صرح المبعوث الأمريكي برين هوك بعد زيارته للمملكة العربية السعودية نهاية الأسبوع الماضي بأن الولايات المتحدة الأمريكية لن تسمح بتواجد إيراني قرب باب المندب، وفي مؤتمره الصحفي ذكر هوك أن إيران تملك طموحات لكسب قدرات في اليمن تمكنها من التحكم في باب المندب، موضحاً أنه «لو حصل هذا فإنه حتماً سيضيق على حرية الملاحة والتبادل التجاري على مستوى العالم، ولذلك فإننا نسعى لمنع إيران من أي موطئ قدم في اليمن لحماية الملاحة والتجارة العالمية».

ولكن هذه الرغبة لم تنعكس فعلياً حتى اللحظة على أرض الواقع بالدرجة المطلوبة على الأقل بالتعاون في المجال الاستخباراتي الذي بإمكانه أن يحد أو يمنع تهريب الأسلحة المستمر بل والمتصاعد من إيران للحوثيين.

لذلك فإن الرسالة التي يجب أن تصل إلى واشنطن من دولنا الخليجية بأن الحاجة التي دعت إلى القبول بالجلوس مع روسيا في إسرائيل للتفاهم حول أمن إسرائيل، وكذلك التعاون الأمني الاستخباراتي الروسي والأمريكي الذي منح إسرائيل اليد الطولى في الجنوب السوري وكشف لها عن مواقع القوات الإيرانية، لهي ذات الحاجة التي تستدعي تدخلاً أكثر فعالية لمنع التواجد الإيراني عند باب المندب.

فإسرائيل تقوم بقصف المواقع الإيرانية في الجنوب السوري بدقة متناهية وبتعاون استخباراتي وفر لها الإحداثيات المطلوبة.

والطيران الإسرائيلي يحلق ليلياً فوق تلك المواقع الإيرانية ويقصفها ويعود سالماً وإيران لم تنبس ببنت شفة ولم تجرؤ على استعراض عضلاتها.

ويكفينا مؤشراً على القدر الذي بإمكان الولايات المتحدة الأمريكية أن تقدمه لأمن إسرائيل هو اجتماع مستشاري الأمن القومي للولايات المتحدة جون بولتون، وروسيا نيكوالي باتروشيف، وإسرائيل مائير بن شابات، نهاية شهر يونيو الجاري في القدس المحتل للتوافق على استراتيجية مشتركة تجاه سوريا!!

إذ مقابل دعم روسي للجهود المبذولة لإخـراج إيران والميليشيات التابعة لها من سوريا، فإن الولايات المتحدة الأمريكية مستعدة للاعتراف بنظام بشار الأسد والجلوس معها للتفاهم لإخراج إيران.

لا حاجة للقول بأن المملكة العربية السعودية حليف لا يقل أهمية عن إسرائيل لتأمين المصالح الأمريكية وينتظر من الولايات المتحدة الأمريكية ذات التعاون الذي يترجم فعلياً عدم الرغبة بالوجود الإيراني على البحر الأحمر وبالأخص عند باب المندب تماماً مثلما يمنع وجودها على البحر المتوسط.

ووفقاً للمرصد الاستراتيجي فإن التطور الأبرز «يكمن في تعاون موسكو مع واشنطن وتل أبيب في ملف إبعاد إيران عن الجنوب السوري، حيث قامت الشرطة العسكرية بطرد عناصر من الحرس الثوري الإيراني و«حزب الله» من مواقع لهم في الجنوب، بحيث تقلصت أعدادهم من 800 إلى 300 عنصر فقط، وأبعدت قيادات من «الحرس الثوري» الإيراني من دمشق ومحيطها، وانسحبت الميليشيات الشيعية الأفغانية والعراقية والباكستانية من مطارات ومواقع استراتيجية في البلاد، وخاصة في الجنوب السوري، حيث أصبح الوجود الإيراني مقتصراً على نقاط معزولة وبأعداد محدودة بحوران والقنيطرة».

لم يحدث ذلك لولا ما قدمته الولايات المتحدة الأمريكية من دعم لإسرائيل استخباراتي وتنازلات لروسيا، هذه الدرجة من ترجمة الأقوال إلى أفعال هي ما نحتاجه لمنع وصول الإيرانيين لباب المندب حتى لا يصبح كل تصريح أمريكي مجرد حبر على ورق.