المشاركة المكثفة في الانتخابات تؤكد حسم الشعب قراره بمواصلة المسيرة الإصلاحية لجلالة الملك المفدى
مثلت المشاركة المكثفة في الانتخابات النيابية والبلدية منذ بدء عملية الاقتراع صباح اليوم رسالة حب وولاء من شعب البحرين إلى قيادته الرشيدة، فقد خرج الشعب بكل أطيافه شبابًا وشيوخًا رجالاً ونساءًا للمشاركة في هذا العرس الديمقراطي لينضم يوم السبت 22 نوفمبر 2014 إلى أيام البحرين الخالدة في تاريخها، والتي سطرت تاريخ نهضتها على مر الأزمنة بجهود قيادات هيأها الله لهذا الوطن فكانت سببًا في رخائه وأمنه واستقراره.


نجح العرس الديمقراطي ووراء نجاحه قصة تروى لقائد أبى إلا أن يواصل الإصلاح بعزيمة لا تلين وأعلنها مدوية بأنه لا عودة إلى الوراء..وشعب آمن بفكر قائده ووثق في مشروعه الإصلاحي فسطر في التاريخ بأحرف من نور ملحمة من الحب والتضحية والبذل والعطاء.

إن المشهد الانتخابي في المملكة اليوم مشهد عظيم، يحق لكل بحريني أن يفتخر به وبأنه ابن لهذا الوطن، البلد الصغير بمساحته الكبير بقيادته وإرادة شعبه..فلم ترهبه التهديدات رغم كثرتها وعنفها وتوجه إلى صناديق الاقتراع وهو يضع نصب عينيه مستقبل الوطن، فكان النجاح الذي سيظل مفخرة للوطن وخزيًا لأعدائه على مر التاريخ.

بدأ المشهد منذ الصباح الباكر، حيث تهيأ المواطنون للمشاركة بكثافة في الانتخابات وقبلها كانت جميع اللجان الانتخابية مستعدة لاستقبال الناخبين وقد كان جليًا حسن التنظيم من جانب اللجنة والذي تستحق عليه كل شكر وتقدير، وقبل كل ذلك كان رجال الأمن مستعدين منذ الصباح الباكر لتأمين سير العملية الانتخابية والتصدي لأي محاولة لعرقلتها وفق خطط معدة سلفًا وتم التدريب عليها.

وعندما حانت الثامنة كان المشهد أمام اللجان عظيمًا حيث حرص المواطنون على التواجد منذ الساعات الباكرة من الصباح تعلوهم الابتسامة والأمل للمشاركة في هذا العرس الديمقراطي الذي يشاركون فيه أولاً من اجل رفعة البحرين واستمرار مسيرتها الإصلاحية وهو الهدف الأساسي الذي سعى إليه الناخبون اليوم، وثانيًا لاختيار مرشحهم الذي سيمثلهم في البرلمان القادم وفي المجالس البلدية، ولوحظ أن عددا كبيرا من المسنين والمقعدين، فضلا عن السيدات والشباب ومختلف فئات المواطنين، لم يتقاعسوا عن المشاركة في هذه اللحظة التاريخية التي تعيشها البحرين، وأقبلوا بكثافة على صناديق الاقتراع منذ صباح اليوم.

واستمر توافد المواطنين إلى المراكز الانتخابية في كل المحافظات وإلى المراكز العامة وعددها 13 والتي وضعتها المملكة لتخفيف الضغط على المراكز الفرعية كما أنها تسهل عملية التصويت على الكثير من الناخبين من أقرب مكان يتواجدون فيه.وتمر اللحظات التاريخية رويدًا رويدًا ومع كل لحظة تمر ترتفع نسبة المشاركة في الانتخابات بتسجيل حضور ناخبين جدد يستمر توافدهم باضطراد.

