منى علي المطوع

لماذا غضب الإعلام القطري والإيراني الهوى من بيان مجلسي النواب والشورى البحريني والتصريحات الرسمية والكتابات الصحفية والتحركات الإعلامية والإلكترونية الشرسة التي قام بها نشطاء البحرين وشرفاؤها تجاه الفيلم الوثائقي «ما خفي أعظم»، الذي من المقرر أن يبث اليوم الأحد على قناة الجزيرة غير المهنية والمسيّسة وفق الأجندة الإيرانية، وأخذوا يحاولون الترويج أن هذه المواقف تعكس مدى الرعب والخوف والهلع «على حد زعمهم وخيالهم المريض» الموجود لدى الجانب البحريني من إظهار حقيقة ديمقراطية البحرين والعديد من الأحداث التي وقعت خلال أزمة البحرين الأمنية المؤسفة عام 2011؟

حتى نصل إلى هذا الجواب، لا بد أن نعرف أولاً ما وراء هذا الفيلم الوثائقي المسيّس وأسباب طرحه في هذا الوقت بالذات كمحاولة لاجترار الماضي الأليم عندما أحبطت مملكة البحرين وقامت بتقبير المشروع الإيراني القطري في البحرين بعد كل ما تم صرفه وبذله من تمويلات وتدريبات ومخططات وتنظيم لخلايا إرهابية طائفية متطرفة داخل مملكة البحرين «ضاعت فلوسك يا حاقد»، لأجل تحويل مملكة البحرين الخليجية العربية الحرة إلى جمهورية البحرين التابعة للنظام الإيراني «عشم إبليس في الجنة».

هذا الفيلم الوثائقي الذي اجتهد الذراع الإعلامي للأجندة الإيرانية في المنطقة «قناة الجزيرة الإيرانية الهوى» في إنتاجه، يأتي كمحاولة يائسة من تنظيم الحمدين قطر للنفخ في رماد المؤامرة الانقلابية الفاشلة على نظام الحكم في مملكة البحرين إزاء فوضى الربيع العربي المدمر الذي أوجدت مخططاته الأجندة الإيرانية القطرية في المنطقة مع بعض الدول المعادية لاستقرار المنطقة العربية، على أمل إحيائه من جديد وإيجاد شرارة تعود لإشعاله لتهديد أمن مملكة البحرين الداخلي وإشغالها بالأزمات الأمنية من جديد، «يحلمون» أمام الانعكاسات الإقليمية الحاصلة من حولنا وهي ازدياد الهجمات الحوثية الإرهابية على جنوب المملكة العربية السعودية واستهداف أمن واستقرار السعودية وتقدم قوات التحالف الشرعي في اليمن وإحكام القبضة العسكرية واقتراب اقتلاع كافة جذور الخلايا الإرهابية في اليمن، ولعل آخرها القبض على زعيم داعش في اليمن، وزيادة اختناق الاقتصاد الإيراني إزاء العقوبات الأمريكية المفروضة على النظام الإيراني الجائر، وتطهير أرض السودان من مخلفات المشروع القطري فيها، وإنهاء وجود مندوبيها من أحزاب الإسلام السياسي التابعين لجماعات الإخوان السودانية المتطرفة لإعادتها إلى عمقها العربي وامتدادها، وإحباط قوات الأمن المصرية بين فترة وأخرى لهجمات إرهابية من الخلايا الإرهابية النائمة المزروعة داخل مصر الشقيقة لأجل استهداف أمنها واستقرارها واقتصادها، والاتجاه العام في ليبيا الراغب في إنهاء واقتلاع وجود المخططات الإرهابية والتمويلات القطرية المتورطة في إثارة الفوضى الأمنية داخل ليبيا الشقيق.

