لندن - (بي بي سي العربية): أعلن مكتب رئيس الوزراء الأثيوبي، آبي أحمد، أن قائد الجيش لقي حتفه في إطلاق نار في أديس أبابا.

وتوفي الجنرال سياري ميكونين وضابط آخر لدى تدخلهم لمنع محاولة انقلاب ضد الإدارة في منطقة أمهرة شمال إثيوبيا، حسبما قال رئيس الوزراء.

ونقلت وسائل إعلام عن متحدث باسم رئيس الوزراء أن الحارس الشخصي لرئيس أركان الجيش هو من أطلق عليه الرصاص.



كما قتل رئيس ولاية أمهرة ومستشاره خلال ما وصفته وسائل إعلام رسمية إثيوبية بمحاولة انقلاب فاشلة في الولاية.

وقال التلفزيون الإثيوبي إن رئيس الولاية أمباتشو مكونن ومستشاره تعرضا للهجوم في مكتبيهما السبت، مضيفاً أن لواء في الجيش كان وراء محاولة الانقلاب.

وظهر رئيس الوزراء على شاشة التلفزيون بالزي العسكري وقال إن "عدداً من المسؤولين لقوا حتفهم في هجوم على بحر دار عاصمة منطقة أمهرة".

وكانت الحكومة تحدثت في وقت سابق عن وقوع "محاولة انقلاب" في المنطقة.

وأفادت تقارير بانقطاع الاتصال بشبكة الإنترنت في البلاد.

وقال مقيمون في بحر دار إنهم سمعوا أصوات إطلاق نار.

وذكرت سفارة الولايات المتحدة أنها علمت بتبادل إطلاق نار في العاصمة الأثيوبية.

وتولى آبي رئاسة الوزراء بعد انتخابات العام الماضي، وشرع في إنهاء القمع بالإفراج عن السجناء السياسيين، ورفع الحظر عن الأحزاب السياسية، ومحاكمة المسؤولين المتهمين بانتهاك حقوق الإنسان.

ولكن العنف العرقي تزايد منذ وصوله إلى الحكم، حسب تقارير الأمم المتحدة، واضطر 2.4 مليون من الإثيوبيين إلى النزوح نتيجة ذلك.

وقال آبي إن قائد أركان الجيش، الجنرال سياري ميكونين، كان ضحية هجوم نفذه "مرتزقة"، دون أن يذكر تفاصيل أخرى.

وأضاف أن مسؤولين آخرين في أمهرة كانوا في اجتماع عندما أطلق عليهم "زملاؤهم" النار.

وكانت متحدثة باسم آبي قالت في وقت سابق إن مدبري محاولة الانقلاب كانوا يريدون تنحية رئيس الحكومة المحلية في أمهرة، أمباتشيو ميكونين، مضيفاً أن قوات الجيش تصدت لهم.

واتهم الحزب الحاكم في أمهرة في بيان مسؤولاً أمنياً سابقاً أفرج عنه من السجن منذ تولي أبي الحكم، بإذكاء أعمال العنف.

ونقلت وكالة رويترز عن أحد الأساتذة في بحر دار قوله إن إطلاق النار استمر أربع ساعات.

وأضاف، "في البداية ظننت أنه حادث اعتيادي ثم سمعنا صوت الأسلحة الثقيلة".

وتعد إثيوبيا، أقدم دولة مستقلة في أفريقيا، ثاني أكبر دولة من حيث عدد السكان "بعد نيجيريا"، حيث يبلغ عدد سكانها 102.5 مليون نسمة ينتمون لأكثر من 80 مجموعة عرقية مختلفة.

كما أن إثيوبيا مركز مهم في مجال النقل الجوي لمسافات طويلة، وتعتبر ضمن أسرع الاقتصادات نمواً في العالم، لكن هناك عدد كبير من الشباب الإثيوبيين الذين يعانون البطالة.

