تعدّ ديار المحرق، في إطار شراكتها الوثيقة مع وزارة الصناعة والتجارة والسياحة، وتعاونها المتواصل مع هيئة البحرين للسياحة والمعارض، أحد أبرز المطورين العقاريين في مملكة البحرين، من الداعمين الرئيسيين لمشروع إنشاء أكبر متنزه للغوص على مستوى العالم، والذي تم الإعلان عنه في مؤتمر عقد في الثلث الأول من يونيو 2019 بحضور كبار المسؤولين الحكوميين وبمشاركة جمع من الجمهور العام، بينهم غواصون محترفون وهواة هبّوا بترقّب شديد لهذا المشروع الفريد من نوعه.

ويأتي إنشاء أكبر متنزه للغوص في العالم، والذي سيتمركز حوالي 50 كيلومتراً من ديار المحرق، بتوجه أساسي نحو تعزيز الحياة البحرية وتحقيق ازدهارها بخلق بيئة نموذجية لتكاثر الأحياء البحرية وإثراء الغنى والتنوع الحيوي في المياه البحرينية، كما سيكون هذا المتنزه بمثابة مركز محوري يجمع هواة ومحترفي الغوص، ومتنفساً يقدم تجربة فريدة للسياحة البحرية ضمن المنطقة التي لطالما عُرفت واشتهرت بالموائل البحرية الغنية.

وخلال المؤتمر الذي عقد في 10 يونيو الجاري في ديار المحرق للإعلان عن انطلاق العمل في هذا المشروع الضخم، صرّح المسؤولون عن عدد من المزايا غير المسبوقة التي تضمنها مخطط المتنزه، ومنها امتداده على مساحة هائلة تبلغ 100,000 متر مربع فضلاً عن احتوائه على قطعة فنية مركزية تمثل سابقة عالمية، وهي طائرة تجارية من طراز بوينغ 747 يصل طولها إلى 70 متراً، والتي تم غمرها تحت الماء لتتحول إلى ملاذ بيئي مصمم خصيصًا ليجتذب الأحياء البحرية ويشجع تكاثرها. أما ثاني أبرز معالم المتنزه فسيكون نسخة طبق الأصل من بيت النوخذة ستشرف على تصميمه وبنائه ديار المحرق، ثم إنزاله بمحاذاة الطائرة كموئل بحري متجدد يتناغم مع البيئة المرجانية وكذلك كموقع جذاب للغواصين.



وتأكيداً على دعم ديار المحرق لهذا المشروع وأهدافه، صرّح الرئيس التنفيذي للشركة الدكتور ماهر الشاعر قائلاً: "تهدف مشاركة ديار المحرق ضمن هذه المبادرة إلى التركيز على إنعاش النظام البيئي البحري، والمساهمة في تطبيق أفضل الممارسات الدولية في مجال الاستدامة البيئية، بالإضافة إلى المشاركة في دعم تطوير القطاع السياحي في المملكة، وقد عملنا عن كثب مع هيئة البحرين للسياحة والمعارض لتصميم وبناء مجسم بيت النوخذة الذي تصل مساحته إلى 900 متر مربع كجزء من المشروع، وذلك بهدف جذب السياح المهتمين برياضة الغوص مع الباحثين المهتمين".

ويأتي المشروع الذي من المتوقع افتتاحه بحلول أغسطس 2019، والذي جاء نتيجة تعاون جمع بين عدد من الجهات الحكومية البارزة والقطاع الخاص، كوجهة سياحية متميزة ومشروعًا لاستدامة البيئة البحرية الطبيعية، وذلك سعياً للمحافظة على المقومات البيئية الخاصة التي تتمتع بها مملكة البحرين وصونها، والعمل على إثراء الحياة الفطرية بتطوير البيئة المستدامة التي توفر أهم العوامل الحيوية لتكوّن الشعاب المرجانية بما تضمه من أحياء بحرية متنوعة، وتشجيعاً للسياحة البحرية. كما أن هذا المشروع سيتيح مخزوناً لامتناهيًا من المعارف البيئية للباحثين في البيئة البحرية، وينمّي الوعي حول الأهمية المتعاظمة للحفاظ على الموائل البحرية الثمينة كجزء من الحركة البيئية الحديثة النامية بسرعة.