المواطنون البحرينيون يتوجهون صباح اليوم للإدلاء بأصواتهم في رابع انتخابات نيابية وبلدية
توجه البحرينيون صباح اليوم إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم والمشاركة في رابع انتخابات نيابية وبلدية تجرى في مملكة البحرين منذ أن دشن العاهل المفدى مشروعه الإصلاحي قبل 15 عاما.
ويتنافس في هذه الانتخابات 419 مترشحاً، منهم 266 مترشحاً لنيل عضوية مجلس النواب، الذي يبلغ عدد مقاعده 40 (الشيخ مجيد العصفور حسم ثامنة العاصمة بالتزكية) مقعدا، و153 مترشحا لنيل عضوية المجالس البلدية البالغ عدد مقاعدها 29 مقعدا في ثلاث مناطق بلدية انتخابية، هي المحرق، والمحافظة الجنوبية، والشمالية.
كما فاز على الشيوخ بمقعد اولى محافظة الشمالية بلدي بالتزكية .
وقد سجلت هذه الانتخابات أكبر عدد من المتقدمين للترشح بالمقارنة بانتخابات عام 2002 و2006 و2010، إضافة للانتخابات التكميلية عام 2011، حيث فاق عدد المترشحين أكثر من 490 مترشحا في القائمة الأولية للمترشحين، التي أعلنت في أكتوبر الماضي، ثم تم الطعن في ترشح البعض، وانسحب 11 مترشحا آخرين، قبل أن يصل العدد في القائمة النهائية للمتنافسين إلى 419 مترشحا فقط بعد غلق فترة الانسحاب الرسمية للانتخابات يوم الـ12 من الشهر الجاري، وهو ما وصفه مراقبون باعتباره تطورا مرحليا في المشروع السياسي والدستوري للبحرين.
وتمثل انتخابات اليوم باكورة العرس الديمقراطي للمملكة بعد أن استعادت البحرين عافيتها السياسية والاقتصادية من جراء تداعيات الأحداث التي اختبرتها خلال السنوات الثلاثة الماضية، ويمكن للناخبين المسجلين الذين يبلغ عددهم 349.713 ألف مواطن، الذين لهم الحق في التصويت، التوجه إلى مراكز الاقتراع التي تنتمي إليها محال سكناهم، وذلك للمشاركة في تطوير العمل النيابي والتمثيلي من جهة وتطوير مسيرة البحرين الديمقراطية والإصلاحية من جهة أخرى.
وتوقعت استطلاعات الرأي التي أجرتها وكالة أنباء البحرين "بنا"، أن تشهد هذه الانتخابات منافسة شديدة بين المترشحين، وأظهرت النتائج التي رصدتها إلى تقدم المستقلين مقارنة بالدورات الانتخابية السابقة التي كان فيها لمرشحي الجمعيات السبق، خاصة بعد أن شهدت صناديق الاقتراع في أكثر من 29 بعثة دبلوماسية وقنصلية بحرينية في الخارج إقبالا كبيرا من جانب المواطنين المقيمين بالخارج الذين بلغ عددهم 1667 ناخبا بزيادة واضحة مقارنة بـ 1195 ناخب عام 2010، وتوافدوا في مشهد وطني رائع على مقار بعثات المملكة الدبلوماسية والقنصلية للإدلاء بأصواتهم والمساهمة في صياغة مستقبل أكثر إشراقا وازدهارا لبلادهم.
ويمكن للناخبين المسجلين الإدلاء بأصواتهم في مراكز الاقتراع الفرعية المنتشرة في أرجاء البلاد، إضافة إلى مراكز الاقتراع العامة التي تمت زيادتها من 10 مراكز لتصبح 12 مركزا عاما موزعه في جميع الدوائر بهدف التسهيل على الناخبين يوم الاقتراع، هذا إلى جانب أكثر من 40 مركز اقتراع فرعي موزعة على الدوائر الانتخابية كافة، وستفتح هذه المراكز أبوابها أمام الناخبين اليوم 22 من نوفمبر من الساعة 8 صباحا وحتى 8 مساء بعد أن كانت تغلق أبواب التصويت للانتخابات البلدية في الساعة السادسة مساء خلال الدورات السابقة.
وكانت اللجنة التنفيذية للانتخابات قد أنهت الأعمال التحضيرية اللازمة لتأكيد جاهزية مراكز الاقتراع للانتخابات واستقبال الناخبين ومراقبي العملية الانتخابية، وذلك تحت إشراف ما لا يقل عن 56 قاض، ونحو 300 مراقب ينتمون لثماني جمعيات من مؤسسات المجتمع المدني البحرينية، كما التقى المستشار عبدالله بن حسن البوعينين المدير التنفيذي للانتخابات النيابية 2014، عدداً من سفراء الدول الشقيقة والصديقة المعتمدين لدى المملكة، وذلك لشرح آلية سير العملية الانتخابية يوم الاقتراع والفرز وضمانات الشفافية والنزاهة المتمثلة في الإشراف القضائي على العملية الانتخابية ورقابه مؤسسات المجتمع المدني على الانتخابات وبهدف تحقيق أعلى مستويات الشفافية والنزاهة المطلوبة داخل وخارج أروقة مراكز التصويت.
ومن جانبها، اتخذت الأجهزة المعنية الإجراءات اللازمة
لإخراج عرس الانتخابات النيابية والبلدية في أبهى صورة ممكنة وبحيث تعبر عن الوجه الحضاري المشرق والجديد للمملكة، حيث قامت شئون الجنسية والجوازات والإقامة بفتح مكاتبها الرئيسية في المنامة يومي الجمعة والسبت 21 و22 نوفمبر، وذلك لإصدار بطاقة الانتخابات للمواطنين أصحاب الجوازات المفقودة أو التالفة أو المحفوظة لأي جهة رسمية كانت مع إحضار ما يثبت ذلك، خاصة أنه من الضروري اصطحاب جوازات السفر الخاصة بالناخبين أثناء عملية التصويت حتى وإن كانت منتهية الصلاحية، حيث يحق لهم التصويت طالما أن بطاقاتهم الذكية سارية المفعول.
كما بدا اكتمال الاستعدادات الأمنية للعرس الانتخابي، وتم إعداد خطط الطوارئ والخطط البديلة وتدريب القوة على مختلف السيناريوهات والفرضيات الأمنية في متابعة للموقف الأمني وفي رصد أي مجموعات أو أفراد تحاول عرقلة العملية الانتخابية أو تهديد أمن وسلامة أي مواطن، حيث تم إجراء تمرين عملي تضمن عملية تفويج مواكب حماية صناديق الاقتراع أثناء نقلها من وإلى المراكز وتأمين كافة المقار الانتخابية والوقوف على الإجراءات الأمنية المتخذة ومعدلات الاستعداد والجاهزية لتأمين الانتخابات، وكذلك المحافظة على سلامة أطراف العملية الانتخابية من مرشحين وناخبين.
ودعا المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية إلى المشاركة الإيجابية في الانتخابات الوطنية المقبلة واختيار المرشحين الأكفاء انطلاقًا من الواجب الديني والوطني مع مراعاة أهمية الثوابت الدينية والمصالح الوطنية وحقوق الناس.