وقتل الجنرال سياري ميكونين والجنرال جيزا ابيرا على يد الحارس الشخصي لقائد الجيش وهو محتجز الآن، حسبما ذكر المكتب الصحفي لرئيس الوزراء.

وفي أمهرة، قتل حاكم الولاية ومستشاره البارز إيزي واسي، بينما أصيب المدعي العام في المنطقة بجروح.

وعين لايك أياليو حاكما بالإنابة للمنطقة.

واتهم مكتب رئيس الوزراء رئيس الأمن الإقليمي في أمهرة، أسامينو تسيج، بالتخطيط لمحاولة الانقلاب. ولم يتضح إذا ما كان قد تم اعتقاله.

وأضاف في بيان "محاولة الانقلاب في ولاية أمهرة الإقليمية تعارض الدستور وتهدف إلى إفساد السلام الذي تحقق بشق الأنفس في المنطقة."

ودعا البيان المواطنين لإدانة "هذه المحاولة غير القانونية"، مشدداً على أن الحكومة الفيدرالية "لديها القدرة الكاملة على التغلب على هذه الجماعة المسلحة".

وشغل رئيس الأركان منصب قائد الجيش لمدة عام بعد أن عينه آبي الذي أجرى تغييرات شاملة في جهاز الأمن عندما تولى منصبه في أبريل الماضي.

ومن الواضح أنه لا تزال هناك معارضة داخل الجيش لأسلوب قيادة رئيس الوزراء.

كما يعد مقتل حاكم أمهرة ضربة كبيرة لآبي، الذي يُعزى إليه الفضل في تنصيب أمباتشو ميكونين في منصبه.

وكان حاكم أمهرة الراحل حليفًا رئيسيًا لرئيس الوزراء في المنطقة، وهو نفسه كان يواجه مشاكل أمنية ومطالبات من بعض الجماعات للحصول على حكم ذاتي أكبر من الحكومة المركزية.

ومن المفترض إجراء أول انتخابات عامة منذ تولي آبي السلطة في العام المقبل، لكن من الصعب للغاية رؤية كيف ستمضي هذه العملية في بلد شديد الاستقطاب.

ومنطقة تركز مجموعة "أمهرة" تعد ثاني أكبر منطقة إثيوبية من حيث تعداد السكان، ومنها تنبع اللغة الرسمية، "الأمهرية".

وقد خلف النزاع بين مجموعة "أمهرة" العرقية ومجموعة "غوموز" عشرات القتلى الشهر الماضي في أمهرة والمنطقة المجاورة "بنيشنغول غوموز".

وأدت النزاعات العرقية، التي تسببت بها نزاعات حول الأراضي في غالب الأحيان، إلى نزوح حوالي ثلاثة ملايين شخص في أنحاء إثيوبيا.

وهناك مشكلة أخرى يواجهها رئيس الوزراء وهي النزاعات داخل الجيش.

وفي أكتوبر، قال آبي إن مئات الجنود اقتحموا مكتبه مطالبين برفع الرواتب كانوا يحاولون قتله.

ونجا أبي من هجوم بالقنابل قبل سنة أسفر عن مقتل شخصين وجرح مئة.

وكان أسامينيو تسيغي بين مجموعة من العسكريين ذوي الرتب العالية الذين أفرج عنهم من السجن في بداية العام الماضي حين بدأت الحكومة السابقة بإطلاق سراح سجناء سياسيين استجابة لضغط شعبي.

وكان الجنرال معتقلاً على مدى تسع سنوات لاتهامه بالتخطيط لانقلاب.

وتفيد وكالة أنباء رويترز بأن مسؤولين رفيعي المستوى عقدوا اجتماعاً السبت لمناقشة ما وصفوه بمحاولات الجنرال المكشوفة لتشكيل ميليشيا عرقية.

وحث الجنرال أسامنو بشكل علني الشعب على التسلح في فيديو انتشر على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وشاهده مراسل وكالة أنباء رويترز.

ولم يتضح إذا ما كان الجنرال بين من ألقي القبض عليهم.