ولا ننسَ المحاولات المستميتة والمضحكة، نوعاً ما، من قناة الجزيرة «الإيرانية الهوى» في استضافة -بين فترة وأخرى- أحد الإماراتيين الهارب من العدالة والفار بعد فشل مخطط التنظيم السري الإرهابي في الإمارات الشقيقة الذي أريد من خلاله إيجاد ثورة شعبية إماراتية تقودها جماعات إخوانية متطرفة لأجل استهداف نظام الحكم الإماراتي «شقد حلمكم يا إخوان شريفة صعب!»، حيث يوجه هذا الإرهابي الهارب بشكل مريب ومكثف خلال هذه الفترة نفسها عبر منصات التواصل الاجتماعي، إلى إيجاد مظاهرات سليمة تعبر عن شعب الإمارات على حد قوله، على أمل إنعاش مشروعهم الفاشل وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من المخطط الذي قتل في المهد وتم تقبيره من جانب السلطات الأمنية الإماراتية، وكلها محاولات تعكس مدى اليأس والإحباط والفشل الذريع للمخططات القطرية الإيرانية في دولنا، على أمل إيجاد نوع من الثورات الداخلية التي تهدد أمن واستقرار دولنا، بالأخص الدول الداعية لمكافحة الإرهاب «البحرين - السعودية - الإمارات - مصر» «وما خفي أعظم فعلاً «.

ملف تنظيم الحمدين قطر الأسود في دعم الإرهاب وصناعة الخلايا الإرهابية والذي مؤامراته الإرهابية الخفية وغير المباشرة والمستترة دائماً بمسمار الديمقراطية والحريات للشعوب ينطبق عليها عنوان الفيلم الوثائقي «ما خفي أعظم»، فقد اجتهد طيلة سنوات مضت في تمويل الخلايا الإرهابية البحرينية ودعم تدريبهم في المعسكرات العراقية والإيرانية والسورية التابعة للحرس الثوري وحزب الله الإرهابي، ومدهم بالأسلحة والمتفجرات، وتعليمهم على كيفية صناعة الأسلحة المحلية الصنع «عقدة النقص والحقد التاريخي القطري على شرعية مملكة البحرين»، لأجل أن تكون البحرين من الدول التي تعاني من ويلات الحروب الطائفية ضمن مخطط الربيع العربي المدمر وقت إطلاق ساعة الصفر لتنفيذ المشروع القطري الإيراني في مملكة البحرين واختراقها أمنياً، حتى تكون البلد المصدر للإرهاب القطري الإيراني في منطقة الخليج العربي، نظراً لموقعها الاستراتيجي كونها تقبع في قلب الخليج العربي وقريبة من الدول المستهدفة أمنياً «السعودية - الإمارات - الكويت».

«تنظيم الحمدين قطر» في عام 2011 حاول جاهداً أن ينجح المخطط التدميري الإرهابي في مملكة البحرين، لكن بفضل من الله ثم جهود القيادة البحرينية والأجهزة الأمنية ودعم قوات درع الجزيرة والوقفة التاريخية المشرفة للدول الداعية لمكافحة الإرهاب مع سيادة البحرين وحقها التاريخي، انتصر الحق على الباطل وأحبط المشروع وقبر في مهده، وتم اقتلاع جذروه لإنهائه، وحتى نكون أكثر صراحة وشفافية، كان هذا المشروع في بدايته من الممكن أن ينجح أمام انطلاء أخدوعة أن التجمعات غير المرخصة على دوار العار كانت تأتي تحت غطاء المطالب المعيشية دون أن يكون لها أبعاد سياسية، حيث غرر وخدع البعض، بالأخص من شريحة الشرفاء، لولا الوعي الوطني والشعبي الذي جاء وفق إرادة شعب البحرين العربي الحر، ليطيح البرج الإرهابي الذي أريد بناؤه داخل مملكة البحرين «مخطط إيجاد دولة داخل دولة كما حدث في لبنان الشقيق».

لقد ساهم كشف المخطط الإرهابي الإيراني القطري في البحرين في 2011، في إيضاح كامل حقيقة وأبعاد ما كان يحصل على دوار العار، حيث انتفض الشعب البحريني ضد هذا المخطط التدميري، وباتت الصورة واضحة لديه حول نوايا هؤلاء الذين يزعمون السلمية وممارسة حقوقهم الديمقراطية، وكشفت أقنعتهم، وحرقت أوراقهم السياسية بأكملها، فلولا فضح هذا المخطط وكشف كافة أبعاده وأوراقه المخفية لغرر بالكثير من أولئك الذين يجهلون الحقائق ويسيرون على العناوين البراقة ولا يجيدون قراءة ما بين السطور.

