إنتهت إذاً مساء اليوم الإثنين، مباريات الجولة الثانية من بطولة كأس الخليج الــ22، والتي تجري حالياً في العاصمة السعودية "الرياض"، بعد أن لعبت المُنتخبات الثمان المُشارِكة، مباراتين إثنتين، حيث حققت نتائج متفاوتة، ميزها من الناحية الإيجابية، المُنافسة المُتقاربة، بدليل عدم وجود مُنتخبٍ حسم التأهل المبكر إلى نصف النهائي، وجاء السلبي فيها طُغيان نتيجة التعادل على أغلب مبارياتها.
في قرائتنا لأحداث المجموعة الأولى، تصدر أصحاب الأرض والجمهور، المنتخب السعودي، صدارة المجموعة، برصيد (4) نقاط، فيما جاءت قطر في الوصافة ثانياً برصيد نُقطتين، وحلت اليمن، المُفاجأة السارة لهذه النُسخة من كأس الخليج، في المركز الثالث، برصيد نُقطتين أيضاً، بأفضليةٍ قطرية في عدد الأهداف المُسجلة، ويحتل منتخب البحرين ذيل الترتيب، برصيد نُقطةٍ وحيدة.
وتأتي تفاصيل المجموعة الأولى، حين أُفتتحت البطولة في جولتها الأولى بمباراة المستضيف السعودي، ضد المنتخب القطري، حيث إنتهى اللقاء بنتيجة التعادل الإيجابي (1-1)، وسجل الأخضر السعودي أولاً، بواسطة لاعبه فهد المولد، وعادل للقطريين إبراهيم ماجد، ليخرج كلا المنتخبين بنقطة لكل منهما، وانتهت ثاني مباريات المجموعة، بين البحرين واليمن، بنتيجة التعادل كذلك، ولكن من دون أهداف.
وفي ثاني جولات خليجي (22)، وضمن ذات المجموعة، فشلت قطر في تجاوز سور اليمن العنيد، ليخرج المنتخبين مرةً أخرى بنقطة واحدةٍ فقط، واستغل المنتخب السعودي هذه النتيجة خير إستغلال، بإنتصارٍ كبيرٍ على خصمه البحريني، بنتيجة (3-0)، حيث سجل للأخضر ناصر الشمراني، فيما تكفل الثنائي البحريني عبدالله الهزاع ومحمد حسين، في توسيع الفارق للنسور الخُضر.
وبالنسبة لحظوظ التأهل في هذه المجموعة، فتبقى الأفضلية للسعودية، والتي تمتلك اربع نقاطٍ في رصيدها كما أسلفنا، فيما يبقى أمل اليمنيين مَحفُوفاً بالمخاطر، إذ يتوجب عليهم تحقيق إنتصارٍ تاريخي على مستضيف البطولة، أو إنتظار نتيجة تعادِل جديدة، هذه المرة بين المنتخبين البحريني والقطري، اللذان قد تكون نتيجة الفوز لإحدهما على الأخر، بمثابة الحُصول على بطاقة التأهل الثانية غالباً.
وفي المجموعة الثانية، والتي إعتبرها كثيرون الأصعب على الورق من المجموعة الأولى، وهي التي يبلغ مجموع مُحرزي لقبها (16) لقباً، تصدر المنتخب الكويتي المركز الأول برصيد (4) نقاط، وفي المركز الثاني تتواجد الإمارات حاملة اللقب، وذلك برصيد نُقطتين، وفي المرتبة الثالثة تأتي عُمان، بذات رصيد الإمارات، بأفضلية للأخيرة في عدد الأهداف المُسجلة، والعراق وصيف البطل في خليجي (21)، حلت في المُؤخرة برصيد نُقطة واحدةٍ وحيدة.
وفي مجريات المباريات، وضمن الجولة الأولى، غابت الأهداف عن مواجهة الإمارات وعمان، وانتهت المباراة بالتعادل السلبي، فيما "خطفت" الكويت، صاحبة الرقم القياسي في عدد ألقاب بطولات الخليج، فوزاً في آخر الرمق، على حساب العراق، بنتيجة هدفٍ نطيف، سجله فهد العنزي.
