أحمد عطا

وصلنا إلى منتصف شهر يوليو ومايزال مصير نجم وسط مانشستر يونايتد بول بوجبا مفعماً بالغموض حول مصيره الموسم المقبل الذي يتبقى شهر على انطلاقه.

فبعد أن بدا وأن لاعب الوسط الفرنسي قريبًا من الانتقال لريال مدريد، خفتت التقارير بعض الشيء ليبدأ البعض في الاقتناع أن الأمر لن يكون سهلاً ويحتاج للكثير من العمل والرغبة من كل الأطراف لإتمامها، لكن هل يمتلك مانشستر يونايتد تلك الرغبة حقاً؟



اليونايتد كان قد ضم بوجبا قبل 3 سنوات من صفوف يوفنتوس مقابل 120 مليون يورو جعلت ابن مدرسة أولد ترافورد اللاعب الأغلى في العالم لكن الصفقة لم تكن في أي لحظة تقريباً من تلك السنوات الثلاثة من تحقيق تلك الطموحات المرجوة بما يتناسب مع ما دفعه الشياطين أو حتى مع الراتب الذي يتلقاه بول.

وجاء رحيل جوزيه مورينيو ليعطي بعض الأمل في إمكانية عودة بوجبا إلى مستواه خاصة بعد المستوى الكبير الذي أظهره لحوالي 8 أسابيع مع أولي جونار سولشاير الذي أعطاه الحرية في التقدم والمساهمة في الأهداف بالصناعة والتهديف، لكن سرعان ما عاد بوجبا إلى ما كان عليه وانطفأت الشرارة من جديد ليبدو الفرنسي يائسًا أكثر من أي وقتٍ مضى في إمكانية عودته لمستواه رفقة النادي الإنجليزي وراغبًا في تغيير الأجواء لعل وعسى يعود إلى سابق عهده.

والحقيقة أن كلمة "راغباً" هذه لا يمكن حصرها فقط في بوجبا بل إن لوكيله مينو رايولا نسبة لا بأس من هذه الرغبة حيث عرف دائماً برغبته المستمرة في نقل لاعبيه من نادٍ إلى آخر أملاً في حصد أكبر قدر من العمولات خاصة وأنه لا يتعامل سوى مع عدد محدود من اللاعبين.

ربما يكون رايولا نفسه أحد أهم أسباب فتور اهتمام ريال مدريد بعض الشيء فالوكيل الإيطالي الهولندي لا يجعل الأمور سهلة وسلسلة ويسعى لتحقيق أكبر مكاسب ممكنة وليس ببعيد الموقف المعلق حتى الآن لموكله مدافع أياكس دي ليخت الذي طال انتظار مصيره رغم اقترابه من يوفنتوس.

وإن كان مانشستر يونايتد نجح في الإبقاء على دافيد دي خيا بعد واقعة فاكس ريال مدريد الشهيرة التي أفسدت انتقال الحارس الإسباني إلى صفوف الريال، فإن الأمر قد لا يبدو بنفس الشكل مع بوجبا.

فرغم كل ما حدث مع دي خيا إلا أن الأخير التزم بعد فترة ونجح في استعادة توازنه ليقدم مواسم مذهلة مع اليونايتد لم ينجح حتى تراجع الفريق المرعب في أن يهيل التراب عليها وبقى الحارس الأفضل في البريميرليغ بشهادة كثيرين.

بينما ليس مؤكداً ما إذا كان تفكير اليونايتد بنفس الشكل مع بوجبا قد يؤتي أثره أم لا، فاللاعب الفرنسي أصلاً لم يكن يقدم الأداء المرجو منه، كما أن وكيل مثل رايولا قد لا يسمح باستعادة الهدوء من جديد وسيستمر في الضغط لنقل موكله في أقرب فرصة.

لذلك لا يمكن اعتبار أن تراجع أخبار الدولي الفرنسي بمثابة إنهاء لإمكانية انتقاله بل إنها فقط قد تكون هدوءاً يسبق العاصفة ما بين مانشستر ومدريد.