كتب - حسن عبدالنبي: ينتظر أن تستقطب المملكة خلال “الفورمولا واحد” نحو 100 ألف زائر نصفهم من دول أوروبا، في وقت سيُوفِّر الحدث نحو 3 آلاف وظيفة مؤقتة للبحرينيين تضاف إلى الوظائف الموجودة حالياً. وقدَّر المدير التنفيذي للشؤون الإدارية بحلبة البحرين الدولية، عبدالرحمن قراطة وصول حجم عائدات “الفورمولا واحد” الاقتصادية المباشرة -خلال أيام الحدث الثلاثة- إلى حوالي 220 مليون دولار. وكان الرئيس التنفيذي لحلبة البحرين الدولية، الشيخ سلمان بن عيسى آل خليفة قد قال في تصريحات سابقة إن العوائد الاقتصادية من “الفورمولا واحد” تصل إلى نحو 500 مليون دولار سنوياً. وقدَّم قراطة خلال عرض أمس أبرز مستجدات الحدث من حيث التأثيرات والعوائد الاقتصادية، موضحاً أن الحدث يُوفِّر 3 آلاف وظيفة مؤقتة للبحرينيين الأمر الذي يدل على حجم الحدث الكبير، مشيراً إلى أن غالبية فنادق خمس وأربع نجوم اكتفت بالحجوزات. وأكد أن المملكة تتخذ خطوات جادة في سبيل تعزيز قطاع السياحة لديها، في إشارة إلى تنظيم السباق من أجل مساعدة البحرين على تحقيق أعلى معدل نمو سياحي بين دول مجلس التعاون الخليجي خلال الربع الأول من العام الجاري. من جهته، قال عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة البحرين كاظم السعيد: “الحدث يساهم بتحريك جميع القطاعات في السوق، ويدر على البحرين وملايين الدولارات، سواء كانت من الفناق أو سيارات الأجرة أو الأسواق وجميع القطاعات المرافقة والمكملة والتي تدعم الاقتصاد الوطني”. وتوقع السيعد أن يكون أول الواصلين لحضور “الفورمولا واحد” هم الخليجين، مؤكداً أن السباق سيكون له مردود إيجابي سواء على الوضع الاقتصادي أو الاجتماعي، مؤكداً أن جهود المملكة المتواصلة من أجل إقامة الحدث يدل على استعادتها لعافيتها. ولفت السعيد إلى أن عدم إقامة “الفورمولا واحد” في العام الماضي أثر بشكل كبير على الحركة التجارية، مؤكداً على قدرة المملكة وأجهزتها المختلفة في تنظيم واحتضان مثل هذه المناسبات والفعاليات العالمية. من جانبه قال رجل الأعمال عادل آل صفر: “نحن في القطاع التجاري وكأعضاء في غرفة التجارة ندعم الفعالية، خصوصاً أن هذا الحدث له أثر كبير على البحرينيين ككل، وله عوائد كبيرة مصاحبة للسباقات على المملكة، كتدفق الاستثمارات الخارجية”. وأكد أن المؤسسات المتوسطة والصغيرة ستلعب دوراً كبيراً في الاستفادة من الحراك الذي سيحصل في السوق، خصوصاً أن الكثير من الزوار يرغبون في الاطلاع على على التراث البحريني، داعياً في الوقت نفسه إلى تكثيف الحملات الإعلانية الخاصة بالسباقات. من جهة أخرى قال رئيس لجنة الذهب والمجوهرات بغرفة تجارة وصناعة البحرين، محمد ساجد إظهار الحق إن “سوق الذهب على استعداد كبير لاستقبال الوفود الزائرة للمملكة”، متوقعاً في الوقت ذاته أن تصل مبيعات الذهب خلال فترة “الفورمولا واحد” إلى مليون دولار، خصوصاً أنه سيسجل أسعار منخفضة في الأسبوع المقبل. وأكد إظهار الحق أن محال الذهب بادرت بإعداد المصوغات التاريخية والتراثية من عيار 18 الذي يرغب في اقتنائه الزوار الأجانب، لافتا إلى أن الحدث سينعش السوق الذي عانى من ركود كبير في الفترة الماضية. وأشار غلى أن “الفورمولا واحد” سيعمل على تنشيط القطاعات المرتبطة به، والمتمثلة في قطاعات السفر والسياحة والطيران والمطاعم والفنادق والمواصلات والاتصالات والترفيه ومراكز التسوق والسيارات ولوازمها. ومن المتوقع أن يصل العائد الإعلاني على مستوى البحرين إلى 5 ملايين دولار من هذا الحدث العالمي، كما إن الحملات الإعلانية ستستفيد كبيراً بما ينعكس بشكل إيجابي على كافة القطاعات. يذكر أن كافة الشركات جعلت في مقدمة أولويتها “الفورمولا واحد”، إذ أن جّل اهتمامها ينصب في الترويج لبضائع ومنتجات السباق العالمي، خصوصًا الأنشطة السياحية التي تشهد طلباً متزايداً في الفلترة الحالية، وأن جميع وسائل الإعلان المتوفرة سيتم استخدامها إلى أقصى حد. وكشفت دراسة حديثة أجريت مؤخرا في إحدى شركات الأبحاث والتسويق في دبي أن تنظيم سباق جائزة البحرين للفورمولا واحد عاد على الاقتصاد بأرباح كبيرة في الفترة الماضية بلغت 548 مليون دولار. ولا شك أن الأرباح التي تحققت في البحرين سواء المادية منها أو السياحية، دفعت بدول عدة في المنطقة إلى السعي للسير على خطاها، بدليل نجاح أبوظبي في دخول روزنامة بطولة العالم وذلك ابتداء من العام المقبل. كما إن دولة قطر قامت بخطوتها الأولى لجعل حلبة لوسيل، التي تستضيف في الوقت الراهن إحدى جولات بطولة العالم للدراجات النارية “موتو جي بي”، تتمتع بالخصائص التي تخولها استضافة سباق فورمولا واحد مستقبلاً. وينتظر من “الفورمولا واحد” أن يضع المملكة مجدداً على خارطة السياحة العالمية، خصوصا بعد عودة الثقة لدى الزوار الأمر الذي أسهم في تدفق عدد كبيرة منهم لمشاهدة الحدث. يذكر أن البحرين باتت منذ عام 2004 أول دولة شرق أوسطية تستضيف إحدى جولات بطولة العالم للفئة الأولى مع العلم أن العقد الذي يربط بين حلبة الصخير والبريطاني بيرني إيكليستون، مالك الحقوق التجارية للسباقات، يشير إلى ارتباط بين الطرفين يمتد حتى عام 2013.