أكدت سعادة الاستاذة سميرة ابراهيم بن رجب وزيرة الدولة لشئون الاعلام المتحدث الرسمي باسم الحكومة أن وكالات الأنباء الوطنية الرسمية تعتبر الضامن الأساسي لصوت الدولة والدفاع عن مصالحها، أمام المئات من وسائل الإعلام الإقليمية والدولية التي انخرطت منذ فترة ضمن أهداف سياسية ومشاريع إقليمية مشبوهة، بعيدة كل البعد عن العمل الصحفي أو الإعلامي، والعمل على بث الفوضى في المنطقة، وما يتبعه من عدم الأمن والاستقرار.
جاء ذلك خلال كلمة القتها سعادة الاستاذة سميرة ابراهيم بن رجب وزيرة الدولة لشئون الاعلام المتحدث الرسمي باسم الحكومة، في الجلسة الحوارية التي عقدت في جامعة البحرين تحت عنوان" الاخلاقية والكفاءة في عمل وكالات الانباء" على هامش انعقاد أعمال "المؤتمر 42 للجمعية العمومية لاتحاد وكالات الانباء العربية" الذى تستضفه مملكة البحرين خلال الفترة من 23 و24 نوفمبر، بحضور عدد من السفراء المعتمدين لدى مملكة البحرين وسعادة الدكتور إبراهيم محمد جناحي، رئيس جامعة البحرين وسعادة عبد الله بن فهد الحسين، رئيس المجلس الدولي لوكالات الأنباء العالمية، ورئيس اتحاد وكالات الأنباء العربية ومديري وكالات الأنباء العربية.

وتقدمت سعادة الاستاذة سميرة ابراهيم بن رجب بجزيل الشكر وخالص التقدير لوكالة أنباء البحرين، الوكالة المستضيفة لهذا المؤتمر، وإلى جامعة البحرين على تعاونها الدائم.

كما عبرت عن شكرها الخاص إلى الأستاذ عبد الله بن فهد الحسين، رئيس المجلس الدولي لوكالات الأنباء العالمية، ورئيس اتحاد وكالات الأنباء العربية على دوره الدؤوب في التنسيق ودعم التعاون وتطوير العمل المشترك بين مختلف وكالات الأنباء العربية.

وقالت سعادة الوزيرة في كلمتها إن المتتبع لخريطة صناعة ونشر وتوزيع الأخبار، يلاحظ بكل سهولة أن وكالات الأنباء ما زالت تحافظ على مكانتها كمصدر إخباري أساسي ضمن المشهد الإعلامي المحلي والإقليمي والدولي الا اننا نلاحظ أيضا أن وكالات الأنباء بدأت تشهد نوعا من التراجع، في ظل التنافس الشديد لوسائل الإعلام بمختلف أشكالها الورقية والمرئية والمسموعة والالكترونية وفي ظل التحولات الهامة التي يشهدها قطاع الإعلام والاتصال على المستويين التقني والتكنولوجي.

واشارت سعادتها الى أن ظهور مصادر إخبارية الكترونية جديدة، تتميز بسرعة النشر والتحديث وخفّة المعلومة، ربّما تتحول إلى أدوات إخبارية أكثر تأثيرا على الرأي العام العربي عبر شبكة الإنترنت والهاتف النقال، وبالتالي قد تطرح أكثر من سؤال حول مستقبل وكالات الأنباء.

وأكدت انه بالرغم من التحولات الكبيرة التي يشهدها قطاع الإعلام والاتصال منذ سنوات من ناحية تطور التقنيات وأشكال المضامين وأساليب النشر الا أننا نعتقد بقوة أن وكالات الأنباء الوطنية الرسمية لا زالت تعتبر الضامن الأساسي لصوت الدولة والدفاع عن مصالحها، أمام المئات من وسائل الإعلام الإقليمية والدولية التي انخرطت منذ فترة ضمن أهداف سياسية ومشاريع إقليمية مشبوهة، بعيدة كل البعد عن العمل الصحفي أو الإعلامي، بل ما نراه على أرض الواقع هو تأثير على الرأي العام العربي بطريقة خاطئة، ربّما يؤدي إلى تداعيات خطيرة، أولها بث الفوضى التي بدأت في المنطقة، وما تبعها من عدم الأمن والاستقرار.

