تقترح صفقة القرن حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، عبر خطة سلام للشرق الأوسط أعدها فريق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورغم أن الخطة لم تنشر رسمياً إلاَّ أن هناك الكثير من التسريبات المتعمدة والتلميحات المتراوحة بين الإغراء والتهديد. وتخلص الخطة في نهاية المطاف إلى حل القضية الفلسطينية بإقامة دولة فلسطينية بدون جيش في الضفة الغربية وقطاع غزة. وستقوم مصر بمنح أراضٍ إضافية للفلسطينيين من أجل إنشاء مطار ومصانع وللتبادل التجاري والزراعة دون السماح للفلسطينيين في العيش فيها، على أن يتم الاتفاق على حجم الأراضي وثمنها. سيتم أيضاً إنشاء جسر معلق للربط بين غزة والضفة لتسهيل الحركة. وتنص الخطة على أن تجرى انتخابات ديمقراطية لحكومة فلسطين بعد عام من الاتفاق، وسيكون بإمكان كل مواطن فلسطيني الترشح للانتخابات، بينما سيتم فرض عقوبات على جميع الأطراف الرافضة للصفقة.

لقد كان من المقرر الإعلان عن الصفقة في يونيو 2019، وها هو يونيو يمضي دون أن نسمع إلا الرفض لها. بطل صفقة القرن وماسك ملفها «جاريد كوشنر» -يهودي متشدد ورجل أعمال ونجل مليونير يهودي ولكنه متزوج من إيفانكا ترامب، ابنة ترامب. ذلك أن ترامب عيّن صهره جاريد كوشنر مستشاراً له، وأوكل إليه الكثير من المهام المتعلقة بالحرب على داعش وعملية السلام في الشرق الأوسط «صفقة القرن».

يرجع الرفض العربي لصفقة القرن إلى التمسك بالمبادرة العربية، التي تهدف إلى إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دولياً على حدود 1967 وعودة اللاجئين وانسحاب إسرائيل من هضبة الجولان المحتلة، مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية مع إسرائيل، وقد تم الإعلان عن مبادرة السلام العربية في القمة العربية في بيروت 2002، والتي أطلق عليها «مبادرة الملك عبدالله». لكن الرفض العربي يقابله رفض إسرائيلي أيضاً، فحتى الآن ترفض تل أبيب تطبيق حل الدولتين وعودة اللاجئين، وأنه من الصعب إجلاء المستوطنين من أراضي الضفة الغربية. وحسبما عبرت عنه الصحافة الإسرائيلية، فإن الغموض وعدم اليقين المرتبط بالصفقة المنتظر طرحها من قبل الإدارة الأمريكية على الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، أديا إلى تصاعد التحذيرات من جانب قادة الفكر والرأي ومراكز التفكير الإسرائيلية من أن الصفقة قد تفرض على إسرائيل تقديم تنازلات لتحقيق التسوية، وفي حال عدم قبول تل أبيب لما تُقرره إدارة ترامب فإن ذلك قد يؤثر على العلاقات الوثيقة بين تل أبيب وواشنطن، بالإضافة إلى أن عدم إمكانية التنبؤ بردود أفعال الرئيس الأمريكي والذي سوف يزيد من المخاوف الإسرائيلية حول ترتيبات الصفقة والقضايا التي تتضمنها والتنازلات التي يمكن فرضها لدفع الطرف الفلسطيني لقبول الصفقة.

* اختلاج النبض:

كل آفة عليها آفة، وقد يسلط الله ترامب على إسرائيل، وخير مؤشر هو رعبهم من غضبه إذا رفضوا صفعته أو صفقته، لا فرق.