يشعر مريدو السوء للسعودية وولي عهدها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بالهزيمة والإفلاس فلا يجدون أمامهم سوى العمل على إعادة قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي وإبرازها أملاً في تحقيق «انتصار» ما على السعودية التي تثبت الأحداث وتطوراتها أنها الأقوى والأكثر قدرة على المواجهة. هذا هو التفسير المنطقي لبروز قصة خاشقجي في الأيام الأخيرة، فبعد أن كاد النسيان يطوي هذه القصة التي لم يتمكن مريدو السوء للسعودية – وخصوصاً تركيا وقطر – من لي ذراع ولي عهدها بها عمدوا إلى إعادتها إلى السطح والنفخ فيها والتهديد بها ونشر وبث القصص المختلقة عنها، فتفكير هؤلاء ملخصه أنهم بهذا يستطيعون إحراج السعودية وجعلها تستجيب لكل مطالبهم التي من المثير أنه ليس بينها مطلب ذو علاقة بخاشقجي وأهله!

قصة خاشقجي ليست إلا علثة، فهذه القصة انتهت ولم يبقَ منها سوى الفصل الأخير المتمثل في إصدار المحاكم السعودية حكمها النهائي على المتورطين فيها، ومع هذا ورغم تأكيد السعودية ذلك وتعهدها بمحاسبة الفاعلين يتم استلالها في كل حين بغية توظيفها ضد السعودية وضد ولي عهدها تحديداً. لكن لأن السعودية واعية لكل هذا، ولأن سمو ولي عهدها يدرك أبعاد إعادة هذه القصة إلى السطح ومحاولة إحيائها من جديد ويعرف من يقف وراءها والمستفيدين منها وغاياتهم وأهدافهم، لذا لا يتم الالتفات إليها ولا يصدر أي تعليق رسمي بخصوصها سوى التأكيد على أن القضاء السعودي كفيل بتحقيق العدالة.

كلما شعر مريدو السوء للسعودية بالهزيمة عمدوا إلى إعادة قصة خاشقجي إلى السطح وسعوا إلى وضع العصا في العجلة التي يقودها سمو ولي عهدها وانطلق بها بقوة وبطريقة لا يملك التاريخ سوى أن يدونها بمداد من الذهب وبأحرف من نور، فما يحققه سموه الآن من إنجازات وخصوصاً تلك المتعلقة بالمرأة السعودية يضيق بها مريدو السوء، وما يحققه سموه من نجاحات يعود خيرها على الأمتين العربية والإسلامية يفقد أولئك أعصابهم، فهذه الإنجازات وتلك وغيرها تحرجهم وتقزمهم فيعتقدون أنهم بإعادة نبش قصة خاشقجي يمكنهم وقف كل ذلك أو بعضه.

السعودية انطلقت وهي تعمل ليل نهار على تحقيق رؤية سمو ولي عهدها، وليس لديها وقت تصرفه في الرد على ما يثيره مريدو السوء بين الحين والحين وخصوصاً قصة خاشقجي التي يتسبب إثارتها في كل حين في إيذاء ذويه.

لو أن السعودية اختارت الانسحاب من اليمن مثلاً فالأكيد أنها لا تفعل ذلك نتيجة لإثارة هذه القصة أو غيرها أو بسبب النجاحات التي يوهم بها الحوثيون أنفسهم أو بسبب تعرضها لضغوط من هنا أو هناك، فمثل هذا القرار وغيره تتخذه السعودية بناء على مصالحها ومصالح الأمتين العربية والإسلامية وبإرادتها، فالسعودية ليست قطر التي تدار بالريموت كونترول ويفعل حكامها ما يطلبه منهم الفرس والأتراك ويثيرون القضايا التي تفرض عليهم إثارتها عبر فضائياتها والفضائيات السوسة.

عدم تمكن الحجاج القطريين من أداء مناسك حج هذا العام سببه السلطات القطرية التي عمدت إلى استغلال ذلك بغية الإساءة إلى السعودية، وفشلها في ذلك هو الذي دفعها ودفع كل مريدي السوء للسعودية والذين يغيظهم تقدمها إلى إثارة قصة خاشقجي من جديد، فلعلع أردوغان في تركيا ولعلع تميم في قطر ولعلع معه مريدو السوء في كل مكان، لكنهم فشلوا جميعاً وسيظل الفشل حليفهم كلما أثاروا هذا الموضوع أو غيره من الموضوعات التي يعتقدون أنهم بإثارتها يمكنهم إرغام السعودية على فعل ما يريدون.

السعودية مملكة لها تاريخ عريق ولها وزنها بين الأمم ولها قيادتها المحترمة والمقدرة من كل العالم، ولا يمكن إخضاعها بأفعال المراهقين التي مثالها إثارة قصة خاشقجي من جديد.