وأوضحت سعادتها ان المعلومات والأخبار هي العنصر الأساسي من عناصر الأمن والاستقرار في المجتمع، ولا يمكن لأي بلد مهما كان حجمه العسكري أو السياسي أو الاقتصادي أو الثقافي، أن يغفل عن الدور المحوري الذي تلعبه وسائل الإعلام داخل المجتمع، وخاصة منها وكالات الأنباء، مشيرة الى أن معظم الباحثين في العلوم السياسية والعلوم العسكرية وعلوم الإعلام والاتصال يتفقون في أن المعلومة هي الرصاصة الأولى التي يمكن أن تؤدي إلى حرب شاملة، أو المسكن الأول الذي يمكن أن يساهم في توقيع معاهدة سلام دائمة.

وتابعت قائلة أن وسائل الإعلام والاتصال تعتبر أيضا، "القوات الخاصة النفسية والدعائية" التي تناور وتعزّز صفوف الجيوش، كما أنه في أغلب الأحيان لا حاجة لجيوش على الأرض، في ظل وجود أسلحة إعلامية واتصالية يمكن أن تحسم الحروب قبل بدايتها أصلا.

واضافت "يجب أن نعي اليوم أن وكالات الأنباء الوطنية ليست مجرد مؤسسات إعلامية عادية تمد المجتمع بالأخبار فقط، بل هي مؤسسات رسمية يجب أن تنخرط في مفهوم "الأمن الإعلامي للدول" الذي يقوم على مبدأ مقاومة تدفق المعلومات الخاطئة وبث الصورة الصحيحة لبلداننا، كما يجب على الحكومات، من جهة ثانية، أن توفر لوكالات الأنباء الوطنية الإمكانيات المادية والبشرية اللازمة لتحقيق هذه الأهداف، ويجب الخروج من الفكر الضيق الذي يعتبر وكالات الأنباء الوطنية مجرد إدارة حكومية، بل يجب ترسيخ فكرة أن وكالة الأنباء هي مؤسسة استراتيجية هامة في الدولة لا تقل أهمية عن أية مؤسسة عسكرية أو أمنية أو اقتصادية تساهم في الدفاع عن مصالح المجتمع وتساهم في أمنه واستقراره".

وشددت سعادتها على "أننا اليوم أمام مسئولية كبيرة، وأن بلداننا تحتاج إلينا اليوم أكثر من أي وقت مضى، أمام التحديات الإقليمية والدولية التي أصبحت أكثر تعقيدا. كما بات جليا أن المعارك الجديدة على المستويين الإقليمي والدولي هي بالأساس إعلامية"، مشيرة الى أنه من هذا المنطلق يأتي دور وكالات الأنباء الوطنية، التي لا يجب أن يقتصر دورها على تزويد المجتمع بالأخبار، بل العمل ضمن فلسفة جديدة تأخذ بعين الاعتبار التحديات الجديدة للدول، وتعي خطورة الرهانات الإقليمية والدولية، وتعمل على تصحيح المسار من خلال نشر الأخبار الصحيحة وبالسرعة والمهنية المطلوبة، وإنارة الرأي العام ومقاومة التضليل الإعلامي وفضح الخطط الإعلامية المشبوهة.

واشارت سعادة الوزيرة الى أن مملكة البحرين قد تعرّضت خلال الأربع سنوات الأخيرة إلى هجوم إعلامي إقليمي ودولي غير مسبوق، كان الهدف منه زعزعة الاستقرار والتشكيك فيما وصلت إليه المملكة من تقدّم وإصلاحات على جميع المستويات. إلا أننا تمكننا، بالرغم من إمكانياتنا الإعلامية البسيطة، من مجابهة هذا الأمر ونجحنا في مقاومة التضليل الإعلامي المشبوه. ونعمل حاليا ضمن الخطة الاستراتيجية الخمسية لوزارة الدولة لشئون الإعلام على تطوير أجهزتنا الإعلامية الرسمية وجعلها من أهم أدوات الدفاع عن مصالح بلدنا وخدمة مجتمعنا.

ونوهت سعادة الوزيرة الى انه في هذا الإطار لم يكن تطوير وكالة أنباء البحرين، التي دشنت مقرها الجديد في شهر أبريل الماضي، من محض الصدفة، إذ نؤمن أن وكالة الأنباء الرسمية هي إحدى أعمدة التطوير والتنمية في المجتمع وإحدى وسائل الدفاع الأمامية عن مصالح الوطن. وأحيي بهذه المناسبة مدير عام وكالة أنباء البحرين مهند سليمان ، على جهوده المبذولة في هذا الشأن.

وفى ختام كلمتها عبرت سعادة الوزيرة عن شكرها وتقديرها للقائمين على تنظيم هذا المؤتمر، متمنية لهم النجاح والتوفيق والإقامة الطيبة في مملكة البحرين.