واليوم الحملة البحرينية المشرفة التي كشفت حقيقة الفيلم الوثائقي «ما خفي أعظم» أيضاً قبرت في المهد وحرقت الأوراق المخفية لأهداف هذا الفيلم الذي عنوانه ينطبق على السياسة القطرية العدائية بالأصل، والذي يحاول استنهاض أحلام الخلايا الإرهابية، خاصة النائمة داخل مملكة البحرين، وإيجاد نوع من الحماس وبصيص الأمل لهم لإعادة إحياء البطولات الإرهابية الوهمية والزائفة لهم، لقد حرقت ورقة هذا الفيلم قبل عرضه من خلال ما تناوله بيان مجلسي الشورى والنواب بالتأكيد على أية محاولات للعبث بالنسيج المجتمعي البحريني من قبل أدوات إيران المسمومة في المنطقة، كقناة الجزيرة القطرية، لن يلقى إلا الفشل والرفض التام والتصدي من شعب البحرين الذي يؤكد دوماً هويته العربية والإسلامية، وانتماءه لمنظومة دول مجلس التعاون الخليجي، واحترامه لروابط الأخوة ووشائج القربى ووحدة المصير بين أبناء الخليج العربي.

فضخ حقيقة أهداف هذا الفيلم الوثائقي القطري الفاشل «ما خفي أعظم» وحرق دسائسه المخفية قبل أن يبث ويعرض حتى يكون «كارت محروق»، هذا ما أزعج القائمين عليه ودفعهم للاستنفار الإلكتروني أمام قطع مخطط إعادة إحياء تاريخ الفوضى الأمنية، لذا علا صياحهم وأخذوا يحاولون جاهدين لفت الأنظار وشد الانتباه لمتابعته بادعاء أنه فيلم قوي «ما صار ولا استوى» أرعب النظام البحريني، فيما الحقيقة هو مجرد فيلم وثائقي «ملزق وملصق بأكثر من أكذوبة وفبركة»، مسيس بعيد عن واقع الأزمة البحرينية الأمنية وحقيقة ديمقراطية مملكة البحرين التي بينها وبين ديمقراطية قطر فرق السماء والأرض وبعد المشرق والمغرب!

مشكلة «تنظيم الحمدين قطر» أنه لايزال غير مقتنع بأن المشروع الإرهابي التدميري لمملكة البحرين قبر وتم كشفه وفضحه وإبراز جميع أبعاده وأهدافه ولن يعود بإذن الله تعالى، فقطر غير المنطقية من خلال هذا الفيلم تحاول إحياء القتيل وإعادته من قبره، ولا ندري كيف يحاول هذا التنظيم العدائي للخليج العربي والعرب عموماً رمي الناس بأحجار الإرهاب والمخططات التدميرية والفتن الشعبية من بوابة الديمقراطية والحريات، فيما هم من يجسد نظامهم «تنظيم الحمدين» أبرز مثال لنظام عربي ديكتاتوري مخالف للأعراف الدولية وحقوق الإنسان ومتجاوز للأعراف الديمقراطية والحريات «لا ترموا الناس بحجر يا «تنظيم الحمدين قطر» وتاريخكم الحافل بالجرائم الإنسانية مخزٍ جداً، فكفة الحريات والديمقراطية في ميزان التاريخ لصالح البحرين وآل خليفة حكام شبه جزيرة قطر سابقاً، وما خفي عنكم أعظم فعلاً!».

ولا تلعبوا بالنار مع مملكة البحرين لأن برنامجاً واحداً مشابهاً ومماثلاً يعرض خفايا الأمور عن ملف واحد من جرائمكم وإرهابكم كجرائمكم الإنسانية والدموية في الزبارة البحرينية الأصل والترحيل القسري الذي تم للقبائل العربية من شبه جزيرة قطر التي تعتز بامتدادها الخليجي العربي، ينهيكم!

