كتب - مازن أنور:
أصبح منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم أمام مفترق طرق في مشاركته ببطولة كأس الخليج الثانية والعشرين التي تقام حالياً في العاصمة السعودية الرياض، هذا الوضع جاء بعد التعادل مع المنتخب اليمني في الافتتاح بدون أهداف وبالتالي وضع الأحمر ذاته في وضع صعب يتوجب عليه الخروج بنتيجة إيجابية من لقاء صاحب الأرض والجمهور المنتخب السعودي هذا المساء.
الحديث مراراً وتكراراً عن الصعوبات التي قد تواجه الأحمر في البطولة ازداد كثيراً بعد التعادل مع اليمن، فالمنتخب اليمني وصف بأنه محطة عبور لمنتخبنا ومعه المنتخبان السعودي والقطري، ولكن هذا الأمر لم يحدث، لتختلط أوراق المجموعة ويبقى الوضع الأصعب من نصيب الأحمر الذي سيواجه المنتخبان الأكثر ترشيحاً لبلوغ الدور الثاني وهما السعودية وقطر.
بعيداً عن التعادل السلبي المخيب للأحمر مع اليمن إلا أن الشارع والإعلام الرياضي البحريني وإلى جانبهم جميع المسؤولين في اتحاد الكرة والجهازان الفني والإداري وكذلك اللاعبين اجتمعوا على أن الأحمر قدم أداءاً متواضعاً للغاية في الافتتاح ولم يوح بأنه قادر على الذهاب بعيداً بهذا الشكل، ولكن البعض عزى هذا الظهور لعدة أسباب في مقدمتها بأنها مباراة افتتاحية والبعض الآخر ذهب للحديث عن أن الأحمر ما زال فريقاً حديث العهد بقيادة جديدة للعراقي عدنان حمد.
التعادل مع اليمن ليس بنهاية المطاف بل الأداء في تلك المباراة سيجعل الأحمر يصل سريعاً إلى نهاية المطاف في البطولة، ولكن الجميع اتفق على أن مواجهة اليوم مع السعودية هي المحط الحقيقي وهي الصفحة الجديدة للأحمر في هذه البطولة إن أراد الرد على جميع المنتقدين.
«الوطن الرياضي» ومن خلال المباراة الأولى التي قدمها الأحمر أمام اليمن رصد أبرز العلاجات التي يمكن أن يستخدمها الأحمر لاجتياز عقبة المنتخب السعودي، وإذا ما تم استخدام جميع العلاجات في مواجهة اليوم فإن النتيجة الإيجابية لن تكون بعيدة عن الأحمر.
العلاج الإداري
في مقدمة العلاجات التي يحتاجها الأحمر في لقاء اليوم مع السعودية هو العلاج الإداري، حيث يتوجب على الجهاز الإداري للمنتخب مضاعفة الجهد عبر خلق أجواء من التفاؤل للاعبين للمباراة ومحاولة إجبارهم على طي صفحة المباراة الماضية، والتركيز على اللاعبين بالتعامل مع المباراة بحذر شديد، فما ظهر عليه اللاعبون في المباراة الماضية أوحى بأن التهيئة الإدارية كانت غائبة للقاء الافتتاح لا سيما بعد التصرفات غير المسؤولة التي قام بها بعض اللاعبين وكادوا أن يضعوا من خلاها الأحمر في ورطة كبيرة، كما أن الجهاز الإداري يجب أن يكسر الرهبة التي قد يعيشها اللاعبون نظير مواجهة المنتخب صاحب الأرض والجمهور ومحاولة التغلب على الحضور الجماهيري والسعي لاكساب وخلق الثقة لدى اللاعبين في هذه المباراة المرتقبة التي ستحدد مصيرهم في البطولة.
