كتب - مازن أنور:
فتح مدرب منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم المقال قبل أيام وتحديداً بعد خسارة السعودية بثلاثية في بطولة كأس الخليج الثانية والعشرين العراقي عدنان حمد، فتح النار على الاتحاد البحريني لكرة القدم عندما خص «الوطن الرياضي» بأول حوار مطول عقب وصوله إلى البحرين قادماً من الرياض، وتحدث في العديد من الموضوعات التي لم يتطرق لها في فتر ة سابقة احتراماً لمهمته مع اتحاد الكرة البحريني التي تمتد حتى أغسطس 2016، وكعادته استقبل العراقي عدنان «الوطن الرياضي» في منزله بوسط العاصمة المنامة وكان جريئاً للغاية في الرد على جميع الاستفسارات المختلفة والأسئلة التي واجهها دون تردد بداعي العاطفة والمجاملة.
عدنان حمد وخلال لقائه مع «الوطن الرياضي» طالب بجزء من الشجاعة من قبل اتحاد الكرة في القرار الذي تم اتخاذه بشأنه، مؤكداً لأكثر من مرة بأن القرار لم يكن قرار اتحاد الكرة ولا الشيخ علي بن خليفة، معتبراً بأن القرار جاء من خارج الاتحاد ويبدو بأنه قرار أكبر من اتحاد الكرة ومفروض عليه، وأرجع السبب في تأكده من هذا الوضع لكون المؤشرات التي سبقت اتخاذ القرار لم تكن سلبية على الإطلاق بل كانت إيجابية للغاية، مشيراً بأن التفاهم كان سمة التعامل مع اتحاد الكرة البحريني لوضع برنامج تطويري للكرة البحرينية، وخلال الثلاثة أشهر التي قضاها مع اتحاد الكرة لم يلمس أي استياء من قبل أحد أعضاء مجلس الإدارة وحتى الأشخاص الذين عمل معهم في الجهازين الفني والإداري.
وأضاف عدنان حمد قائلاً «المفاوضات مع اتحاد الكرة البحريني امتدت لأكثر من عام واحد، وأن تتم إقالتي بعد ثاني مباراة رسمية أمر غريب ومفاجئ وخصوصاً بأنني كنت متفقاً مع المسؤولين في اتحاد الكرة على الاستراتيجية والأهداف بعيدة المدى»، وتابع «لقد لعبت 7 مباريات وخسرت مباراة واحدة وتلقى مرمانا هدفين فقط، ما يعني بأن جميع المؤشرات إيجابية»، ووصف حمد القرار بأنه قرار ظالم ومعيب على اتحاد الكرة.
وأوضح بأن العقد مع اتحاد الكرة البحريني كان يمتد لموسم واحد ولكن إلحاح الشيخ علي تسبب في التوقيع لعامين من أجل تحقيق أهدافه وأهداف اتحاد الكرة، معللاً الشيخ علي بأنها لا تكفي لتحقيق الأهداف والرؤى بعيدة المدى ما يؤكد بأن النظرة كانت ليست خسارة في مباراة واحدة فقط بكأس الخليج».
وتابع «كنت أنا واتحاد الكرة البحريني بحاجة للوقت من أجل إصلاح الوضع في المنتخب الأول، بل وكان التفكير بكيفية وضع استراتيجية لكافة المنتخبات، عبر جلب الكوادر المميزة للمنتخب الأول والمنتخبات الوطنية».
الإقالة في غرفة نوم!!
وانتقد عدنان حمد طريقة الإقالة التي واجهها من قبل اتحاد الكرة البحريني حينما أخبر في غرفة نوم نائب الرئيس علي البوعينين من قبل الشيخ علي بن خليفة آل خليفة، مشيراً إلى أن الشيخ علي ذاته لم يكن قادراً على إيصال هذه الرسالة بشكل واضح وكان مصدوماً أكثر منه بعدما قال له «لقد أعفيناك من التدريب»، وأضاف «أعرف الشيخ علي بن خليفة جيداً ولا أعتقد بأن هذا هو قراره وقرار مجلس الإدارة على الإطلاق، واعتبر عدنان حمد بأن تركيبة الاتحاد البحريني إذا ما استمرت على هذه الطريقة وظل العمل بهذه الكيفية فإن كرة القدم في البحرين ستتراجع بصورة أكبر في السنوات القادمة».
