شدد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى على ضرورة أن تتحمل الأمم المتحدة اليوم أكثر من أي وقت مضى، وخاصة مجلس الأمن، المسؤوليات التاريخية المناطة بها، لحمل إسرائيل على إيقاف سياساتها الرعناء وانتهاكاتها الصارخة للقانون الدولي، معرباً عن إدانة مملكة البحرين الشديدة لجميع الممارسات الإسرائيلية العدوانية، وأنها السبب الرئيس في تعثر الجهود الدولية الرامية إلى استئناف مفاوضات السلام.
وأهاب عاهل البلاد المفدى، في رسالة بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني وجهها إلى رئيس اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه فودي سيك أمس، باللجنة مواصلة تكثيف جهودها الدؤوبة والمقدرة لدعم الشعب الفلسطيني وتحقيق طموحاته وتطلعاته في بلوغ حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف.
وقال جلالته إن مملكة البحرين يساورها القلق الشديد إزاء المعاناة الإنسانية التي مازال يعيش في ظلها الشعب الفلسطيني، من جراء الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة وتداعياتها.
وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية منذ العام 1967، قد أدى إلى ازدياد حدة المعاناة لدى الشعب الفلسطيني، مضيفاً معاناة جديدة لمواصلة إسرائيل سياستها التوسعية في بناء المستوطنات في عمق المدن والقرى الفلسطينية في الضفة الغربية، بما فيها مدينة القدس الشرقية، الأمر الذي يهدد مقومات وأسس الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة.
وأضاف «تجدد مملكة البحرين في هذا اليوم التضامني، تأكيدها على أن الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية لا يأتي إلا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة الحقوق على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لمبادرة السلام العربية، وحل الدولتين، وعلى أساس الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة».
وأشاد العاهل المفدى بقرار مملكة السويد التي اعترفت بدولة فلسطين، وبحقها الأصيل في العيش جنباً إلى جنب مع دولة إسرائيل، داعياً الدول الصديقة التي لم تعترف بعد بالدولة الفلسطينية لاتخاذ الخطوات ذاتها بما يحقق تطلعات وطموحات الشعب الفلسطيني الشقيق، ويعزز الأمن والاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط.
وقال جلالة الملك المفدى إن الاحتفال السنوي باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الشقيق يأتي وهو يحمل في مضمونه المسؤولية الدولية الخاصة للمجتمع الدولي تجاه قضية فلسطين، والتزامه بنيل الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في مسيرة كفاحه العادل من أجل تقرير المصير، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الجاثم على أرضه، بغية إقامة دولته المستقلة، أسوة ببقية شعوب العالم قاطبة.
وفيما يلي نص الرسالة:
سعادة السيد فودي سيك المحترم
رئيس اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف – نيويورك
يسرنا الإعراب لكم ولأعضاء اللجنة الموقرين عن شكرنا وتقديرنا للجهود الحثيثة التي تبذلونها لمؤازرة الشعب الفلسطيني، وإبراز قضيته العادلة.
يأتي الاحتفال السنوي باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الشقيق وهو يحمل في مضمونه المسؤولية الدولية الخاصة للمجتمع الدولي تجاه قضية فلسطين، والتزامه بنيل الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في مسيرة كفاحه العادل من أجل تقرير المصير، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الجاثم على أرضه، بغية إقامة دولته المستقلة، أسوة ببقية شعوب العالم قاطبة.
إن مملكة البحرين، التي ساندت على الدوام قضية الشعب الفلسطيني، يساورها القلق الشديد إزاء المعاناة الإنسانية التي مازال يعيش في ظلها الشعب الفلسطيني، من جراء الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة وتداعياتها، والتي بلغت أوجها في العدوان الغاشم الذي شنته سلطات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة يوم الثامن من يوليه 2014، وترتبت عليه آثار مدمرة طالت البنية التحتية لقطاع غزة برمته، وراح ضحيته الآلاف من المدنيين من نساء وشيوخ وأطفال، واستبيحت فيه أماكن العبادة والمدارس، بما فيها مدارس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأنروا).
ومن تتبع الأحداث يتضح أن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية منذ العام 1967، قد أدى إلى ازدياد حدة المعاناة لدى الشعب الفلسطيني، مضيفاً معاناة جديدة لمواصلة إسرائيل سياستها التوسعية في بناء المستوطنات في عمق المدن والقرى الفلسطينية في الضفة الغربية، بما فيها مدينة القدس الشرقية، الأمر الذي يهدد مقومات وأسس الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة.
وتجدد مملكة البحرين في هذا اليوم التضامني، تأكيدها على أن الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية لا يأتي إلا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة الحقوق على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك وفقاً لمبادرة السلام العربية، وحل الدولتين، وعلى أساس الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. وفي هذا الصدد فإن مملكة البحرين تشيد بقرار مملكة السويد التي اعترفت بدولة فلسطين، وبحقها الأصيل في العيش جنباً إلى جنب مع دولة إسرائيل، وتدعو الدول الصديقة التي لم تعترف بعد بالدولة الفلسطينية لاتخاذ الخطوات ذاتها بما يحقق تطلعات وطموحات الشعب الفلسطيني الشقيق، ويعزز الأمن والاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط.
وتعرب المملكة عن إدانتها الشديدة لجميع الممارسات الإسرائيلية العدوانية، وتعتبرها السبب الرئيس في تعثر الجهود الدولية الرامية إلى استئناف مفاوضات السلام، وتشدد على ضرورة أن تتحمل الأمم المتحدة اليوم أكثر من أي وقت مضى، وخاصة مجلس الأمن، المسؤوليات التاريخية المناطة بها، لحمل إسرائيل على إيقاف سياساتها الرعناء وانتهاكاتها الصارخة للقانون الدولي.
وعلى أساس تلك المعطيات والقرارات، نهيب بلجنتكم الموقرة، مواصلة تكثيف جهودها الدؤوبة والمقدرة لدعم الشعب الفلسطيني وتحقيق طموحاته وتطلعاته في بلوغ حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.