إن الملاحظة الجديرة بالتسجيل هنا هو مدى حب الشعب لوطنه ولقائده جلالة الملك المفدى، فالمواطنين الذين توجهوا إلى صناديق الاقتراع كانوا يحملون هدفًا واحدًا أساسيًا تهون بعده كل الأهداف الأخرى، وهو إنجاح الانتخابات من أجل الوطن، فلم يهتم الناخب بشيء أكثر من أن يقدم صوته هدية لمملكته في مشهد جليل وملحمة وطنية صدحت فيها الحناجر باسم المليك المفدى حفظه الله ورعاه.

إن هذا النجاح الكبير للعملية الانتخابية يحمل مؤشرات عديدة لعل أبرزها وأكثرها أهمية أن الشعب حسم قراره بمواصلة المسيرة الإصلاحية لمليكه، وهو على يقين أنها السبيل الوحيد إلى الرخاء والتقدم والنماء.
المؤشر الثاني الإدارة الحكيمة من جانب الدولة للعملية الانتخابية فقد استعدت المملكة للانتخابات استعدادًا جيدًا من حيث التنظيم والتأمين، فكان حسن الإعداد والتنظيم داخل وخارج أروقة مراكز الاقتراع محل إشادة من الناخبين، كما كانت الشفافية في العملية الانتخابية شهادة أخرى بحق البحرين.

المؤشر الثالث يتمثل في ارتفاع وعي المواطن البحريني السياسي وإدراكه أولاً لأهمية المرحلة التي تمر بها المملكة، في ظل ظروف إقليمية ودولية صعبة تتطلب أكثر ما تتطلب الوحدة الوطنية خلف القيادة الحكيمة، وتغليب مصلحة الوطن على أية اعتبارات أخرى، وثانيًا إدراكه لأهمية صوته في الانتخابات وأنه يجب أن يعطيه للأكفأ القادر على تمثيله في المجلس النيابي وتحقيق آماله وطموحاته.

المؤشر الرابع هو فشل دعوات المقاطعة للانتخابات رغم الترهيب المادي والمعنوي، فقد تم إحراق منازل وخيام المرشحين وتم تهديد المواطنين لثنيهم عن الذهاب إلى مراكز الاقتراع، كما تم إصدار فتاوى لإسباغ طابع ديني للمقاطعة، ورغم ذلك شارك المواطنون في الانتخابات، وكان للدور الذي قامت به الدولة وقيادتها الرشيدة إلى جانب دور العقلاء والحكماء الفضل في ذلك.

المؤشر الخامس الذي يمكن استقراؤه هو الإقبال الملحوظ من قبل العنصر النسائي حيث توافدت المرأة البحرينية على مقار اللجان الانتخابية منذ الصباح مما يعكس الوعي الذي تتحلى به المرأة البحرينية من جهة وحرصها على ممارسة حقوقها التي كفلها لها الدستور والمشاركة الفاعلة في الحياة السياسية والعامة، وهذه المشاركة الفاعلة للمرأة تقف وراءها مؤسسات الدولة وعلى رأسها المجلس الأعلى للمرأة برئاسة الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة جلالة الملك حفظها الله ورعاها.

ويبقى إزجاء التحية والتقدير لكل من أسهم بإخلاص ومسؤولية في إنجاح هذا العرس الوطني العظيم، وفي مقدمتهم جلالة الملك المفدى وحكومته الموقرة، ووزارة العدل واللجنة العليا للانتخابات ولجانها الإشرافية وقضاتها الذين تواجدوا في مختلف المراكز الانتخابية في كافة أنحاء المملكة، ووزارة الداخلية وأفرادها الذين هيئوا كل المناخات الايجابية الآمنة لسير عملية الانتخابات بالصورة الحضارية التي سارت بها.

إن النجاح المتميز الذي تحقق في الانتخابات بكل ما حمله معه من دلالات ومعاني هو وسام على جبين الوطن وصفحة مجيدة في تاريخ المملكة ستعقبها بمشيئة الله صفحات تسطر فيها بحروف من نور المسيرة المباركة لحضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المفدى الذي فتح الباب لهذا التطور الديمقراطي الكبير وقاد بنفسه سفينة الإصلاح بحكمة الربان الماهر، وبرغم الأنواء ستسير سفينة الوطن إلى بر الأمان.