أرفض وصفنا بالسيئ!
ورد عدنان حمد على الأشخاص الذين تحدثوا عن عدم وضعه لبصمة على أداء المنتخب البحريني، وقال «لا أتفق مع هذا الحديث فالمنتخب البحريني كان يتطور بشكل تدريجي وذلك واضح على الورق وكان بحاجة لمزيد من الوقت»، وتابع بأن من يتحدث بهذا الأمر يجب عليه أن يعود لبرمجة الدوري المحلي وينظر لمستوى الدوري ومستوى الفرق بالأندية والمشاكل التي تعانيها الأندية وعدم تأهيلها للاعبين بشكل جيد، كما اعتبر بأن برمجة الدوري أثرت على الظهور المتميز المطلوب للأحمر في كأس الخليج على الرغم من أن الأداء كان يتحسن تدريجياً.
هذا هو هدف اتحاد الكرة البحريني
وكشف عدنان حمد الهدف الذي حدده الاتحاد البحريني لكرة القدم حينما تعاقد معه، مشيراً إلى أنه متمثل في المنافسة على كرسي بكأس العالم لعام 2018، مؤكداً بأن كأس الخليج الحالية لم تكن في مقدمة أهداف اتحاد الكرة البحريني، لذلك فإن اتحاد الكرة البحريني طلب أن يكون العقد لمدة موسمين، مشيراً إلى أن توجه اتحاد الكرة نحو كأس العالم يؤكد بأن المنتخب الحالي يمر بمرحلة بناء، معتبراً بأن المنتخب الحالي يمر بمرحلة تحول من جيل قديم إلى جيل جديد ويواجه صعوبات في ظل الخلل الكبير الذي تعانيه المنظومة الكروية البحرينية، مشيراً إلى أن لاعبي المنتخب البحريني عانوا كثيراً قبل المشاركة في كأس الخليج الحالية خصوصاً بأن اللاعبين لم يلعبوا أكثر من 3 مباريات في الدوري عكس لاعبي المنتخب السعودي والقطري والإماراتي الذين لعبوا ما يقارب 15 مباراة قبل كأس الخليج.
واعتبر عدنان حمد بأن الوضع الحالي للكرة البحرينية لا يبشر بالخير، متوقعاً أن تتراجع الكرة البحرينية بشكل أكبر في السنوات القادمة إذا ما استمر الحال على ما هو عليه سواءً في اتحاد الكرة البحريني والأندية الوطنية.
الجهاز المعاون لم يكن قوياً
اتفق عدنان حمد بأن الجهاز المعاون له لم يكن قوياً بل كان ضعيفاً، واعتبر عدنان حمد أنه انصدم من اتحاد الكرة البحريني والذي لا يمتلك في منتخباته طبيباً للاعبين وهذا الأمر من الأمور البدائية والبسيطة في المنتخبات المتطورة، كما قال بأن منتخبات البحرين لا تمتلك مدربي لياقة متخصصين حتى في الفريق الأول والأولمبي، مشيراً إلى أنه كان يريد جلب مدرب لياقة برازيلي ولكن لم يتمكن من ذلك وطلب مدرب لياقة من اتحاد الكرة البحريني ولكنه لم يحصل على هذا الأمر حتى عند المشاركة في كأس الخليج.
وتابع عدنان حمد بأنه كان يسعى لتقوية الجهاز الفني المعاون ولكنه لم يمنح الفرصة بعد أن أقيل قبل معالجة أخطائه التي وقع فيها بكأس الخليج.
