السياسة الإعلامية لنظام الحمدين والتي تمثلها قناة الشر «الجزيرة» هي مرآة تعكس سياسة النظامين الإيراني والتركي في المنطقة، ومن خلفهما طبعاً النظام الإسرائيلي الذي يريد حماية مصالحه وأمنه من العرب، ولن يجد أفضل من تعاون دولة عرفت منذ القدم بمخالفتها لأشقائها وجنوحها عنهم مثل قطر.

ولعل تصريحات ابن عم أمير قطر، الشيخ فهد بن عبدالله آل ثاني لموقع «قطريليكس» التي نشرتها «الوطن» مؤخراً، تكشف تلك السياسة وبوضوح، فقناة مثل «الجزيرة» هي الأداة التي يلوح بها نظام الحمدين ضد الدول العربية وبالذات الخليجية، وعلى وجه الخصوص البحرين لتقويض الأمن، وزرع الفتنة وجلب الخراب لدول المنطقة، و ليس هذا من باب سوء الظن، بل هو اليقين ذاته، فلم تسلم دولة من تلك السياسة لقناة «الجزيرة» بما فيها الكويت التي تقف على الحياد، وهذا ما أكده فهد آل ثاني بنفسه.

لذلك، ليس مستغرباً أن تتطاول «الجزيرة» على البحرين وتبث أكثر من 980 تقريراً ضد المملكة، ولعل آخرها ذلك البرنامج الفاشل الذي دحضته البحرين في دقائق معدودة، وأظهرت كذب هذه القناة وتدليسها على البحرين وشعبها، وهو كما قال فهد آل ثاني أن محتوى البرنامج لا يهدف قطعاً لحماية الشعب البحريني أو المحافظة على أمن البحرين، بل على العكس، فمثل هذه البرامج -كما يؤكد فهد آل ثاني- تسعى «الجزيرة» من خلالها إلى «تأجيج الشارع البحريني، استكمالاً لخطط تنظيم الحمدين الإرهابي لقلب أنظمة الحكم في الخليج والدول العربية».

وتأكيداً على ما صرح به فهد آل ثاني ابن عم أمير قطر، فإن بث «الجزيرة» لهذا العدد الكبير من التقارير ضد البحرين «980 تقريراً»، خلال فترة وجيرة، وتحديداً منذ عام 2011 حتى عام 2017، جاء من أجل دعم الإرهاب وتمويل الإرهابيين، وإرباك الأمن والاستقرار وتشويه إنجازات البحرين في عهد جلالة الملك المفدى، وهذا فقط خلال فترة سبع سنوات، أي أن «الجزيرة» بثت ما يعادل 140 تقريراً في العام الواحد، أي قرابة 12 تقريراً في الشهر الواحد، كلها موجهة ضد البحرين، لدعم الإرهاب والإرهابيين، وزرع الفتن وتقويض أمنها وتهديد استقرارها، كل ذلك خلال سبع سنوات فقط، فما بالكم بالتقارير الكاذبة عن البحرين قبل تلك الفترة؟

إن نظام الحمدين الإرهابي يسير في طريق اللاعودة، لما يقوم به من دعم الإرهاب وتمويله وجعله من دولة قطر ملاذاً آمناً للإرهابيين الذين يعيشون على أرضها، فكم من تنظيمات وجماعات إرهابية موجودة الآن في قطر، وكم من مرتزقة منبوذين من دولهم أو هاربين منها، احتضنهم تنظيم الحمدين ووظفهم لضرب بلادهم والنيل منها، وكم من «مجندين» في الإعلام وتحديداً في قناة «الجزيرة» هم عرب بالاسم فقط، ولكنهم يحملون جنسيات غير عربية ويتطاولون على الدول العربية عبر تقارير وبرامج مسمومة تبثها تلك القناة، وكل هؤلاء اتفقوا على أمر واحد وهو النيل من الدول العربية وتأجيج شعوبها وزرع الفتن فيما بينهم، وجعل دولهم غير مستقرة وغير آمنة، وهؤلاء للأسف يعيشون مع شعب قطر الشقيق، الذي وصفه فهد آل ثاني بأنه «ضحية لتنظيم الحمدين وقناة الشر التابعة له».

ولكن من المستفيد من كل ذلك؟ ليست قطر بالتأكيد، لأنها تقدم خدمات وبالمجان لأنظمة مثل إيران وتركيا وإسرائيل، لتحقيق ذلك المشروع الذي يسمى بالشرق الأوسط الجديد، فلقد وجدت تلك الأنظمة في قطر «ضالتها» لتحقيق مآربها في تمزيق الأمة العربية، عبر أموال يبذخ تنظيم الحمدين في تقديمها لتلك الأنظمة على طبق من ذهب، ليصبح هذا التنظيم مثل السفيه الذي لديه أموال كثيرة، يصرفها ويبذرها بخلاف مقتضى الشّرع والعقل.

أما نحن في البحرين فلا خوف علينا بإذن الله، فلدينا مملكة حكيمة وملك صاحب نظرة ثاقبة، وشعب متحضر وواعٍ ملتف حول مليكه دائماً، لذلك لن يجد تنظيم الحمدين وقناة الشر التابعة له سبيلاً لبلادنا، ولن تنطلي ألاعيبهم على البحرين وشعبها الآبي مهما عملت «الجزيرة» من تقارير كاذبة ومزيفة، فمن ضل طريق الصواب والحق هو تنظيم الحمدين الإرهابي، وليست البحرين التي تسير في ظل جلالة الملك المفدى بخطى ثابتة وواثقة.