أكد وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أنه ليس هناك ما يسمى صفقة القرن. وأوضح "الصفقة تكون شيئاً متفقاً عليه مسبقاً وهذا ليس مطروحاً ولم يحدث (..) نحن نراها خطة أمريكية ستطرح كما طرحت الخطط من قبل من أيام وليام روجرز إلى اليوم، وعلى الجميع التعامل معها بإيجابية وإذا رأوا أنها منقوصة وليست كاملة ولا تحقق طموحاتها، فهذا رأي لهم في المقام الأول ونحن نحترمه"، نافياً وجود ربط حالياً بين الخطة الاقتصادية المطروحة في ورشة "السلام من أجل الازدهار" التي تستضيفها المنامة وبين أي شيء سيطرح في المستقبل من الإدارة الأمريكية.

وقال وزير الخارجية، في حوار بثته قناة "روسيا اليوم" الأربعاء، إن ما تطرحه الورشة "خطة اقتصادية وهي ليست أول خطة، كلنا نعلم أن وزير الخارجية الأمريكي قدم خطة قبل ثلاث سنوات في 2017 للسلطة الفلسطينية وقبلتها. كما نعلم أن رئيس الوزراء السابق سلام فياض قدم خطة اقتصادية. اليابان وتايلند لديهما خطة اقتصادية آسيوية، وهذه أيضاً خطة أمريكية اقتصادية، ونرى أنها فرصة مهمة لتحسين المناخ للوصول إلى سلام"، مضيفاً "ما هو معروف في البحرين أنها مشاريع جبارة طموحة تتعلق بالاتصال والوصول بين المناطق الفلسطينية، تتعلق بتطوير البنية التحتية والتعليم والصحة، وأمور كثيرة، فنتمنى لها التوفيق".

وقال الوزير "إنها ورشة اقتصادية مهمة طرحت فيها أفكار كبيرة ومشاريع كبيرة وهناك آذان مفتوحة من الجميع وبالأخص من الإدارة الامريكية للاستماع لآراء الناس في المنطقة"، مؤكداً أن نتائج الورشة

لن تقف عند حد معين، وأن الـ50 ملياراً هي البداية والأساس لما سيدفعه المستثمرون والدول "فإن رأوها نجحت فسيدفعون أكثر وهذه هي طبيعة الاستثمار".

وفي الجانب السياسي، جدد الوزير تمسك البحرين بحل الدولتين، والمبادرة العربية للسلام، وقرارات الشرعية الدولية. وقال "نحن مع الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية مع كامل السيادة وكامل الحقوق للشعب الفلسطيني، هذا موقفنا ولم يتغير (..) وإن شاء الله نرى الأعلام ترفرف في دولة فلسطين".

وفي سياق آخر، لفت وزير الخارجية إلى أن ما تواجهه المنطقة مع إيران ليس "حرباً مباشرة، إنها حرب وكلاء في المنطقة إن كان في اليمن أو سوريا أو لبنان أو العراق، أو في محاولاتهم التخريبية في مملكة البحرين أو في المنطقة الشرقية أو في الكويت او في أي مكان"، واصفاً دعوة إيران إلى معاهدة عدم اعتداء بـالشيء "المضحك والمثير للسخرية"، لأنها "تطالب بذلك وتعتدي عبر وكلائها في الوقت نفسه".


وحمل الوزير طهران مسؤولية نشوب أي حرب في المنطقة، مشيراً إلى أنها تريد أن تستفز أن العالم لإدخاله في حرب محاولة الخروج من ورطتها.

