* في كل مرة تمر على وطني الحبيب بعض الفتن والافتراءات والتضليل الإعلامي، فإنه يزداد حبنا له ولقيادته ولأفراده، ويزداد حماسنا للعمل من أجل رفعته وازدهاره والمحافظة على مكتسباته والذود عن حماه، والوقوف صفاً واحداً أمام كل المخططات الآثمة التي تسعى للنيل منه وتقويض أمنه واستقراره.. في كل مرة تزداد محبتنا لهذه الأرض الطيبة التي نشأنا فيها وترعرعنا على ترابها، وتحكي فرجانها وشوارعها حنين حبنا المتدفق في شرايينا، وحنين الذكريات الجميلة التي ما زالت عالقة في أذهاننا.. حب الوطن لا يساومنا عليه أي أحد.. مهما حاول البعض أن يشق الصف ويزعزع وحدة الكلمة، ويشكك في قيادته.. الوطن سيظل ذلك الحضن الدافىء الذي يحتضن ذكرياتنا ويحتضن أبناءنا الذين يجب أن نعلمهم كيف يحافظون عليه ويعيشون تحت ظلاله ويعملون من أجل رفع راياته خفاقة في سماء العطاء والخير.. وستظل قيادته تحت راية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، هي من تظلنا لاستمرار الخير والعطاء مهما كانت الظروف.. نعم مهما كانت الظروف سنظل قلباً معطاء بالمحبة والعطاء لنترك أجمل الأثر في واحات القلوب وفي سماء الوطن.. حتى تتذكرنا الأجيال وتدعو لنا بالخير طمعاً في جنة عرضها السموات والأرض.. حفظ الله البحرين من كل الشرور، وأدام الخير والأمن والاستقرار في ربوعها الطيبة.

* يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه، وولده، وماله، حتى يلقى الله وما عليه خطيئة» رواه الترمذي. وقال صلى الله عليه وسلم: «ما يصيب المؤمن من شوكة فما فوقها إلا رفعه الله بها درجة، أو خط عنه بها خطيئة» رواه مسلم. إن المؤمن في مسير حياته معرض للعديد من العراقيل والعقبات والمحن والابتلاءات التي تمحص إيمانه وعلاقته بالله تعالى، وهو خير للمؤمن إن أحسن النظر في عواقبها، وإن تمعن في كل ابتلاء يقع فيه، بل لعلها وفي أحيان كثيرة تذكير وتنبيه بالله عز وجل ونعمه وآلائه العديدة التي لا تحصى.. فالابتلاءات تكشف لك حقيقة النفس الضعيفة، والتي لا مرد لها إلا الله سبحانه وتعالى.. لذا يجدر بنا أن نكون في موقف المتأمل لكل عقبة تعترض حياتنا وعند وقوع كل ابتلاء.. فنراجع عندها نفوسنا المقصرة ونقف وقفة المتفحص لأحوال حياته.. يقول الفضيل بن عياض: «الناس ما داموا في عافية مستورون، فإذا نزل بهم صاروا إلى حقائقهم، فصار المؤمن إلى إيمانه، وصار المنافق إلى نفاقه».

* قال تعالى في محكم التنزيل: «رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السموات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين». خلق رفيع بدأ به سيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام في دعائه، بأن أثنى على الله عز وجل وحمده ومجده وذكر فضله عليه وما وصل إليه. لذا فإنه حري بالمؤمن أن يبدأ في دعائه بتمجيد الله عز وجل والثناء عليه والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.. فإنما حياتنا كلها نعم وفضائل ينبغي أن نحمد الله تعالى عليها في كل حين، ونرجع الفضل في كل أمورنا الحياتية إلى الله سبحانه وتعالى. اللهم لك الحمد حمداً كثيراً طيباً فيه كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك. ولينتبه المرء لذكر جميل يجمل به لسانه صبحاً ومساء: «من قال حيث يصبح وحين يمسي: اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر فقد أدى شكر يومه أو «ليلته»».

* عندما تحافظ على مسار محدد تسير عليه طيلة حياتك ولا تبتعد عنه قيد أنملة، فإنك بذلك قد تركت أجمل الأثر في حياة كل من قابلته، لأنك عملت ـ بدون أن تدري ـ أعمالاً جليلة وحافظت على صفات محددة عرفها عنك الجميع، فإنهم وإن ابتعدوا عنك لفترات طويلة، تراهم يعودون إليك من جديد في مناسبات خاصة يحبون وجودك فيها، لأنهم اعتادوا أن يجمعهم بك الأثر الجميل في مثل هذه اللحظات السعيدة ومواطن الأجور الخالدة. لذا عليك بالحذر من التراجع عن كل أثر جميل تركته وحانت فرصة جديدة في حياتك أن يتجدد معانيه أمام ناظريك، لأن هناك من ينتظر أن تكون من السباقين في تواجدك تفتح ذراعيك لهم ليظفروا بالأجور. هذا ما لمسته في إحياء سنة صلاة الخسوف في مسجدنا العامر.

* أجمل ما في أيام الحياة أن تزدان حياتك بالمحبين الذين يعطونك الأمل في حياة قصيرة، ويكونون بقربك في كل أفراح الحياة وملماتها. هم صفحات السعادة في فصول حياتك التي تشتاق أن تقرأها في كل حين.. ويحق لك أن تطلق عليهم لقب «الأصيل» الذي مهما مضت الأيام واختلفت الظروف سيظل القريب المحب لك، السائل عنك في كل حين.. المبتسم لك في مسير الحياة..

* لا بد أن تستيقن أن المولى عز وجل قد منع عنك قراراً حياتياً كنت ستقبل عليه في محيط حياتك، لحكمة لا يعلمها إلا هو، ولأمر قد تدرك عواقبه ولو بعد حين.. بالفعل تعيش بعض اللحظات وأنت تعترض على بعض قرارات البشر وبعض الظروف المحيطة التي قرر أصحابها أن لا تسير عواقبها في صالحك!! ولكنك بعد فترة من الزمان، تدرك أن المولى عز وجل قد صرف عنك شراً وسخر لك ما هو أجمل لحياتك وسعادتك.. نعم الأيام تحمل معها أجمل اللحظات.. فيا رب أسعدنا وسخر لنا ما يعيننا على طاعتك ورضاك، واصرف عنا كل شر وسوء وبلاء وسقم، وألبسنا لباس الصحة والعافية وأطل أعمارنا في طاعتك.

* ومضة أمل:

لعله خير في كل مواقف حياتنا.. وفي كل ظرف جديد نمر به..