يبدو أن مانشستر سيتي قد أصبح مختصا في الفوز على بايرن ميونيخ أكثر من أي فريق آخر في دوري أبطال أوروبا وذلك بفوزه عليه 3 مرات في آخر 3 سنوات وهي أول خسارة للبافاري منذ هزيمته أمام بروسيا دورتموند في كأس السوبر الألماني في أغسطس الماضي، أخطاء بن عطية وألونسو وبواتينج كانت كافية للكون أغويرو من تسجيل ثلاثة أهداف "هاتريك" ليتفوق 3-2 في نتيجة المباراة وينعش آماله للتأهل لدور ثمن النهائي.
- تغييرات في خطة بيب وبيلليجيرني
بعد إصابة دافيد ألابا قلب الدفاع الثالث في خطة بايرن وفي ظل تذبذب مستوى البرازيلي دانتي، قرر بيب جوارديولا العودة لخطة رباعي الدفاع 4-3-3 فبدأ بمهدي بن عطية وجيروم بواتينج في قلب الدفاع ورافينيا وخوان بيرنات كظهيرين وأمامهم تشابي ألونسو كلاعب وسط دفاعي "هولدينج" وهويبيرج وروده وفي الأمام روبين وريبيري على الأطراف وليفاندوفسكي كمهاجم صريح مع عدم إشراك مولر وجويتسه.
بايرن بدأ اللقاء بشكل جيد باستحواذه على الكرة وضغطه العالي عندما تكون الكرة عند لاعبي السيتي، لكن بحلول الدقيقة العشرين تسبب المدافع بن عطية في ركلة جزاء بعد عرقلته سيرخيو أجويرو ونيله بطاقة حمراء جعلت بيب يستعين بدانتي ويخرج لاعب الوسط روده لسد الثغرة الدفاعية والتحول لخطة 4-4-1.
في المقابل، فإن السيتي في العادة بخطة 4-4-2 وفي بعض الأحيان يتحول لـ 4-2-3-1، لكن التعثرات الأخيرة للأزرق السماوي وخصوصا أمام تسيسكا موسكو جعلت مانويل بيلليجريني يدرك بأن خطة لعبه قد باتت مكشوفة للخصوم.
بيلليجريني قرَّرَ تجربة خطة 4-1-4-1 مع تواجد البرازيلي فيرناندو كلاعب ارتكاز متأخر في ثلاثية الارتكاز بتواجد المخضرم فرانك لامبارك وجيمس ميلنر ونافاس ونصري على الأطراف وأجويرو كمهاجم وحيد، لكن كان هناك تغيير غير متوقع بعدم إشراك بابلو زاباليتا من البداية مثلما فعل في آخر مواجهة أمام بايرن في ملعب الإتحاد قبل 13 شهرا عندما أشرك ميكا ريتشاردز ولكن هذه المرة باكاري سانيا كان الاختيار المفاجئ.
من البداية كان من الواضح أن خطة السيتي كانت مرتبطة بأجويرو والبحث عن تمرير الكرات باتجاهه خلف رباعي دفاع البايرن والمراهنة على تفوقه أمام البافاري بفضل سرعته التي جعلته ينجح في المباراة.
- بايرن يبقى بايرن حتى بوجود 10 لاعبين فقط
رغم أن الألمان ربما عانوا بدنيا وذهنيا باللعب بـ 10 لاعبين فقط طيلة 70 دقيقة مما قد أدى ربما للأخطاء في آخر اللقاء، إلا أن بايرن قد أكد بأنه يستطيع فرض أسلوبه أمام بطل إنجلترا في ملعبه حتى وهو يعاني نقص عددي حتى وإن دعت الضرورة لمشاركة أكبر للحارس نوير في تمرير الكرات.
بايرن ورغم تأخره بهدف وطرد بنعطية إلا أنه كان الأفضل في المباراة رغم أنه ضمن تصدر مجموعته ومع افتقاده للحافز والهدف من المباراة وإشراك بديلين مثل سيباستيان روده وإميل هويبيرج من البداية إلا أن البافاري عرف كيف يستفيد من نقاط ضعف السيتي.
بايرن كان المسيطر في أول 20 دقيقة قبل الطرد والهدف، لقطة الهدف أشبه بفترة فان خال مع البايرن والذي كان حينها يتلقى فيها الفريق أهداف مثل هذه عبر الكرات الطويلة والاستفادة من سرعة المهاجم وبطء قلب الدفاع وهو ما ركز عليه أصحاب الأرض واستغلوه للخروج بالفوز من المباراة.
- السيتي أفضل في وجود أجويرو
في وقت سابق قبل بداية المباراة كنت قد سمعت أحدا يقول بأن السيتي لا يملك لاعبا مؤثرا بقيمة كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي، لكن كيف سيكون حال مانشستر سيتي من دون سيرخيو أجويرو ؟ في وقت انخفض مستوى أغلب اللاعبين وعانى البعض الآخر من الإصابات لكن بالمقابل الكون يستمر في تألقه ويعلن نفسه بطلا لفريقه أمام بايرن ميونيخ وأبقى على آماله في دوري الأبطال بفضل تواجده في الوقت والمكان المناسبين ولمسته الأخيرة المثالية.
الهاتريك الذي سجله جعله يصل لـ 17 هدف هذا الموسم ويكون سببا في خسارة البافاري لأول مرة منذ 19 مباراة ويؤمن أول فوز للسيتي في دوري الأبطال منذ 2013 ويعيد حسابات التأهل من جديد للمجموعة الخامسة، رغم حصده لنقطتين فقط في أول 4 مباريات إلا أن هذا الفوز قد يكون سببا في تأهله لثمن نهائي البطولة في حال فوزه أو تحقيقه التعادل في مواجهة روما ونتيجة إيجابية لبايرن الذي يستقبل تسيسكا موسكو.
أجويرو الذي كان وراء ضربة الجزاء وطرد بن عطية ثم تكفل بتنفيذها بنجاح مهديا فريقه التقدم في المباراة عاد أيضا وأهدى فريقه هدف التعادل ثم الفوز بعد استفادته من خطأ في التمرير من تشابي ألونسو ثم خطأ آخر من لاعب السيتي السابق جيروم بواتينج في آخر دقائق المباراة.
لكن عندما ننظر في فوز مانشستر سيتي فإنه فاز أمام بايرن يعاني من غياب 7 لاعبين بسبب الإصابة ويريح البعض الآخر ولعب ب 10 لاعبين – بعد طرد بن عطية في لقطة ضربة الجزاء التي احتسبت لأجويرو- لـ 70 دقيقة لكن استفاد من ذلك وحق الأهم 3 نقاط ثمينة في صراعه نحو التأهل.