وفي ما يلي نص الحوار:

- ماذا تتوقعون من نتائج لهذه الورشة التي أثارت جدلاً كبيرًا في العالم العربي وبين الفلسطينيين أنفسهم؟



الورشة مهمة جداً. أما مسألة أنها أثارت جدلاً كبيراً، فقل لي أي محاولة لإحلال السلام في المنطقة لم تثر جدلاً؟! نبدأ من كامب ديفيد إلى اليوم، دائماً تثير جدلاً، تثير رفضاً، تثير قبولاً، تثير آراء مختلفة. هذا لن يؤثر بأي شكل من الأشكال على أن هذه الورشة تمضي قدماً لتحقيق الحياة الأفضل ليس فقط للشعب الفلسطيني بل أيضاً لدول المنطقة. نرى أنها خطة اقتصادية وهي ليست أول خطة، كلنا نعلم أن وزير الخارجية الأمريكي قدم خطة قبل ثلاث سنوات في 2017 للسلطة الفلسطينية وقبلتها. كلنا نعلم أن رئيس الوزراء السابق سلام فياض قدم خطة اقتصادية. اليابان وتايلند لديهما خطة اقتصادية آسيوية، وهذه أيضاً خطة أمريكية اقتصادية، ونرى أنها فرصة مهمة لتحسين المناخ للوصول إلى سلام. فقط ما هو معروف في البحرين أنها مشاريع جبارة طموحة تتعلق بالاتصال والوصول بين المناطق الفلسطينية، تتعلق بتطوير البنية التحتية والتعليم والصحة، أمور كثيرة فنتمنى لها التوفيق وليس هناك أي آمر آخر لا نعلمه.



- الاعتراض الرئيس كان أن هذه الورشة تضع العربة أمام الحصان، المفترض أن يكون هناك حل سياسي، إقرار أمريكي بحقوق الفلسطينيين وقد أعلنت القيادات الفلسطينية تقريباً مجتمعةً أن هذه الورشة تحاول أن تشوش على الحل السياسي أو على ما توصلت إليه المفاوضات؟



حين تقول إن هذه الورشة تضع العربة أمام الحصان فأنا لا أعلم عن أي عربة تتكلم وعن أي حصان. هناك الآن لدينا ورشة اقتصادية لتطرح فيها الأفكار وتسمع فيها الآراء فأي شيء وضع قبل شيء ثان ليس لدينا علم بأي شيء آخر ولسنا مطلعين عليه. نحن مطلعون على ورشة اقتصادية مهمة طرحت فيها أفكار كبيرة ومشاريع كبيرة وهناك آذان مفتوحة من الجميع وبالأخص من الإدارة الامريكية للاستماع لآراء الناس في المنطقة هذا هو ما أمامنا لكن لا نعرف ما هو الشيء الآخر الذي طرحت هذه الورشة أمامه.

-نفهم من ذلك أنكم كدولة مضيفة لهذه الورشة، ليست لديكم معلومات عن الخطة السياسية للإدارة الأمريكية فيما يتعلق بالتسوية، أو بما بدأ العالم يتعرف عليه بصفقة القرن؟



ليست هناك صفقة، الصفقة تكون شيئاً متفقاً عليه مسبقاً وهذا ليس مطروحاً، وهذا لم يحدث. المسألة أنهم يتكلمون هكذا. نحن نراها خطة أمريكية ستطرح كما طرحت الخطط من قبل من أيام وليام روجرز إلى اليوم، فهذه خطة يجب على الجميع التعامل معها بإيجابية أو إذا رأوا أنها منقوصة وليست كاملة ولا تحقق طموحاتها، فهذا رأي لهم في المقام الأول ونحن نحترمه، ولكن مسألة أن نربطها بالورشة فليس هناك ربط الآن بين هذه الخطة الاقتصادية وما بين أي شيء سيطرح في المستقبل من الإدارة الأمريكية.

- هناك تقارير تتحدث عن مبالغ ضخمة تصل إلى حوالي 50 مليار دولار توزع بين مصر والأردن ولبنان والإدارة الفلسطينية، هل تتوقعون أنه في هذه الورشة اليوم تحديداً ستنهال هذه المبالغ أم ستبقى في حدود الوعود الغامضة؟



