حين كتبنا مقالنا في الأول من يونيو الحالي والمُعنون بـ«ما بعد المطر»، والتي ذكرنا فيه تفاصيل مشكلة سقوط سور بحيرة اللوزي بعد موجة الأمطار الغزيرة التي شهدتها البحرين خلال فصل الشتاء الماضي، لم يتردد وكيل شؤون الأشغال بوزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني المهندس أحمد عبدالعزيز الخياط دعوتنا حضور مكتبه لإطلاعنا على حقيقة ما جرى فيما يخص سور اللوزي وتداعياته وآخر المستجدات بهذا الخصوص.

كان بإمكان السيد الفاضل وكيل الوزارة أن يرسل رداً كتابياً عبر العلاقات العامة على ما ذكرناه في مقالنا حول مشكلة اللوزي لكنه حاول على الرغم من انشغالاته أن يخلق وقتاً للالتقاء بنا لتوضيح حقيقة ما جرى، وهذا هو الفعل الحقيقي الذي يجب أن يقوم به أي مسؤول كبير في الدولة عبر تواصله المباشر مع الصحافيين لتنويرهم وتصحيح بعض الرؤى الضبابية أو حتى الخاطئة التي يمكن أن تتشكل لديهم بفعل مصدر الخبر.

إن الاتصال المباشر بين المسؤولين وبين وكتاب الرأي تحديداً يرسل رسائل إيجابية ومريحة للطرفين، كما يخلق هذا التواصل نوعاً من الانسجام والتفاهم بين مؤسسات الدولة وبين الكاتب وبقية وسائل الإعلام الأخرى، وهذا ما حاول المهندس العزيز أحمد الخياط أن يوصله لنا من خلال اللقاء الذي «دبَّره» بعد انتهاء دوامه الرسمي ليقدم نموذجاً راقياً للوكيل المسؤول.

عرفنا من خلال اللقاء أن سقوط سور اللوزي لم يكن بفعل المطر بالدرجة الأولى وإنما بسبب ما قد يسببه من كارثة حقيقية للمنازل المحادية للبحيرة لو لم يتخذ الوكيل هذا القرار الصعب في ظروف صعبة وقياسية سريعة لخلق ممر مائي يمكن أن ينقذ الوضع برمته من فيضان مياه الأمطار وما قد تسببه من أضرار كبيرة ومباشرة على منازل المواطنين، وهذا ما حدث بالفعل وهذا ما بينته لنا الخرائط التي تم عرضها علينا في مكتب الوكيل.

كان الوكيل مستمعاً جيداً لنا، فهو لم يأتِ بنا لمكتبه لكي يبرر موقفه أو يوضح ما حدث بالفعل -وإن كان هذا حقه-، لكنه حاول أن يستمع إلينا بالدرجة الأولى، وهذا هو الفعل الحقيقي للعمل الحكومي الذي من شأنه أن يمد الجسور بين الحكومة والصحافة. فالخياط لم يلجأ إلى الأساليب التقليدية فيما يخص إرسال الرد، وإنما حاول أن يكون قريباً من الكاتب نفسه ليقدم فكرته بشكل واضح وسلس، وهذا يدل على نضج وخبرة المهندس الخلوق أحمد الخياط في مجال العلاقات والإدارة.

في ذات الجلسة أيضاً لا يمكن أن نتجاهل دور مدير مكتب معالي وزير الأشغال السيد محمد صالح عاشير في تبيان بقية الفكرة وتوضيح أهمية دور التعاون بين الوزارة وكتَّاب الرأي في مملكة البحرين، وأن هذا التعاون في نهاية المطاف يصب في مصلحة الوطن والمواطنين.

أخيراً، نتمنى من بقية المسؤولين في الدولة أن ينتهجوا هذه «المدرسة» في التعامل مع كتَّاب الرأي والمتمثلة في التواصل المباشر بعيداً عن الرسميات والبروتوكولات إلا في بعض الحالات الخاصة. كما لا يمكن التَّنكر أيضاً لدور الأخت عايدة البلوشي في ترتيب مثل هذه اللقاءات المثمرة والتي ما أن خرجنا من اللقاء إلا وقامت بترتيب لقاء آخر حسب رغبة الوكيل بخصوص موضوع آخر سنتكلم عنه لاحقاً.

للحديث بقية.