لم أعد بتحقيق كأس الخليج
ونفى عدنان حمد بأنه لم يعد الشارع الرياضي البحريني بتحقيق كأس الخليج وإنما وعد بالمنافسة، وأنه على وعده حينما دخل الأحمر مباراة قطر الأخيرة وهو يملك أمل التأهل للدور الثاني إلى يوم أمس، وأوضح بأن سبب حديثه بهذا الشكل هو أمر استراتيجي كونه كان يريد زرع الثقة والحماس لدى اللاعبين وهو أمر يعتمد عليه في فلسفته التدريبية.
مشكلة الهجوم
عدنان حمد وضع يده على مشكلة المنتخب البحريني وقال بأن البحرين لا تمتلك المهاجمين الهدافين، مشيراً بأنه اكتشف هذا الأمر خلال المباريات التي لعبها ومع قلة المواهب التهديفية سعى للعمل على الجوانب الدفاعية من أجل تأمين النتائج الإيجابية للأحمر، مشيراً بأنه نجح في الجوانب الدفاعية إلى حد كبير بغض النظر عن الأهداف الخاطئة التي تسجلت في مرمى الأحمر بكأس الخليج.
وأوضح بأنه كان يسعى لتطوير الجانب الهجومي في البحرين والذي عانى خلاله جميع المدربين السابقين الذين تولوا الإشراف على الأحمر في السنوات القليلة الفائتة.
عايش لا يريد تمثيل البحرين!!
وفيما يخص قضية اللاعب فوزي عايش فقد كشف عدنان حمد عن أمر مهم للغاية عندما أكد بأن اللاعب ذاته أخبره بعدم رغبته في تمثيل المنتخب الوطني قائلاً له «ليس لدي رغبة في تمثيل المنتخب ولن تتحقق لي استفادة من تمثيل المنتخب والمنتخب لم يقدم لي الشيء الكثير»، وأضاف بأن السبب الرئيس لعدم رغبة فوزي في تمثيل الأحمر تتمثل في أنه يعتقد بأن اتحاد الكرة لا يوفر له مستلزماته من وسائل اتصال بعائلته في حال السفر إضافةً إلى توفير المأكولات المناسبة.
وأضاف عدنان حمد «أنا أحد أكثر المعجبين باللاعب فوزي عايش وكنت أتمنى تواجده في صفوف الفريق، ولكنني منذ أن توليت المهمة فإن الإداريين نقلوا لي بأن اللاعب متمرد! ومع ذلك طالبتهم بالتعاطي مع اللاعب بالشكل المثالي الذي يؤمن تواجده مع المنتخب وعطائه بشكل مثالي، ولكن اللاعب في الحقيقة وبعد أن تغيب عن أكثر من تدريب وأعلن رغبته في عدم تمثيل الأحمر اضطررت لاستبعاده من صفوف الأحمر ورفعت الموضوع للإدارة والتي اتخذت قرار إيقافه واستبعاده عن صفوف المنتخب.
هذه قصة المجنسين
وانتقل الحديث تلقائياً مع عدنان حمد لعدم استدعائه للاعبين المجنسين وهم جيسي جون وعبدالله فتاي، وقال عدنان حمد «عدم استدعائهم لصفوف الأحمر كان لسبب تمثيلهم لأندية درجة ثانية في الدوري القطري وبالتالي فإن مستواهم سيكون وبكل تأكيد غير متناسب مع إمكانات المنتخب كما إنهم غائبون منذ فترة طويلة عن المنتخب، ولذلك لم يتم استدعاؤهم للأحمر»، فيما سبق للمدرب عدنان حمد أن اعتبر بأن عدم تواجد عبدالله عمر بسبب عدم تواجده في أي ناد، في حين علل عدنان حمد سبب تواجد محمود عبدالرحمن «رينغو» في صفوف المنتخب على الرغم من أنه يلعب لفريق درجة ثانية قطري قائلاً «لست مقتنعاً باللاعب محمود رينغو ومستواه متراجع بسبب أنه يلعب لدوري درجة ثانية في قطر وأشركته في إحدى المباريات ولكنه كان رتمه ضعيفاً وأخبرته بأن خياره قد يؤدي لتراجع مستواه وهو وعدني بأنه سيعود للدوري البحريني في الشهر القادم وتحديداً في فترة الانتقالات الشتوية.