وفي الجولة الثانية من ذات المجموعة، إنتهت مواجهة الكويت والإمارات، بتعادُلٍ مثير إستقر على هدفين مقابل هدفين، بحيث تقدم الأبيض بهدفين، سجلهما علي مبخوت، قبل أن يعود الأزرق، ويسجل الأول والثاني توالياً، بواسطة يوسف ناصر وبدر المطوع، وفي ثاني مباريات الجولة الثانية، فشلت عُمان في تتويج أفضليتها ضد العراق، وخرجت بتعادل إيجابي أمام أُسود الرافدين، بنتيجة (1-1)، حيثُ أحرز للعراق أولاً ياسر قاسم، قبل أن تُعادل عُمان النتيجة، بهدف عن طريق ضرة جزاء، للاعب الخبرة أحمد كانو.
وتبدو حظوظ منتخبات هذه المجموعة في تحقيق التأهل، مُتاحةً للكل بشكلٍ عام، ولكن الكويت تبقى هي المُرشحة الأولى في الصعود إلى الدور نصف النهائي، حيث ستكون بحاجة النقطة أمام عُمان لضمان ذلك، ومن ناحيةٍ أخرى، يظهر جلياً تضائل حظوظ العراق في تجاوز دور المجموعات، وستبقى مهمة التأهل المرتبطة بتحقيق الفوز على الإمارات، مثار جدلٍ حتى ساعة بدء تلك المواجهة المنتظرة.
وبعد إنتظار إجراء (8) مباريات، ظهر في الضوء أخيراُ مُتصدرٌ لهدافي البطولة، حيث بات الإماراتي علي مبخوت هداف الكأس حتى اللحظة، برصيد هدفين، وهما اللذان سجلهما ضد الكويت في آخر مباراة للطرَفين.
وبعيداً عن جو مواجهات البطولة داخل الملعب، مابين الفرق الثمانية التي تتنافس على اللقب، تتصدر عناوينٌ أخرى مُثيرة للجدل، وبالتحديد في موضوعي المُدربين والتحكيم، اللذان لطالما كانت دائرة الضوء مُسلطةً عليهما.
فلم ترث أولى مباراةٍ أن إنتهت، إلا وبدأت الإحتجاجات على آداء الحكام، حيث تقدمت إدارة المنتخب السعودي، بإحتجاجٍ رسميٍ ضد الحكم الدولي الأسترالي ينيامين ويليام، الذي إعتبره مسيروا المنتخب قد إرتكب أخطاءً فادحة في مباراة الأخضر أمام قطر، ولايمكنه أن يدير مباراة للمنتخب مرةً أخرى، فيما جاء إحتساب هدف العنزي للكويت في مرمى العراق، والذي ظهر جلياً عدم صحته القانونية بسبب التسلل، إتهاماتٍ للحكم، بكون قراراته هو وطاقمه غير مفهومة.
وعلى مستوى المدربين، أبانت نهاية الجولة الثانية، أولى إقالات المديرين الفنيين، حيث أعلن إتحاد كرة القدم في البحرين، أنه قرر الإستغناء عن خدمات المدرب عدنان حمد، إثر النتائج السلبية التي حققها الأحمر البحريني، في أولى جولتين، بتعادله أمام اليمن، وخسارته الثقيلة ضد السعودية، وقرر تعيين المدرب الوطني مرجان عيد بديلاً له، رغم عدم تجاوز العراقي لفترة أكثر من ثلاثة أشهر، على رأس الجهاز الفني للمنتخب، ولكن بطولات الخليج كعادتها، لاترحم المدربين كعادتها الأزلية.
هذا ويبقى الحضور الجماهيري "الشحيح" في المباريات، علامة إستفهام في هذه الكأس الخليجية، وبالأخص عُزوف الجمهور السعودي عن مُساندة منتخب بلاده، بالأعداد الكبيرة المُتعارف عليها في الكرة السعودية، بعكس جماهير اليمن السعيد، التي توافدت على ملعب "إستاد الملك فهد الدولي" بأعداد كبيرة، تُعتبر هي الأكثر لأي منتخبٍ مشاركٍ في خليجي "الرياض".