لسنوات طويلة عكفت على الدعوة إلى الانخراط على نحو أكبر في مجال البحث العلمي في كافة المجالات، لما يعود به من نفع في نهضة المجتمعات وتقدمها عبر عمليات التطوير والتصويب المتواصلة التي من الممكن القيام بها عبر ما تقدمه توصيات الأبحاث وما تشخصه من خلل ومشكلات في الأوضاع الراهنة وبالتالي ما تبتكره من حلول وأفكار للمعالجة والتطوير. ومن بين تلك الدعوات، التركيز في البحث العلمي في مجال الذكاء الاصطناعي، غير أن تلك الجهود المتواصلة في الذكاء الاصطناعي، قد أفضت إلى تمكن هذا الذكاء من إجراء البحوث اللازمة لتقدم البشرية عوضاً عن أبنائها.

في دراسة نشرتها مجلة نيتشر البريطانية مطلع الشهر الجاري، تناولت استخدام باحثين من مختبر لورنس بيركيلي لخوارزمية ساعدت في تحويل الحرارة إلى طاقة باستخدام تطبيقات التدفئة والتبريد، مشيرةً إلى عدم تدريب الخوارزمية على هذا المجال أو تزويدها بأي معرفة فيه، غير أن ذلك كان ناتجاً عن استخلاص الخوارزمية لنتائج جديدة عقب قراءتها لعدد ضخم من أوراق العمل البحثية في مجال الطاقة الكهروحرارية.

الخوارزمية التي أطلق عليها اسم "وورد 2 في إي سي"، قد تلقت التدريب اللازم لقراءة بيانات الأوراق العلمية و"ربط البيانات ببعضها، على غرار أي عالم في هذا المجال"، قد جرت التجربة من خلال تغذية هذه الخوارزمية بـ3.3 مليون ورقة بحثية، لترك مهمة التنبؤ بالكلمات اللاحقة لها بما يفضي إلى استخلاص نتائج جديدة من خلاصة ملايين الأبحاث، وتقديم خلاصات أفضل لتنفيذها في المستقبل على نحو جديد، ما يجعل من هذا الذكاء الاصطناعي بوابة جديدة لعالم المعرفة واكتشاف الكثير من المعارف الجديدة وسبر أغوار الغامض منها.

ورغم النتائج المذهلة التي قدمتها تلك الخوارزمية إلاَّ أنه كان من الصعب على العلماء والباحثين التعويل على هذا الذكاء الاصطناعي دون التحقق من صحة نتائجه، ما ألجأهم لحذف البيانات الحديثة التي توصل إليها العلماء، وترك الأبحاث القديمة التي بنى من خلالها العلماء نتائجهم تلك، والنتيجة المذهلة كانت أن الخوارزمية قد جاءت بنفس النتائج التي توصل إليها العلماء سلفاً.!!

* اختلاج النبض:

إن الثورة التي بات يحدثها الذكاء الاصطناعي في مجالات عدة، كفيلة بتغيير حياتنا البشرية على نحو متسارع وفي وقت قياسي جداً إذا ما استجبنا لها على نحو السرعة، ولا شك في أن ذلك سيحدث لما بات يقدمه الذكاء الاصطناعي من إبهار رصين يقوم على نتائج حقيقية مذهلة، وأداء دقيق ومتطور. أما البحث العلمي فهو أفق واسع، سيحقق قفزة نوعية في كل شيء على الإطلاق.