لا أراها وعوداً غامضة، هناك خطة عرضت على الجميع من قبل مستشار الرئيس الأمريكي السيد جاريد كوشنر ليلة البارحة (الثلاثاء) فهذه كانت خطة واضحة فيها كثير من المشاركين إن كانوا من الحكومات أو من القطاع الخاص، الشركات الكبيرة جاءت، وصندوق النقد الدولي ممثلاً برئيسته، البنك الدولي ممثلاً برئيسه، كثير من المؤسسات التنموية من المنطقة موجودة فهذا شيء مهم ولا أرى انها وعوداً غامضة. أرى أنها فرص، هناك من سيأخذ الفرصة وسيحاول المضي فيها وهناك من سيرفضها، ومسائل الربح والخسارة تعرف بعد ذلك. ونتمنى إن شاء الله أن نراها إن ارتبطت - وهذا شيء مهم- إن ارتبطت هذه الورشة في المستقبل بعملية سلام أو بطرح لعملية سلام في المستقبل، فهذا سيكون مغيراً لقواعد كثير من الأمور في المنطقة. كلنا نعلم أنه في كامب ديفيد 1 حين ذهب الرئيس الراحل محمد أنور السادات إلى إسرائيل هذا ما كان يسمونه game changer أو مغير للعبة ثم استمررنا على نفس المنهاج. الآن إن نجحت- أقولها وأكررها- إن نجحت وقبلت وحققت ما يراد لها فهذا سيكون game changer آخر. هذا ما نتوقعه إن كانت مسألة الحل السياسي مقبولة بالأخص للشعب الفلسطيني ونتمنى الخير للجميع.

-هل هنالك فعلاً من أمضى صكوكاً بتسليم هذه المبالغ لتوزع للدول المعنية، نحن سألنا بعض وزراء الخارجية العرب وهم وإن قالوا إنهم يستمعون بالدرجة الأولى للرأي الفلسطيني لكنهم ضمناً رحبوا بأن هذه الأموال إن جاءت في بلدانهم فهو أمر يشعرهم بالسعادة، هكذا فهمنا؟



هذا موقف إيجابي نراه من هذه الدول. ونتمنى أن يتوسع هذا الموقف الإيجابي لجميع الأطراف. وليت إخواننا الفلسطينيين كانوا موجودين لأنهم خيرة من يعرف في العرب في الأمور الاقتصادية. لو كانوا موجودين ورأوا أي ثغرات أو أي نقص كنا سمعناه منهم في هذه الأمور. لكن اليوم في نهاية الأمر سيكون هناك تصريح مشترك بين مملكة البحرين والولايات المتحدة الامريكية كما كان هناك تصريح مشترك لإعلان الورشة، وسيضع الجميع في الصورة أمام ما تم تحقيقه اليوم إن شاء الله.

-كيف تقيمون مستوى المشاركة الدولية والإقليمية في أعمال ورشة المنامة؟



مستوى المشاركة جيد جداً. المستوى عالٍ. وهناك تمثيل كبير من الدول المهمة في المنطقة مثلت بممثلين من حكوماتهم، من وزارات المالية إن كانوا وزراء، أو نواب وزراء. هناك البنك الدولي برئيسه، وهناك صندوق النقد الدولي برئيسته، وهناك المؤسسات المالية، وهناك رجال أعمال كبار. حقيقة أنا أرى تمثيلاً جيداً جداً يشعرنا بالارتياح بعد التعب في الإعداد والتنظيم من قبل مملكة البحرين.

-ربما سمعتم اليوم أن سلطنة عمان أعلنت أنها ستفتتح سفارة لها في رام الله في الأراضي الفلسطينية المحررة، هل في نية مملكة البحرين وشقيقاتها في مجلس التعاون لدول الخليج العربية حذو مسقط وبالتالي هذا يسهل تعزيز مكانة والاعتراف بالدولة الفلسطينية من قبل أشقائها العرب؟



نحن لدينا تمثيل دبلوماسي مع السلطة الفلسطينية مع دولة فلسطين في رام الله، لكن عن طريق سفير غير مقيم، وهذا هو الحال مع كثير من الدول في العالم. عدد سفاراتنا محدود لكن هذه خطوة محمودة، خطوة طيبة من سلطنة عمان وإن شاء الله نرى الأعلام ترفرف في دولة فلسطين بما يؤكد أن هذه الدولة المستقلة للشعب الفلسطيني كاملة السيادة.