اللافت أن مقدم الفيلم الوثائقي فلسطيني الجنسية، ولا نعلم لماذا، إن كان هناك اهتمام بأن فكرة برنامج الأفلام الوثائقية هذه تقوم على إيضاح كل خفايا الأمور، لم لا يجتهد ويقدم فيلماً وثائقياً عن جهود «تنظيم الحمدين قطر» في تحويل قطر العربية إلى سفارة إسرائيلية داخل محيط الخليج العربي، والتسويق بشكل غير مباشر لأهمية التطبيع من خلال منبرها الإعلامي المسيس «قناة الجزيرة»؟ وكيف لم تحترم قطر دماء شهداء فلسطين، من خلال الاجتماع مع قادة الدولة غير شرعية إسرائيل، ومدى تورط المال القطري في دعم ميليشيات عملاء إيران في العراق، الذين مارسوا عمليات الإبادة الطائفية والتطهير العرقي، ونال من هذه العمليات الإجرامية أشقاؤهم اللاجئون الفلسطينيون من أهل السنة في العراق، وهذا طبعاً محال، فضميره ميت تقديره «مرتزق «، وصعب عليه جداً أمام ما يراه فيما يخص الواقع القطري، حيث لا حرية ولا عرض للرأي والرأي الآخر على أرض قطر ولا على شاشة قناة الجزيرة غير المحايدة، فالتناقض المضحك المخزي بالأصل هو عنوان برامج قناة الجزيرة!

إن كان «تنظيم الحمدين قطر» مهتم بعرض خفايا الأمور وأعظم ما تم إخفاؤه عن الرأي العام الخليجي والعربي، فلم لا تتناول مدى الحلم والصبر الطويل لقيادة البحرين وتغاضيها عن كافة الدسائس والمخططات القطرية فقط، لأجل الحفاظ على الوحدة الخليجية والعربية وعدم شرخ العلاقات الخليجية والتأثير على عمل منظومة دول مجلس التعاون الخليجي، أمام كل ما كشفته الأجهزة الأمنية بعد مؤامرة 2011 الانقلابية عن مدى تورط المال القطري في دعم الإرهابيين الذين أراقوا دماء الأبرياء وشهداء الواجب في مملكة البحرين؟ هل سيهتم الفيلم الوثائقي غير الموضوعي والبعيد عن المصداقية باستعراض ما خفي عن الرأي العام بشأن أسباب العداء القطري للبحرين والعقدة التاريخية الأزلية المتجذرة لديه، وكيف جاء هذا النظام الحاكم في قطر ليتولى حكم شبه جزيرة قطر؟

هل سيتناول الفيلم الوثائقي التسجيل الصوتي للمحادثة الهاتفية التي كانت بين رئيس الوزراء القطري السابق المدعو حمد بن جاسم آل ثاني والأمين العام السابق لجمعية الوفاق المنحلة الإرهابي علي سلمان، والتي تم فيها التحدث عن الحوار لإنهاء الأزمة في البحرين، وعن معارضة قطر لدخول قوات درع الجزيرة إلى البحرين، وعن استخدام العنف والإرهاب وعدم الكف عن إثارة الفوضى الأمنية، وأن قطر تدعو لتشكيل حكومة انتقالية في البحرين والتي بثها تلفزيون البحرين؟ هل سيكشف الفيلم خفايا التدخل القطري السافر في الشؤون البحرينية تحت غطاء الديمقراطية ومزاعم حرية التعبير والرأي، ويوضح الفرق بينها وبين ممارسة الإرهاب واستهداف أمن وحياة الناس وأن تعدي الخطوط الحمراء ليس حرية تعبير ورأي إنما وفق كافة الأعراف الدولية والقوانين والمواثيق هو إرهاب ولا مسمى آخر له؟ وكيف مولت قطر الخلايا الإرهابية لممارسة العنف والقتل والتدمير في البحرين تحت مسمى حرية التعبير والرأي، كما أن ما تفعله قطر يخالف قرار الأمم المتحدة ديسمبر 1981 بشأن عدم التدخل في الشؤون الداخلية والخارجية للدول واحترام سيادتها وعدم التهديد باستعمال القوة ضد سيادة الدول الأخرى؟