البحرين لن تفوز بكأس الخليج!!
وتوقع عدنان حمد ألا يفوز المنتخب البحريني ببطولة كأس الخليج الحالية، ولكنه توقع أن يكون اللقب من نصيب البحرين مستقبلاً بشرط العمل على إصلاح المنظومة بالكامل، وأشار عدنان حمد إلى أن سبب تواضع المنتخب البحريني في كأس الخليج يعود للبيئة التي ينتمي لها اللاعب البحريني، مشيراً بأنه واجه صعوبة بالغة في بناء الثقة وزرعها لدى اللاعبين، مشيراً إلى أنه لم يعد الشارع البحريني والإعلام البحريني بكأس الخليج ولكنه أشار إلى أنه صرح إلى الدخول كطرف منافس على اللقب، معتبراً بأن هذا التصريح جاء كاستراتيجية لمنح اللاعبين الثقة بأنفسهم قبل البطولة، وأوضح بأن اللاعب البحريني يكون مميزاً في التدريبات ولكنه لا يظهر مميزاً في المباريات.
واتجه عدنان حمد للحديث عن المدرب الحالي للأحمر ومساعده مرجان عيد قائلاً «مرجان عيد سيواجه صعوبة ويحتاج لمزيد من الوقت لقيادة المنتخب البحريني على الرغم من أنه مدرب مجتهد ومدرب جيد».
كسبت المحبة
وأكد عدنان حمد بأنه ورغم مغادرته لمهمته مع منتخبنا الوطني إلا أنه كسب محبة الجميع في البحرين، مشيراً بأن فور وصوله للبحرين تلقى اعتذار ضابط جوازات عن الشعب البحريني بأكمله، كما أوضح عدنان حمد بأن جميع اللاعبين زاروه في الغرفة بعد خبر إقالته وجميعهم قدموا المواساة له بالإقالة وقبلوا رأسه، والبعض منهم عاد ليودعه لمرتين وأكثر وقال «شاهدت دموع الحزن في وجوه اللاعبين وشعرت بأغرب موقف في مسيرتي التدريبية وهو أن أبتعد عن أبنائي الذين لم أستمر معهم طويلاً».
وأضاف «لقد كسبت محبة اللاعبين لأنني تعاملت معهم باحترام كبير وأعطيتهم اهتمامي بشكل كبير من أجل أن أنقل لهم خبرتي لمنحهم الشخصية المطلوبة ليحققوا الأفضلية في الملعب ويحققوا البطولات».
ظلموني في الشرط الجزائي

وأضاف عدنان حمد بأنه تواصل مع مدير أعماله في اليومين الماضيين من أجل البحث في موضوع الشرط الجزائي، مشيراً إلى أنه استغرب كثيراً بوجود شروط قاسية في العقد الذي يربطه باتحاد الكرة البحريني، معتبراً بأنها قاسية على الرغم من أن الاتحاد البحريني لكرة القدم هو من قام بالإقالة، مبيناً بأنه لم يتمحص كثيراً في العقد لأنه كان يتوقع أن تستمر العلاقة مع البحرين للفترة بشكل كامل.
سأبتعد عن التدريب
وحول ما إذا تأثر عدنان حمد من قرار الإقالة وتأثر اسمه التدريبي على مستوى المنطقة قال «تأثرت قليلاً بكل تأكيد ولكنني لا أفكر في التدريب حالياً وسأخضع لفترة راحة بعد الإعفاء من تدريب المنتخب البحريني، ولا أملك عروضاً بكل تأكيد كون الإلغاء تم قبل يومين فقط».