منع الأمن العام اللبناني بث فيلم إيراني وثائقي يتحدث عن الحركة الاحتجاجية الواسعة التي تلت انتخاب الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد لولاية ثانية في 2009، بحسب ما ذكر القيمون على مهرجان سينمائي كان يفترض أن يعرض الفيلم خلاله.
وكان مقررا أن يبث فيلم "الأكثرية الصامتة تتكلم" مساء يوم الأحد في قاعة سينما في بيروت ضمن مهرجان "الثقافة تقاوم" الذي بدأ الأربعاء الماضي ويستمر حتى الاثنين القادم.
وأصدرت إدارة المهرجان بيانا، الأحد، أعلنت فيه أن "فيلم (الأكثرية الصامتة تتكلم) الرائع للسينمائية باني خوشنودي، منعته الرقابة في بيروت".
وأضاف البيان أن "هيئة الرقابة أبلغت إدارة المهرجان بعدم عرض الفيلم بحجة أنه يمس بدولة أجنبية".
وهيئة الرقابة تابعة لجهاز الأمن العام اللبناني الذي يقوم بمراقبة مسبقة على الأفلام السينمائية التي يتم عرضها في صالات السينما.
ويعرف عن الجهاز إجمالا في لبنان بأن مسؤوليه مقربون من حزب الله، حليف إيران الواسع النفوذ في السياسة اللبنانية.
ويتضمن الفيلم الوثائقي مشاهد تم التقاطها في إيران في 2009 على أيدي هواة، أو بواسطة آلات تصوير بسيطة، أو كاميرات هواتف نقالة، مع تعليقات وتحليلات.
وهذه المشاهد لتظاهرات عديدة حاشدة خرجت بانتظام لأشهر طويلة تندد بـ"تزوير" حصل في الانتخابات وأتى بأحمدي نجاد رئيسا، وأسقط منافسه الإصلاحي مير حسين موسوي.
وجوبهت التظاهرات بالقمع من السلطات، وتخللتها عشرات التوقيفات وعمليات إطلاق نار وسقوط قتلى.
واتخذ المتظاهرون اللون الأخضر شعارا، وأطلق على الحركة انطلاقا من ذلك اسم "الثورة الخضراء".
وقالت منظمة ومديرة المهرجان جوسلين صعب إن "المنع أمر خطير".
وأضافت "الهدف من مهرجان (الثقافة تقاوم) طرح مشاكل الدول الأخرى لتكون مرآة لنا، لنأخذ العبر، ونشجع الحوار، والمنع هو مس بالثقافة المقاومة وبالحوار".