إن كانت قناة الجزيرة القطرية غير المهنية مجتهدة في نقل خفايا الأمور فعلاً عبر أفلامها الوثائقية المسيسة، فلتثبت لنا حياديتها ومصداقيتها إن كانت فعلاً لا تحمل مناهج الأجندة الإيرانية في المنطقة وتطبق شعارها «الرأي والرأي الآخر»، بعرض آراء المواطنين القطريين تجاه الأزمة القطرية المعتزين بامتدادهم الخليجي والعربي والرافضين للسياسات التدميرية التي يقودها تنظيم الحمدين في المنطقة، لمَ لمْ نرَ إلى اليوم مواطناً قطرياً واحداً يطل على شاشة الجزيرة ويتحدث عن موقفه تجاه حجب السلطات القطرية لموقع التسجيل للحج ومنع السلطات القطرية للحجاج القطريين، بشكر السعودية على حسن إدارتها للحج وخطفهم وتعذيبهم داخل السجون القطرية في جرائم تخالف حقوق الإنسان ومواثيق الأمم المتحدة كمثل ما حدث للحاج القطري حمد المري، الذي عذب وضرب فقط لأنه عبر عن رأيه تجاه تنظيم السعودية للحج ومارس حقه كمواطن قطري في حرية التعبير وحق حرية ممارسة الشعائر الدينية؟ لماذا لا يخرج لنا مواطن قطري على قناة الجزيرة، الذي يدعي النظام القطري والقائمون على القناة وحسب تصريح أحد مسؤوليها عام 2017 أنها قناة إخبارية مستقلة تستضيفها قطر على أرضها وليس للنظام القطري حق التدخل في سياساتها، ليعرب لنا عن قلقه من تراجع الحريات الدينية في قطر وحقيقة ما يحدث داخل السجون القطرية المزدحمة بالقطريين الرافضين عن سياسات النظام القطري والمنتقدين له من باب المناصحة وحرية الرأي طالما هي مستقلة، كما يدعون؟!

لماذا لا تتناول الجزيرة، طالما هي قناة حرة مستقلة وتعرض الرأي والرأي الآخر، قضية سحب الجنسيات من المواطنين القطريين وأسبابها في مواقف تخالف الأعراف الدولية وحقوق الإنسان وتجريدهم من حقوقهم كمواطنين واستبدالهم بالأجانب والفرس؟ هل المواطن القطري يستطيع أن ينتقد سياسات الحكومة القطرية ويعبر عن رأيه، كما يفعل المواطن البحريني في القنوات الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي؟ هل من الممكن أن يقوم مركز الجزيرة للدراسات بإجراء دراسة حول هذا الموضوع كمقارنة بين وضع الحريات والديمقراطية في قطر وبين بقية دول الخليج العربي البحرين مثالاً؟!

ولم لا نرى إلى اليوم انتخابات ديمقراطية في قطر، رغم أن دستور قطر 2000 ينص على أن 30 من أصل 45 من أعضاء المجلس الاستشاري للأمير يدخلون بالانتخابات كل أربع سنوات؟ حيث مضت 16 سنة من ذلك الدستور ولم تحدث الانتخابات، مما يعكس مخالفة قطر لدستورها بالأصل، وهي ظاهرة تستحق العرض في الفيلم الوثائقي «ما خفي أعظم» تحت عنوان «التناقض الفاخر لديمقراطية قطر الزائفة!».

فلتهتم قطر بشؤونها الداخلية، ولتسعَ أولاً لاستعراض الداخل القطري وحقيقة الحريات والديمقراطية، إن كان حق التعبير عن الرأي حقاً متوافراً ومتاحاً للمواطن القطري، ولتكف عن رمي الآخرين بأحجار الإساءة، فيما العيب والديكتاتورية والتعنت والإجرام تجاه الشعب القطري واقف عند الباب القطري! «إن طلع العيب من أهل العيب فهو مب عيب!».