-نفهم من ذلك أنكم مع حل الدولتين وأنه لا يزال هو الأمر الذي لا تنازل عنه؟



طبعاً نحن مع حل الدولتين، نحن مع المبادرة العربية للسلام التي تقوم على حل الدولتين، نحن مع قرارات الشرعية، نحن مع الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية مع كامل السيادة وكامل الحقوق للشعب الفلسطيني، هذا هو موقفنا ولم يتغير.

-يدعو المبعوث ومستشار الرئيس الأمريكي ترامب السيد كوشنير إلى إجراء تعديلات على المبادرة العربية المعروفة باسم مبادرة الملك عبدالله، هل أنتم مع فكرة تعديل هذه المبادرة؟



طرحت من قبل آراء سمعناها بأن المبادرة العربية للسلام ينقصها هذا الشيء أو ذاك. المبادرة العربية للسلام قدمت ولم نر أي ترحيب إيجابي بها خصوصاً من الطرف الإسرائيلي. هذا شيء مهم. يجب أن يقولوا "أنت عندك مبادرة فأهلاً وسهلاً"، لكن لم نسمع منهم بأنهم سيتكلمون عن المبادرة العربية للسلام، كل ما سمعناه إما صمت أو عدم قبول أو أنها غير كافية أو أنها لا تصلح. هذا ليس شيئاً يمكن أن نبدأ به. المبادرة العربية للسلام موجودة وهي مبادرة مهمة وإن أرادوا النقاش فيها فأهلاً وسهلاً. هناك مجلس وزاري لجامعة الدول العربية يمكن للجميع أن يطرحوا أي شيء من هذه الأفكار، ويتم رفعها للقمة العربية لقادتنا حتى يقروها، لكن مسألة الصمت أو أن نسمع أن المبادرة لا تصلح فهذا غير مفيد بالمرة.

-إذا خرجنا من نطاق الورشة، كيف تنظرون إلى دعوة طهران لعقد اتفاقية عدم اعتداء بين إيران وبلدان الخليج العربية، هل ترون فيها مبادرة إيجابية أم إنها إحدى الألاعيب التي تقوم بها طهران؟



معاهدات عدم الاعتداء تكون بين دول تتعهد بأن لا تخالف مبادئ حسن الجوار ولا تهجم ولا تعتدي بجيشها أو بأسلحتها على الدولة المجاورة، هذا معروف، نحن ما نواجهه مع إيران ليس حرباً مباشرة، إنها حرب وكلاء في المنطقة إن كان في اليمن أو سوريا أو لبنان أو العراق، أو في محاولاتهم التخريبية في مملكة البحرين أو في المنطقة الشرقية أو في الكويت او في أي مكان. هذه هي الحرب التي نواجهها، وهذه لا تحكمها معاهدة عدم اعتداء. دائماً إيران تتنصل وتقول إن ليس لها دوراً رغم أن أصابعها وبصماتها في كل مكان وأتباعها الذين يدينون لها بالولاء في كل مكان. نريد ان يكون هناك شيء مع إيران يوقف كل هذه التدخلات وكل هذا الدعم غير المباشر الذي لن تغطيه أي معاهدة عدم اعتداء يقدمونها، إذ ستكون معاهدة غير ذات فائدة وغير ذات معنى طالما أنهم مستمرون في دعم وكلائهم بالمنطقة.

-ماذا تقترحون لمواجهة التحديات في المنطقة، والآن كما نرى هناك حرب كلامية توتر الوضع وتؤثر حتى على حركة الملاحة في منطقة الخليج، ماذا تقترحون بديلاً للمقترحات الإيرانية؟



إيران تدعو لمعاهدة عدم الاعتداء وهي الآن تتخذ كل الخطوات لإشعال الحرب في المنطقة، وتستفز القوة الدولية، وتستفز دول المنطقة بالاعتداء على ناقلات وبإرسال صواريخ عن طريق وكلائها إلى مطارات مثل مطار أبها، ومنشآت صناعية أو نفطية أو غيرها. يريدون أن يستفزوا العالم لإدخاله في حرب من أجل محاولتهم الخروج من الورطة التي هم فيها. إذا حدث أي نوع من الحرب واشتعل نوع من الصدام في المنطقة، فهم المسؤولون عنه في المقام الأول، هم يتحملون مسؤوليته في المقام الأول. أما مسألة "عدم اعتداء" وأنت تعتدي في الوقت نفسه عن طريق وكلائك فهذا شيء مضحك للغاية وغير مقبول ويثير السخرية.

