يوسف ألبي

مرت الكرة العالمية في السنوات الماضية بفترة سيئة بسبب أخطاء الحكام المتكررة والتي أصبحت حديث الساعة لدى الصحافة والإعلام، حيث باتت هذه المشكلة تزعج جميع القائمين سواء في الفيفا أو الاتحادات القارية.

ففي الفترة الأخيرة هناك تراجع كبير في مستوى الحكام بل وما يزيد الطين بلة قلة الكفاءات التحكيمية الموجودة حالياً مقارنة بالسابق، حيث شاهدنا في الماضي كوكبة من ألمع الحكام في العالم، وفي مقدمتهم الإيطالي الشهير كولينا والمجري ساندرو بوهل والسويدي أندرس فريسك والإماراتي علي بوجسيم أكثر حكم عربي مشاركة في كأس العالم برصيد سبع مباريات، والمغربي الراحل سعيد بلقوله أول عربي وأفريقي يحظي بشرف إدارة مباراة نهائية في تاريخ المونديال وكان ذلك في عام 1998، والسوري جمال الشريف والأرجنتيني هوراسيو إليزوندو والكويتي سعد كميل والمصري جمال الغندور على الرغم من أخطائه في المونديال الآسيوي وبالتحديد مباراة إسبانيا الشهيرة وغيرهم من الحكام، ولكن بشكل عام لم نكن نشاهد أخطاءً تحكيمية في الماضي إلا بين فترة وأخرى.



ولعل أبرز الأخطاء في السابق ما حدث في المونديال الآسيوي عام 2002 ومحاباة الحكام للمستضيفة كوريا الجنوبية وبالتحديد مباراة إيطاليا والتي أدارها الأكوادوري بايرون مورينو، ومواجهة إسبانيا بقيادة الحكم المصري جمال الغندور، فقد رأى الجميع الهفوات الفاضحة خلال تلك المواجهتين الشهيرتين، وفي بطولة كأس العالم 2006 لا يمكن أن ننسى الحكم الإنجليزي جراهام بول، الذي أشهر البطاقة الصفراء لمدافع المنتخب الكرواتي جوسيب سيمونيتش ثلاث مرات قبل أن يطرده في المرة الأخيرة خلال مواجهة أستراليا، وبعد تلك الحادثة النادرة مباشرة أعلن غراهام اعتزاله مهنة التحكيم.

ولكن خلال العقد الأخير نشاهد ندرة الحكام ذوي الجودة والكفاءة، ولعل أبرزهم في الوقت الراهن الإيطالي نيكولا ريزولي الذي أدار نهائي مونديال البرازيل 2014، والأرجنتيني نيستور بيتانا الذي كلف بمهام افتتاح و نهائي بطولة كأس العالم الأخيرة، والبحريني المتألق نواف شكر الله الذي شرف مملكة البحرين وشارك في آخر نسختين لكأس العالم، كما أدار إياب نهائي أبطال آسيا 2013 بامتياز وغيرها من البطولات الدولية، ليدون اسمه بأحرف من ذهب، والأوزبكي رافشان إيرماتوف أصغر حكم يكلف في إدارة افتتاح المونديال وأكثر من يحكم في تاريخ كأس العالم، فضلاً لإدارته نهائي كأس آسيا وغيرها من البطولات.

وفي السنوات الماضية ارتفعت نسبة الأخطاء التحكيمية الواضحة والمثيرة للجدل والتي غيرت مجريات ونتائج المباريات، حيث أصبحت هذه الحالات متعارفاً عليها في الكثير في أغلب البطولات، ففي دوري أبطال أوروبا حدثت أخطاء تحكيمية لا تغتفر في العديد من المباريات والتي تضرر منها طرفي المباراة، وأهمها مواجهة برشلونة وتشلسي في نصف نهائي عام 2009 بقيادة الحكم النرويجي توم هينينغ، حيث اعترف بارتكابه العديد من الأخطاء الكارثية في هذه الملحمة، مروراً بمباراة بايرن ويوفنتوس موسم 2016 بقيادة الحكم السويدي جوناس اريكسون، ولقاء ريال مدريد وبايرن ميونيخ تحت أمرة الحكم المجري فيكتور كاساي في ربع نهائي 2017، ولقاء برشلونة وباريس في العام نفسه مع الحكم الألماني دينيز أيتيكين، وغيرها من المباريات التي لا تنسى من بال الجميع بسبب الفضائح التحكيمية.

وفي بطولات كأس العالم النسخ الثلاثة الأخيرة كانت هناك موجة غضب كبيرة على الحكام بسبب هفواتهم القاتلة، ففي عام 2010 التي أقيمت بضيافة جنوب أفريقيا وأثناء مواجهة إنجلترا وألمانيا في دور ثمن النهائي لا يمكن نسيان هدف لامبارد الغير محتسب من قبل الحكم الأوروغوياني جورج لاريوندا رغم تجاوزها خط المرمى بوضوح، وفي أفتتاح مونديال البرازيل 2014 سقط لاعب السامبا بطريقة متعمدة داخل منطقة الجزاء خلال مواجهة كرواتيا، ليحتسب حكم المباراة الياباني آنذاك نيشيمورا ركلة جزاء غيرت كثيراً من مجريات المباراة، وارتكب الحكم نفسه أخطاء تحكيمية مأساوية أثناء إدارته نهائي دوري أبطال آسيا بين الهلال وسيدني، فقد تغاضى عن احتساب 3 ركلات جزاء لفريق الهلال السعودي، بالإضافة لوجود عدة أخطاء في المونديال الأخير.

وفي البطولات الأفريقية الجميع يعلم بأغلاط الحكام الكارثية، ولعل أشهرها في أمم أفريقيا 2015 بين المستضيفة غينيا الاستوائية وتونس، حيث ظلم الحكم سيتشورن «نسور قرطاج» وبعدها تم إيقافه لمدة 6 أشهر، وفي دوري أبطال أفريقيا لهذا العام توقفت مباراة الترجي التونسي والوداد المغربي بعد إلغاء هدف صحيح للفريق المغربي، وفشل حكم المباراة الجامبى باكارى جاساما فى مشاهدة لقطة المباراة عبر تقنية الفيديو «الفار»، نظرا لعدم تواجدها من الأساس وهي من اللحظات الغريبة، ناهيك لوجود عدة أخطاء في أمم أفريقيا التي اختتمت مؤخراً في مصر.

وأخيراً وفي بطولة كوبا أمريكا الأخيرة وخلال مواجهة أصحاب الأرض المنتخب البرازيلي لغريمه الأزلي الأرجنتين، كانت هناك أخطاء مؤثرة من قبل الحكم الأكوادوري رودي زامبرانو، الذي تلقى الكثير من الانتقادات فيما يخص تلك المواجهة.