في البداية أود أن اتوجه بالشكر للدكتورة عبير المعداوي على دورها المتميز في الدعوة لورشة العمل الخاصة بمصادر القوة في الحضارتين المصرية والصينية ودور مراكز الدراسات والبحوث، وذلك من أجل تطوير دور مراكز الدراسات والبحوث في المجال الزراعي باعتبار أن الزراعة هي أساس الحضارات وبوجه خاص الحضارتين المصرية والصينية.

والشكر موصول للأساتذة الكرام مديري مراكز البحوث الزراعية في المجالات المختلفة على دورهم الريادي في تنظيم الورشة العلمية فهم أهل العلم وأصحاب الخبرة الذين قال فيهم الله سبحانه وتعالى، «فاسالوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون»، «سورة النحل: الآية 43».

والشكر أيضاً للخبراء والأصدقاء من المؤسسات العديدة من مصر ومن الدول الصديقة وفي مقدمتهم سعادة المستشار الثقافي للجمهورية الصينية الشعبية وهو من الخبراء في الشؤون العربية وخاصة الشؤون المصرية وللاستاذ رئيس جمعية المراسلين الأجانب. ولا يفوتني التنوية بالشكر الجزيل لعالم من أبرز علماء مصر في المجال الزراعي والطبي والعلمي الاستاذ الدكتور ابو الفتوح رئيس شعبة المورينجا في المركز القومي للبحوث وللأستاذ الدكتور مصطفى رضوان مدير بنك مصر وللأستاذة الدكتورة أمل حسين رئيسة الأكاديمية البريطانية المصرية.

وباختصار الشكر موصول لكل من شارك في الإعداد لورشة العمل ولكل من ساهم في إنجاحها.

وأتناول في المقال 5 ملاحظات ذات صلة بالهدف المبتغى من هذه الورشة وهي:

الملاحظة الأولى، تتعلق بعناصر بناء حضارة مصر العظيمة وسر تقدمها وازدهارها وهي الركائز الخمس التالية :

1- نهر النيل العظيم الذي جعل المؤرخ الأغريقي المشهور هيرودوت يذكر في مؤلفه القيم عن تاريخ الشعوب بان مصر هبة النيل.

2- الإنسان المصري وهو الذي طوع نهر النيل عبر العصور وجعله محور وأساس حضارته العريقة ولهذا فإنه في كتاب عن هوية مصر الصادر في سلسلة كتاب الجمهورية أكدت أن مصر هبة الإنسان المصري.

3- القيادة المصرية التي كانت ولا تزال نموذجاً للعمل والإنجاز وصاحبة المبادرات عبر العصور من أيام الفراعنة العظام حتى يومنا هذا في عصرنا الراهن المتقلب في أهدافه ومراميه حيث تسيطر القوى الدولية المتعددة والطامعة في الدول الأخرى والحضارات العظيمة حسداً من عند أنفسهم.

4- جيش مصر البطل الذي هو أول جيش نظامي يعبر عن الوحدة الوطنية وقد أنشأه الملك مينا «نارمر»، بعد أن وحد القطرين وذلك للدفاع عن الوحدة الوطنية المصرية عبر العصور، وهكذا كان هذا الجيش بقيادة أحمس ثم رمسيس الثاني وصلاح الدين الأيوبي ثم أحمد عرابي وجمال عبد الناصر وعبد الفتاح السيسي وغيرهم عبر التاريخ من القادة العظام الذين لا يسع المقال لذكرهم جميعاً. ولا يمكن أن أنسى أبطال حرب أكتوبر المجيدة، وأبطال مصر لمحاربة الإرهاب البغيض الذي يرتدي ثوباً إسلامياً والإسلام بريء منه براءة الذئب من دم يوسف بن يعقوب عليهما السلام.

5- الاعتماد علي العلم والعلماء وقد كانت مصر سباقة في مختلف مجالات العلوم، ولعله مما يذكر أن علم التحنيط والمومياء وعلوم الفلك والطب والهندسة والبناء والفنون والثقافة بل والفكر الديني والتوصل لمفهوم التوحيد كما في عهد اخناتون وفنون الحرب والسلام في العلاقات الدولية كما في حور محب وفي عهد مينا «نارمر» ثم الرعامسة ثم فنون البناء والتشييد في عهد الأسرة الرابعة حيث بناة الأهرام وعلوم الفن والثقافة والرسم الموجودة في الآثار المصرية العديدة وعلم الصباغة الثابتة أي التي لا تزول بسهولة والتي دفعت الصين لكي ترسل أول سفير لها لمصر في عهد كليوباترا.

وللحديث بقية.

* مساعد وزير الخارجية الأسبق للتخطيط السياسي وسفير مصر الأسبق في الصين وخبير الدراسات الصينية والدراسات الاستراتيجية