السؤال: ألا تلاحظون أنه في منطقة الخليج هناك قدر من التذمر لدى الشارع الخليجي لأن الولايات المتحدة الأمريكية تهدد وتتوعد ولكن نسمع جعجعة ولا نرى طحناً، هكذا يقولون، هناك توتير للأوضاع في المنطقة وإلى الآن لم تقدم الولايات المتحدة على خطوات حاسمة إزاء إيران؟



مسألة إشعال الحرب سهلة، لكن مسألة تجنب الحرب هي الشيء الحكيم الذي تتخذه الدول. نحن نقدر للولايات المتحدة التزامها وأنها تضبط نفسها إزاء كل هذه التحرشات وكل هذه الاستفزازات الخطيرة خصوصاً مع حرص الولايات المتحدة على عدم إشعال حرب في المنطقة وجعلها منطقة سلام. عسى أن تعي إيران هذا الشيء بكل وضوح، لكن إن استمرت إيران على هذا الخط فهي ستتحمل نتيجة أي عواقب. لكن لا نشكك في حكمة الولايات المتحدة في التعامل مع الأمور بما يحفظ الأمن واستقرار وسلامة شعوب المنطقة.

- نفهم من كلامكم أنكم لا تستبعدون نشوب صراع مسلح في المنطقة؟



مثلما قلت، نحمل إيران المسؤولية رغم كل هذه المواقف الرافضة لهذه التصرفات، المواقف من الدول ومن المنطقة تدعو إلى أن يكون هناك استقرار، تدعو إلى أن يكون هناك حل سلمي لهذه الأمور، لكن استمرار الاستفزازات لا يعلم أحد ماذا ستكون نتيجته، كل شيء وارد أن يحدث، ونتمنى السلامة والخير للجميع.

- صدرت بيانات من قوى اجتماعية سواء داخل مملكة البحرين أو في خارجها وفيها قدر من النقد العنيف لاحتضان مملكة البحرين لهذه الورشة، هل القيادة البحرينية مستعدة لتحمل أعباء خطوة لا تزال غير مفهومة ومثيرة للجدل وعليها اعتراضات من قبل القوى ليس فقط الراديكالية بل حتى القوى الوسطية في المجتمعات الخليجية؟



الصورة واضحة أمام حكومة البحرين، شعب البحرين معتاد دائماً على إبداء رأيه السياسي في هذه الأمور ودائماً كان يقدم دعماً كبيراً للشعب الفلسطيني فالصورة قد لا تكون واضحة عند كثير من الناس، ربطوا هذه المسألة مسألة الورشة الاقتصادية بمسألة أن هناك طرح فكرة أمريكية لحل لصراع الفلسطيني العربي الإسرائيلي. في هذا الشأن نحن نرى ورشة اقتصادية تحقق الخير للجميع لكن أيضا نحترم آراء من يقول إنه لا يتفق مع هذا الرأي وإن شاء الله النتائج ستثبت وإن شاء الله سيغيرون رأيهم في هذا الشأن، ونحن متفائلون في المستقبل.

- في هذه الحال وفي ضوء التباينات في مواقف بلدان مجلس التعاون لدول الخليج العربية، هل عدم مشاركة شقيقات خليجيات في هذه الورشة أو تحفظهم عليها يشي بأن هذه المنظمة الإقليمية التي عولت المنطقة بها الكثير بدأت تتفكك؟



المشاركون موجودون من غالبية دول مجلس التعاون. شاركوا على مستوى وزراء وعلى مستوى ممثلين وعلى مستوى رجال أعمال. ليس هناك ما يهدد بتفكك أي شيء مطروح على مجلس التعاون أو على غيره، مجلس التعاون موجود. الأمور الاستراتيجية والاجتماعات المقررة مستمرة. القمم تنعقد في أوقاتها وإن كانت هناك مشكلة هنا وهناك فنحن كفيلون بحلها.

