يمثل فيلم "الرواد " Pioneer واحدة من التجارب السينمائية النرويجية الهامة التي التفتت إليها صناعة السينما في هوليوود، حيث يتم التحضير حاليا لتحقيق النسخة الإنجليزية من الفيلم، حيث أسندت البطولة والإنتاج للنجم الأميركي جورج كلوني.
ويأخذنا الفيلم بنسخته الأصلية النرويجية إلى حكاية حقيقية لاتزال تثير الأسئلة والتساؤلات حول حكاية الغواصين الرواد الذين نذروا حياتهم من أجل تحقيق الاكتشافات لبلادهم، بالذات على صعيد التنقيب عن البترول.
وينقلنا فيلم "الرواد" إلى حكاية بيتر "اكسيل هينس" الذي يحترف الغطس في بحر الشمال خلال مرحلة السبعينيات من القرن الماضي، ويقوم مع شقيقه كنوت "أندريه اركنسون" بالعمل من أجل زرع أول أنبوب للنفط في بحر الشمال، في رحلة مشبعة بالمغامرات والتحديات والتعاون بين الغواصين النرويجيين والأميركيين، من أجل الوصول إلى أعمق المواقع.
وسط ذلك الإيقاع المتسارع، تأتي المأساة جراء التعرض لحادث غامض. وتبدأ محاولات بيتر للبحث عن ملابسات ذلك الانفجار الغامض الذي أودى بحياة مجموعة من الغواصين، إلا أن كل محاولاته تنتهي إلى ستار من الغموض تحيط به الجهات الرسمية.
فذلك الحادث لايزال مقرونا بالغموض، وأيضا بالكثير من علامات الاستفهام التي أقلها احتمال حدوث انفجار نووي أو ما شابه ذلك، أودى بحياة مجموعة مميزة من الغواصين الرواد الذين ضحوا بحياتهم من أجل خدمة بلادهم وشعبهم.
هذا الفيلم من إخراج النرويجي ايرك سكيولديبارغ، وتصوير مدير التصوير جالو فاير، وحينما عرض للمرة الأولى في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي أثار كثيرا من الجدل، ولفت إليه شركات الإنتاج الأميركية التي وجدت فيه مادة خصبة لإنتاج نسخة إنجليزية وبمواصفات هوليوودية تمزج القضية المطروحة بأجواء المغامرة والترقب والدهشة.
فيلم "الرواد" يمثل حالة من الاحتفاء بجيل أعطى من أجل الوطن، في سينما نرويجية تخلد الرواد وتقول الحقيقة.