لا يعنيني مؤتمر المنامة الاقتصادي ولا أملك من المعلومات عنه غير ما نشر، إنما تعنيني فقط هذه المزايدة على موقف مملكة البحرين من القضية الفلسطينية والتي تتبناها قطر وماكينتها الإعلامية بقيادة عميل موسادي! وتناصره جماعة الإخوان المسلمين في كل منبر بلا حياء ولا استحياء.

موقف مملكة البحرين الواضح والصريح والثابت هو موقف طالما أعلنه جلالة الملك حمد بن عيسى العربي الأصيل، قولاً وفعلاً وبوضوح لا لبس فيه ولا تلون.

فجلالته لا يترك مناسبة ولا خطاباً رسمياً إلا وكانت فلسطين أحد ثوابته حتى وإن كان هذا الحدث محلياً صرفاً كافتتاح فصل تشريعي جديد أو عيد وطني، ولا يترك جمعاً ولا حضوراً إلا وكانت فلسطين حاضرة في وجدانه، وقد حضرت العديد من المناسبات حتى تلك الخاصة منها بالصحافة وجميعها كان لفلسطين جزء من خطابه يؤكد فيه على ثوابته.

أما فعلاً فكل ما كان ممكناً للبحرين أن تفعله ضمن إمكانياتها المحدودة فإنها لم تتردد وعلى مر التاريخ هذا موقف رسمي وشعبي كذلك ثابت ولم يتغير.

موقف متمسك بمبادرة الملك عبدالله وبحل عادل للفلسطينيين والأهم هو بالقبول بما يقبله الفلسطينيون لأنفسهم، وبما يرتضونه لمستقبلهم، وبما يريدونه لحاضرهم، وهنا تكمن مشكلة فلسطين وأهلها، بأن شعبها منقسم ومتناحر ويحمل الآخرين مأساته والأدهى أنه يحمل الآخرين حتى وزر انقساماته!!

مشكلة الفلسطينيين في عدم وحدة كلمتهم وعدم قبولهم العديد من الفرص التي أتيحت لهم منذ الخمسينات إلى اليوم، ومما زاد الطين بلة، أن هناك مستفيدين من الأوضاع الراهنة ومتاجرين بها ولا يريدون لها أن تتزحزح أو تحل وإلا خسروا مكاسبهم، ويتحكمون في إعلامهم ويتحكمون في قراراتهم، مشكلة فلسطين أن بعضاً من أبنائها وقع في حضن إيران وأصبحت هي مزاره وهي التي سيحرر له قدسه وهنيئاً له بها، نحن لا نتدخل في شؤون غيرنا، هم أحرار فيمن يصادقون وفيمن يضعون ثقتهم، إنما مشكلة فلسطين أن بعضاً من أبنائها ظن أن سب وشتم السعودية وأهل الخليج سيحقق لهم مكسباً وسيعيد لهم قدساً.

إن لم يرض أي من الفلسطينيين بمخرجات هذا المؤتمر أو غيره من العروض أياً كانت تلك المخرجات فإنها لا تعنيني، فكأن شيئاً لم يكن، طويت الصفحة وسيكون مؤتمر المنامة مجرد عرض -مرة أخرى بغض النظر عن ماهيته- قدم و تم رفضه، فلا أحد يستطيع أن يجبر أي فلسطيني على القبول به، ارفضوه كما رفضتم غيره، فذلك موضوع يخصكم وشأن داخلي بينكم اتفقوا عليه وأعلنوا قراركم.

ختاماً إنما هي نصيحة قد تكون متأخرة توقفوا عن زيادة خسائركم بوقف انقساماتكم أولاً وبتوحيد رؤية ومساركم فيما بينكم.

ثانياً بوقف حروبكم الخارجية التي لا طائل منها حتى أصبحت ضد إخوتكم العرب أكثر مما هي ضد عدوكم ومحتلكم، تخسرون مصر وتخسرون السعودية وتخسرون كل من وقف معكم.

ثالثاً توقفوا عن لوم الآخرين وأنتم الملامون، أحدكم يقول حماس لا تمثل الفلسطينيين وآخر يقول السلطة لا تمثلهم.

أما أخيراً فإن إيران التي نعرفها أكثر منكم والتي قتلت منا وخطفت منا أبناءنا وحاربتنا على مدى يقارب النصف قرن ونحن دول مواجهتها ومقاومتها والتي لم نطالبكم بحربها ولم نطالبكم بدعمنا في مواجهتها، فإنها لا تراكم سوى مطية ولن تزيدكم إلا خبالا ولكن ... قالها أهلنا في مصر .... الله يهني سعيد بسعيدة.