يوسف ألبي

أسطورة كلاعب وفاسد كإداري، مقولة تنطبق على الفرنسي ميشيل بلاتيني، هذا الرجل الذي صنع المجد مع منتخب بلاده، وقاده للفوز بأول بطولة كبرى وهي كأس الأمم الأوروبية عام 1984، كما كان ظهور فرنسا قوياً في كأس العالم مع بلاتيني في تلك الحقبة، ولولا قليلاً من الحظ لحقق اللقب، بالإضافة لفوزه بالكثير من البطولات مع الأندية وأهمها دوري الأبطال مع يوفنتوس، فضلاً لتحقيقه العديد من الأرقام التي يصعب تحقيقها، ناهيك عن نيله الكثير من الجوائز الفردية كالكرة الذهبية وأفضل لاعب في أوروبا وغيرها من الجوائز.

وبعد مسيرته الناجحة كلاعب، توجه بلاتيني للمناصب الإدارية سواء في فرنسا أو الاتحاد الأوروبي أو الفيفا، ففي بداياته تولى تدريب منتخب بلاده من الفترة ما بين 1988حتى 1992، وبعد ذلك ترأس لجنة تنظيم مونديال 1998 والتي أقيمت في دياره فرنسا، وتوج بها الديوك للمرة الأولى في تاريخه تحت قيادة المدرب المخصرم إيمي جاكيه، واستمر بلاتيني في عزمه الكبير للوصول للمناصب العليا في لعبة كرة القدم، حيث شغل مناصب عديدة ومنها نائب رئيس الاتحاد الفرنسي وعضو اللجنة التنفيذية في الاتحادين الدولي والأوروبي، كما عمل كمستشار لرئيس الاتحاد الدولي السابق السويسري جوزيف بلاتر وغيرها من المناصب الإدارية.



وفي عام 2007 رشح بلاتيني نفسه لمنصب رئاسة الاتحاد الأوروبي وتفوق في التصويت النهائي بفارق ضئيل على السويدي الراحل لينارت يوهانسون الذي ترأس القارة العجوز لمدة قاربت العقدين من الزمن، ليكون بذلك بلاتيني ثاني فرنسي ينال المنصب بعد جاك جورجيس.

وأثناء فترة توليه للمنصب الأهم في أوروبا كانت مسيرة بلاتيني نقطة سوداء في تاريخ اللعبة، فبعد اختيار روسيا وقطر المثير للجدل، وإعطائهما حق استضافة كأس العالم، عامي 2018 و 2022، على حساب دول كبرى مثل أمريكا وإنجلترا، شكك الجميع في مصداقية ونزاهة كبار المسؤولين في الاتحادات القارية وعلى رأسهم الرجل الفرنسي بلاتيني.

بلاتيني تولى المنصب الأهم في أوروبا منذ عام 2007 وحتى 2015، وبعد ذلك تم إيقافه عن ممارسة عمله الرياضي بسبب تورطه في مخالفات ورشاوى دفعت له من أجل تسهيل فوز قطر بتنظيم مونديال 2022، وصدر حكم بمنع الصديقين بلاتر وبلاتيني وبعض المسؤولين من ممارسة أي نشاط رياضي لفترة محددة.

وقبل أيام، تم احتجاز بلاتيني من قبل السلطات الفرنسية، وفتح تحقيق جديد بشأن إعطاء قطر حق استضافة كأس العالم 2022، حيث ظهرت حقائق تدل استلام رئيس الاتحاد الأوروبي سابقاً وغيره من كبار المسؤولين للعبة، رشاوى بملايين الدولارات لمساندة قطر على استضافة الحدث العالمي، وهذا الأمر يزيد الطين بلة على بلاتيني ورفقائه الفاسدين.