المتتبع لمستجدات أوضاعنا الرياضية سيلاحظ أننا نعيش زمناً أقرب ما يكون إلى عالم التناقضات منه إلى عالم الواقعية!

* مؤتمر قمة الرياضة الذي عقد قبل عدة أشهر خرج بمئات التوصيات، مما يدل على وجود خلل في العديد من جوانب منظومتنا الرياضية في الوقت الذي نتحدث فيه عن جعل البحرين عاصمة رياضية عالمية!

* تصريحات رسمية تفصح عن الرغبة في زيادة عدد المراكز الشبابية إلى 100 مركز شبابي، وفي المقابل يتجدد الحديث عن تقليص الأندية الرياضية التي تعتبر القاعدة الرئيسة للرياضة في المملكة!

* الأندية الوطنية في غالبيتها تشكو من تراكم الديون ومع ذلك نجدها تتسابق للتعاقدات مع اللاعبين المحترفين!

* في الوقت الذي كنا ننتظر تحسناً في حجم مخصصات الأندية من قبل وزارة شؤون الشباب والرياضة، فوجئنا بتقليص تلك المخصصات بنسبة 18% رغم أننا لم نسمع عن المساس بموازنة الوزارة أسوة ببعض الوزارات الحكومية!

* بالرغم من مساحة التفاؤل الكبيرة باستحداث بطولة دوري ناصر بن حمد الممتاز لكرة القدم، إلا أننا فوجئنا بتأخر صرف مستحقات الفرق الفائزة في الوقت الذي تابعنا فيه حجم الإقبال على المساهمة في رعاية هذه المسابقة من قبل الشركات والمؤسسات الخاصة!

* حتى النواحي الفنية نجدها تسير عكس الاتجاه، فقد حرمت بعض الأندية من حقها الشرعي في المشاركات الخارجية، وبدأنا نسمع عن إجراءات جديدة لتحديد هذه المشاركات اعتباراً من الموسم المقبل في الوقت الذي يعلم فيه الجميع بأن المشاركات الخارجية مرهونة بنتائج الأندية في المسابقات المحلية، بمعنى أن بطل الدوري وبطل الكأس يحق لهم تمثيل المملكة في تلك المشاركات الخارجية ما لم يعتذروا من تلقاء أنفسهم، ولا يحق لأحد أن يسلبهم هذا الحق المشروع وفق أنظمة ولوائح الاتحادات الإقليمية والقارية والدولية!

* تصريحات سعادة الوزير أيمن المؤيد الأخيرة تشير إلى صيف رياضي ساخن سيشهد تحريك ملفات الأندية الاستثمارية تحريكاً إيجابياً مع تفعيل دور الجمعيات العمومية بالأندية وما يرتبط بها من شؤون العضوية التي أصبحت تشكل هاجساً كبيراً لشريحة كبيرة من منتسبي الأندية الذين ضاق بهم الصبر والانتظار لتفعيل عضوياتهم في أنديتهم التي ينتمون إليها قلباً وقالباً.

نأمل أن يتم تجسيد تصريحات الوزير على أرض الواقع لكي تكون نقطة انطلاقة نحو خطوات إيجابية تساهم في تقليص مساحة التناقضات التي تحاصرنا من كل حدب وصوب.