العلاج الفني
أهم العلاجات التي بات يحتاجها الأحمر لمباراة السعودية هو العلاج الفني والذي سيكون بيد المدرب عدنان حمد، الأخير اعترف بأن المنتخب اليمني لم يمنح الأحمر الفرصة لتطبيق أسلوبه وهو أمر من المستغرب أن يصدر من مدرب وهو المسؤول عن تغيير طريقة اللعب في أي لحظة من عمر المباراة، هذا الأمر يجب أن يظهر جلياً اليوم، فالمدرب عدنان لم يوفق بالتشكيل الذي بدأ به المباراة وبالتالي أولى خطوات التصحيح يجب أن تبدأ بتغييره لبعض العناصر التي كانت عبئاً على الأحمر، ثم البحث عن الطرق المثلى للحفاظ على مناطقه في آمان بالإضافة إلى إكساب اللاعبين طرق تنفيذ الهجمات وتنويعها في المباراة وذلك ما لم يحدث في اللقاء السابق.
عدنان حمد يملك العديد من الحلول لدى اللاعبين الذين اصطحبهم إلى الرياض وليس من المعقول أن يغيب قائد اللعب في الأحمر وهو اللاعب الذي بات وجوده في لقاء اليوم حتمياً من أجل صنع الخطورة وإذا ما تم الاعتماد على الكرات الطويلة فإن قوة الدفاع السعودي لن تمكن مهاجمي الأحمر من ممارسة أدوارهم بأريحية.
العلاج الجماعي
أحد العلاجات التي يجب أن يهتم بها اللاعبون في مباراة اليوم أن يخوضوا اللقاء بروح المجموعة والفريق الواحد، كرة القدم بحاجة للتعاون في تسليم الكرة الصحيحة والجري من غير كرة وذك كان مفقوداً في اللقاء الماضي، التمرير الصحيح من لاعب إلى آخر والتمركز الصحيح والتوجيه الصحيح هو من الأساسيات التي يجب أن يتحلى بها اللاعبون، كما أن توزيع المهام في الملعب على كل لاعب أمر مهم للغاية، فليس من المعقول أن يقوم لاعب واحد بتنفيذ جميع الكرات المباشرة على المرمى حتى لو كان غير موفق في التسديد، فالأنانية في هذه المباراة غير مرحب بها ويجب أن يفكر اللاعبون في كيفية قيادة الأحمر للفوز لا أن يفكر كل لاعب في ظهوره الشخصي على حساب اسم البحرين.
العلاج الذاتي
العزيمة والإصرار والروح القتالية من العوام التي يجب أن يتحلى بها لاعبو الأحمر في لقاء اليوم، فبهذه العوامل ستكون المهمة صعبة على المنتخب السعودي، ولنتذكر بأن المنتخب اليمني لعب بتلك العوامل في مواجهته مع منتخبنا طوال التسعين دقيقة وبهذه العوامل أحرج منتخبنا بل وكسب الأفضلية في كل شيء، ونحن كذلك باستطاعة لاعبينا كسب الأفضلية في كل شيء اليوم إذا ما توافرت تلك العوامل، ويجب أن يثق لاعبونا في قدراتهم وإمكانياتهم في لقاء اليوم، ويجب أن يستحضروا أهم الذكريات التي تساعدهم على ذلك وأحد تلك الذكريات يجب أن ينلقها لهم إسماعيل عبداللطيف الذي استطاع أن يقصي المنتخب السعودي من الدور الملحق النهائي لكأس العالم 2010 بعد هدفه الذي حفر في الذاكرة في مرمى الأخضر بالدقيقة القاتلة على ذات الملعب الذي سيحتضن لقاء اليوم.
العلاجات المساعدة
بالإضافة إلى أن الأحمر يجب أن يستخدم العلاجات السابقة لتجاوز عقبة المنتخب السعودي، إلا أن هناك علاجاً أخيراً وهو العلاجات المساعدة التي سيقدمها الأخضر للأحمر مجاناً في لقاء اليوم، أول تلك العلاجات هو وقوع المنتخب السعودي تحت الضغط بدرجة أكبر من الأحمر كونه مطالب بالفوز ولا غيره من أجل أن يكسب ثقة جماهيره الغائبة وأن يكون مرشحاً قوياً للقب البطولة التي تقام على أرضه، والعامل الثاني بأن المنتخب السعودي ليس في أوج عطائه ثم إن المنتخب السعودي لا يحظى بمساندة جماهيرية كبيرة وكل تلك العوامل من صالح منتخبنا في لقاء اليوم ويجب استغلالها بالشكل الأمثل.