السطور والكلمات تعجز أن تتحدث عن جهود المملكة العربية السعودية في موسم الحج، جهود جبارة لخدمة الملايين من حجاج بيت الله الحرام، أتوا من جميع بقاع الأرض في أيام معدودات قاصدين بيت الله الحرام، في أكبر تجمع بشري تشهده الكرة الأرضية، أفواج وأفواج في مشهد تدمع له الأعين ويعجز اللسان عن وصفه، وتلبية لا تنقطع « لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك» يرجون الله عز وجل المغفرة والقبول، ليتباهي الله تعالى بهم لكل من قصده وشق عناء السفر لمرضاته.

الانسابية في استقبال ضيوف الرحمن والحفاوة والترحيب قد تبدو للحاج أو المشاهد عبر القنوات الإعلامية على أنها «سهالات» ولكن لا يعلم الحجاج بأنهم برعاية الله ثم رعاية المملكة العربية السعودية وكيف سخرت لهم المملكة بأرجائها حتى يكونوا بأمان وتيسير يؤدون مناسك الحج بكل أريحية وهدوء. ما نشاهده شيء وأما حجم العمل والعبء المنوط على السعودية شيء آخر، فهناك تحديات كثيرة أمام نجاح موسم الحج تحديات خاصة بالوقت والعدد تحديات ثقافات ومعتقدات تحديات أمنية وطبية وتحديات توفير جميع المستلزمات الضروية من أكل وشرب والكثير الكثير ومع ذلك استطاعت المملكة أن تجتازها في كل عام بنجاح وبجدارو.

من التحديات الكبيرة التي تواجه المملكة العربية السعودية التي برزت في المشهد السياسي خلال السنوات القليلة هي تحديات مرتبطة ببعض أنظمة، هناك دول تحسب أنها أنظمة مسلمة ولكنها تتربص بالمملكة العربية السعودية بكل خبث وتعمل على إحباط دور المملكة الديني، في السابق كان نظام «ولاية الفقية» يشكل خطراً على سلامة الحجاج، ولكن للأسف تكاتفت بعض الأنظمة مع النظام الإيراني وراهنت على سلامة ضيوف الرحمن لإخفاق هذا الموسم المبارك منها النظام القطري والنظام التركي وميليشيات الحوثي و«حزب الله» بالإضافة إلى النظام الإيراني، فأي مسلم يدعي الإسلام وهو يحاول أن ينشر الفوضى في الشهر الحرام؟! أي مسلم يدعي الإسلام وهو يحاول أن يرهب الناس للعدول عن أداء فريضة الحج؟! وأي مسلم يدعي الإسلام وهو ينتظر الزلة من المملكة العربية السعودية؟! وبرغم هذا الحقد فإنه لا تزال المملكة تستقبل ضيوف الرحمن من هذه الدول وترحب بهم كعادة أهل الكرم وأهل الطيب فالمملكة لا تكيل بمكيالين ولا تسيس الدين وبخاصة في موسم الحج. فضيوف السعودية هم ضيوف الرحمن وقد شرف الله عز وجل آل سعود والشعب السعودي برعاية الحرمين الشريفين وخدمة ضيوف الرحمن، وهذا الشرف لا يعطيه الله إلا لمن هو أهله والمملكة العربية السعودية هي أهل لرعاية وخدمة الحرمين الشريفين وهي القادرة على الحفاظ على البقاع المقدسة والدفاع عنها، فجزى الله السعودية خير الجزاء على ما تقوم به طوال السنة لخدمة ضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين وقاصدين بيت الله الحرام.

* كلمة من القلب:

بمناسبة عيد الأضحي المبارك أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، وإلى صاحب السمو الملكي، الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء الموقر، وإلى صاحب السمو الملكي، الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد، نائب القائد الأعلى، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وإلى الشعب البحريني، كما أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام خادم الحرمين الشريفين، عاهل المملكة العربية السعودية، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وإلى ولي عهده، صاحب السمو الملكي، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، على نجاح موسم الحج، وكل عام والجميع بخير.