- نفهم بأن أزمة مقاطعة قطر لم تؤثر كثيراً على وحدة المجلس؟

أبداً، المجلس وجد ليبقى وإن شاء الله سيستمر، وقطر تتحمل مسؤوليتها وفي يدها متى أرادت أن تحل هذه الأزمة. أمامها مطالب، أمامها أمور، أمامها خطوات يجب تحقيقها. وإن اختارت ان تتخذ هذه الخطوات فأهلاً وسهلاً بها وإن لم تختر فنحن لا نخسر شيئاً ومسيرتنا مستمرة.

- نفهم من كلامكم أن مبادرة أمير الكويت لا تزال قائمة وإنها لم تطو شراعها؟



ما زالت قائمة، ولها كل التقدير والاحترام والتعاون ونتمنى لصاحب السمو أمير دولة الكويت حفظه الله كل النجاح في هذا المسعى، ونتمنى إن شاء الله أن تتجاوب قطر مع مسعاها الطيب، لأن التعطيل لكل هذه الأمور يأتي حقيقة في المقام الأول من جهة دولة قطر.

-هل أنتم على قناعة بأن الجهات الدولية والإقليمية فعلاً مستعدة لتضخ أموالاً في ما يمكن أن نسميه مجازاً صندوق ورشة المنامة، وهل نتوقع هذا في المدى القريب المنظور؟



نرى تجاوباً ونرى تشجيعاً وحماساً من كثير من الوفود المشاركة. سمعناها البارحة (الثلاثاء) في العشاء وقبل العشاء ونسمعهم اليوم. هناك تفاؤل كبير بهذا الشأن، لكن لا نرى أن هذا الشيء سيقف عند حد معين، لا يقف عند 50 بليوناً. هذه الـ50 بليوناً هي البداية، هي الأساس لما سيدفع المستثمرون وما ستدفع الدول، فإن رأوها نجحت فسيدفعون أكثر وهذه هي طبيعة الاستثمار وتطوير الاستثمار في كل دول المنطقة، ونحن متفائلون بذلك إن شاء الله.

- هل تتوقعون في ضوء نتائج هذه الورشة وتعزيز الدور الأمريكي فيها ومحاولة الإدارة الأمريكية إيجاد سبل للتفاهم بين البلدان العربية وإسرائيل بأننا سنشهد سفارات عربية قريباً تفتح - ما عدا مصر والأردن - في إسرائيل؟



نحن دائما وطيلة العقود الماضية نقدر الدور الأمريكي في الوصول إلى حل لهذا الموضوع. أمريكا كانت هي دائما اللاعب الأهم واللاعب الأكبر في هذا الشأن، الآن لنر خطتهم الجديدة إن نجحت ونتمنى لها النجاح فهذا سيكون فاتحة خير لسلام أشمل وأوسع في المنطقة، لكن إن لم تنجح لا نفقد الأمل فدائماً هناك مرحلة أخرى ستأتي في المستقبل وستطرح فيها أفكار جديدة. ونتمنى التوفيق للجميع.

سيد كوشنر يقول إن هناك اتصالات بين الإدارة الأمريكية وأطراف فلسطينية، وإن هذه الأطراف ترحب بهذه الورشة، هل لديكم معلومات، وأنتم أصدقاء ورعاة هذا المؤتمر، هل فعلاً توجد أطراف فلسطينية ترحب بهذه الورشة؟ لأننا نسمع بأن الفلسطينيين موحدون في رفضها؟



نحن سمعنا رأي السلطة الفلسطينية وأنهم رافضون وما زالوا يصرحون برفض هذه الورشة. وأيضاً سمعنا آراء من شخصيات ومن رجال أعمال من بعض المشاركين موجودين معنا في الورشة من أبناء الشعب الفلسطيني مرحبين بهذه الورشة. أعتقد بأن مستشار الرئيس الأمريكي السيد جاريد كوشنر يقصد بأن هناك تواصل مع شريحة واسعة من أبناء الشعب الفلسطيني وخصوصاً من رجال الأعمال وأنه حصل على تجاوب في هذا الشأن. أما السلطة الفلسطينية فنحن نعرف بأنهم لم يقبلوا بهذا.