الحقيقة التي ينبغي أن يعلمها جميع مريدي السوء لمصر وخصوصاً المتطرفون الذين يتخذون من الإسلام عنواناً هي أن الرئيس عبدالفتاح السيسي وضع مصر «على السكة» ولا يمكن للإرهاب أن يوقف انطلاقها أو يمنعه من تقديم المزيد لأرض الكنانة مهما فعلوا، وأن يعلموا أيضاً أن أعمال الإرهاب التي يريدون أن يشغلوا بها الحكم والناس في مصر ويؤذون بها القاهرة ويخيفون السائحين لا يمكن أن يكتب لها غير الفشل، حيث النجاح ليس في قتل الأبرياء والتخريب وتعطيل الحياة.

لا يمكن لما حصل ليل الأحد الماضي في ضاحية المنيل بالقاهرة أن يفت من عضد هذا الزعيم وهذا الشعب الصامد بطبيعته، ولا يمكن لكل ما تخطط له جماعة «الإخوان المسلمين» أن يكسبها مفيداً، فما تقوم به يسيء إليها وإلى كل المنتمين إليها، عدا أنها وأنهم جميعاً مكشوفون للجهات الأمنية في مصر، بدليل أن هذه الأجهزة تمكنت في غضون ساعات قليلة من التثبت من أن حركة «حسم» التابعة لجماعة «الإخوان» الإرهابية هي التي تقف وراء الحادث وأن السيارة التي اغتالوا بها الأبرياء مسروقة.

لا تحتاج الأجهزة الأمنية في مصر إلى وقت طويل لتتبين تفاصيل ما حدث وتعرف منفذي هجوم معهد الأورام الذي ارتقى من خلاله أكثر من 20 شهيداً ونال أجر الجروح فيه نحو 50 من المصريين الأبرياء الذين صدف تواجدهم في تلك اللحظة في المكان الذي اختاره البشعون لتنفيذ جريمتهم «البعض ينحاز إلى القول بأن الصدفة أدت إلى انفجار السيارة وأن الخطة كان تفجيرها في مكان آخر، ربما للإيقاع بعدد أكبر من الضحايا.. وليس بعيداً أن يكون مبنى سفارة أجنبية أو سوقاً من أسواق القاهرة المكتظة على مدار الساعة».

لن تتأخر الأجهزة الأمنية في مصر عن تبين تفاصيل ما جرى وما تم التخطيط له ومعرفة العناصر الإرهابية المتورطة في هذا العمل المجرم واتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم، والأكيد أنها ستزيد من جهودها لإفشال وضرب كل تحرك إجرامي تقوم به جماعة الإخوان ومن يناصرها بفعل الشحن الذي لا يتوقف والذي تمارسه تلك الفضائيات التي اتخذت من تركيا موئلاً وتحصل على دعم غير محدود من أردوغان الذي لا يشك أبداً في أنه اعتبر لحظة الألم التي مرت بالقاهرة في تلك الليلة انتصاراً كبيراً له ولجماعة «الإخوان» التي تحظى برعايته ورعاية النظام القطري الذي هو دونما شك أيضاً اعتبر ما حصل انتصاراً وسبباً للفخر.

ليس مهماً عند جماعة «الإخوان» من خسر حياته في ذلك الاعتداء وليس مهماً عندها من جرح وسيظل يعاني من جروحه، وليس مهماً عندها الضرر النفسي الذي وقع على شعب مصر بأكمله وعلى كل محبي المحروسة، بل ليس مهماً عندها حتى لو كان بعض من خسر حياته أو أصيب من المنتمين إليها أو المتعاطفين معها، فالمهم والأهم بالنسبة إليها هو توفير الإحساس بأنها فعلت شيئاً يسيء إلى مصر وحاكمها الذي تسعى ليل نهار إلى تشويه سمعته والتقليل من شأن عطائه لمصر ولمستقبل مصر.

واقع الحال يقول بأن بإمكان هذه الجماعة أن تكرر ما فعلته في القاهرة في تلك الليلة وتنهي «بجرة قنبلة» حياة أبرياء آخرين، لكن واقع الحال أيضاً يقول بأن وزارة الداخلية المصرية التي ستعتبر ما حصل في تلك الليلة إهانة لها وتحدياً لقدراتها ستضاعف من جهودها كي تفشل كل تحرك لهؤلاء المجرمين.

تجربة مصر مع جماعة «الإخوان المسلمين» وجرائمهم تدفعهم نحو التقليل من الكلام وتوزيع التهديدات والتفرغ بدلاً عن كل هذا للعمل وللضرب بيد من حديد على رأس كل من تسول له نفسه الاستهانة بمصر وحكومتها وكل من يعتبر دم الإنسان المصري رخيصاً.