أسسها صاحب الجلالة ملك البلاد المفدى بتاريخ 14 يوليو لعام 2001 في هذا الجانب الإنساني الكبير ، والتي تعمل في جميع المساعدات التي تقدمها في حملاتها الإنسانية والإغاثية لمختلف الدول الشقيقة والصديقة وفق استراتيجية تقوم على تقديم المشاريع التنموية وبناء الإنسان.
وإذا تتبعنا جهود مملكة البحرين في ظل العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى في هذا المجال سنجد مشاريع عملاقة قامت بها البحرين بتقديم مساعدات إغاثية وإنسانية مختلفة، من أحدثها توجيه جلالة الملك في عام 2012 بإجراء أكثر من 4000 عملية لإعادة وتصحيح النظر لأبناء الشعب الصومالي الشقيق في مركز مملكة البحرين لطب وجراحة العيون.
من جهة اخرى قامت مملكة البحرين بتوجيهات ومتابعة من جلالة الملك ببناء مجمع مملكة البحرين العلمي للشعب السوري الشقيق في مخيم الزعتري بالمملكة الأردنية الهاشمية والذي يتكون من أربعة مدارس متكاملة المرافق من فصول دراسية ومختبرات ومكتبات وملاعب رياضية ومكاتب إدارية.
وفي غزة تم إنشاء مدرسة مملكة البحرين والتي تعتبر أكبر مدرسة في القطاع، حيث تتكون من أربعة طوابق وتحتوي على جميع المرافق التعليمية والتربوية والرياضية والأجهزة والوسائل التعليمية.
إن جهود المملكة في خدمة الإنسانية امتد أيضًا لرعاية المخترعين والمبتكرين لحثهم على مواصلة مسيرتهم خدمة للبشرية، حيث أعلن سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشئون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية إطلاق جائزة جلالة الملك حمد العالمية للاختراع العلمي، والتي تعد الأولى من نوعها من حيث المضمون والأهداف النبيلة , وتمهد الطريق أمام المخترعين لمواصلة اختراعاتهم العلمية حيث ستكون بمثابة الالتقاء بين المؤسسات العلمية والشركات العالمية للاطلاع على الاختراعات العلمية ودعم المخترعين.
ويعتبر جلالة الملك المفدى من الداعمين الأساسيين للحركة العلمية والاختراعات على المستوى العالمي، وهذا ما اتضح جليا من خلال توجيهاته السديدة برعاية المعرض البريطاني العالمي للمخترعين , حيث كرم سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة الفائزين والمشاركين في المعرض والذي أقيم في العاصمة البريطانية لندن بمشاركة 170 مخترعا من دول قارات العالم.
كما أعلنت مملكة البحرين عن إطلاق مبادرة سفارة المخترعين، تجسيدًا لرؤية جلالة الملك لجعل مملكة البحرين مهد الابتكار العالمي، حيث تشجع الأفكار حتى نجاحها وذلك من خلال مؤسسة تدعم الإبداع وتطور الطاقات والقدرات البشرية، وهي عبارة عن منظمة ذات طابع إداري تهتم بالمخترعين ودعمهم في مختلف دول العالم، وتهيئة الأجواء المثالية أمامهم من أجل مواصلة اختراعاتهم.
كل هذه الجهود البحرينية كانت وراء تكريم سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة بجائزة قائد الإبداع من قبل المعهد البريطاني، في مشهد يؤكد تقدير المعهد لمملكة البحرين و عاهل البلاد المفدى ولجهود سمو الشيخ ناصر في رعاية للمخترعين من مختلف دول العالم ومساهمته في إنجاح المعرض.
وكما قال سموه أنه في عالم يسعى للتركيز على ما يفرقنا -سواء كان ذلك على مستوى الحدود أو الأيديولوجيات- من المهم أن نتطلع إلى ما يوحدنا كبشر، وأنا شخصيا يحفني الأمل في مستقبل أفضل لأبنائنا ولأنفسنا ويملؤني التفاؤل بعالم نحتفي فيه بالأفكار الرائعة وبإمكانات المبدعين .
إن الجهود السابقة لمملكة البحرين بقيادة عاهل البلاد المفدى هي أحد أوجه الجهد البحريني على المستوى الدولي، فكما تعمل المملكة على تدعيم الأمن والسلم الدوليين ومكافحة الإرهاب والتقارب بين الحضارات فهي تعمل بنفس الهمة على حماية الإنسان في كل مكان والارتقاء به خدمة للبشرية حاضرها ومستقبلها