القاهرة - عصام بدوي

أصدرت الحكومة المصرية، الثلاثاء، بياناً للرد على ما أثير بعد الحادث الذي وقع في روسيا، وما صاحبه من تداعيات، ومحاولة ربطه بمحطة الطاقة النووية في الضبعة بمصر والذي تنفذه شركات روسية.

وعبّر مصريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن مخاوفهم من احتمالية حدوث مشاكل نووية في محطة الضبعة، بعد الانفجار ذي الطبيعة النووية الذي وقع في منشأة عسكرية في مدينة سفرودفنسك الروسية.



وأكدت هيئة المحطات النووية في مصر، أنه "لا علاقة على الإطلاق بين التجربة التي كانت تتم على أحد الصواريخ العاملة بالوقود النووي في روسيا، وبين محطات الطاقة النووية، والتي هي إحدى التطبيقات السلمية للطاقة النووية، والتي تتميز بكافة أنظمة الأمان النووي سواء الفعالة أو الخاملة والتي لا تحتاج إلى أي طاقة كهربية لعملها".

وأوضح بيان الحكومة "عوامل الأمان القوية في محطة الطاقة النووية في منطقة الضبعة شمال غرب مصر"، ووصفها أنها "من الجيل الثالث المطور، ولها مبنى احتواء مزدوج يستطيع تحمل اصطدام طائرة تزن 400 طن محملة بالوقود وتطير بسرعة 150 متراً في الثانية، وتتحمل حتى 3.0 عجلة زلزالية وتتحمل تسونامي حتى 14 متراً".

وأضاف البيان، أن "تلك المحطة قادرة على الإطفاء الآمن التلقائي دون تدخل العنصر البشري، ومزودة أيضا بمصيدة قلب المفاعل حال انصهاره، وهو الأمر الذي لا تتعدي احتمالية حدوثه واحد علة عشرة مليون مفاعل في السنة، كما يحتوي على وسائل امان تكرارية وغيرها من وسائل الأمان المختلفة".

واختتم بيان الحكومة على لسان هيئة المحطات النووية في مصر بالقول، "كل ما أثير من ربط هو في غير محله علة الإطلاق ولا يعدو كونه مبالغات".

في الوقت ذاته، سلط حادث الانفجار ذو الطبيعة النووية الذي وقع في منشأة عسكرية في مدينة سفرودفنسك الروسية، الضوء على عدد من الحوادث الخطيرة التي وقعت في روسيا أو في الاتحاد السوفيتي السابق، وعلى رأسها كارثة تشيرنوبل.

ففي الثامن من أغسطس الجاري، وقع انفجار في قاعدة عسكرية في مدينة سفرودفنسك شمالي روسيا، مما أدى إلى ارتفاع فوري في مستوى النشاط الإشعاعي.

وبعد أيام، أقرت السلطات الروسية أن الانفجار وقع خلال إطلاق صاروخ يعمل بالطاقة النووية.

وارتفعت مستويات الإشعاع من أربع أضعاف المعدل الطبيعي في البداية إلى 16 ضعفا.

ولقي 5 من عناصر الوكالة النووية الروسية مصرعهم جراء الانفجار.

وقال خبراء أمريكيون إنه قد يكون مرتبطاً باختبار صاروخ "بوريفيستنيك" الذي كان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، قد أعلن في فبراير أن اختباراته تجري بنجاح.

واشتعلت النيران في غواصة روسية تعمل بالطاقة النووية في مدينة سيفيرومورسك المطلة على بحر بارنتس، في الثاني من يوليو 2019، مما أسفر عن مقتل 14 بحاراً جراء التسمم بالدخان المنبعث من الحريق.

وبعد أيام على الحادث، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، الخميس، إن الغواصة العسكرية التي اشتعلت بها النيران كانت تعمل بالطاقة النووية، وذلك بعد يوم من تأكيد الكرملين أنه "لن يكشف" المعلومات المفصلة المتعلقة بالحريق، مشيراً إلى أنها تعتبر من "أسرار الدولة".

وفي تصريحات نُشرت على موقع الكرملين على الإنترنت، أخبر شويغو الرئيس فلاديمير بوتن أن الحادث نجم عن حريق في مقصورة البطارية، وأن المفاعل النووي الموجود على متن السفينة كان معزولاً تماماً.

وغرقت العديد من الغواصات الروسية ذات الدفع النووي منذ ستينات القرن الماضي، وهو ما أودى بحياة المئات من جنود سلاح الغواصات النووية.

ويعد غرق الغواصة النووية كورسك في 12 أغسطس عام 2000 أحد أسوأ الحوادث التي واجهت البحرية الروسية، وعلى الرغم من أن الحادث لم ينجم عنه تسرب إشعاعي، لكنه أثار هلعا نوويا.

والغواصة كي-141 كورسك ذات الدفع النووي غرقت قرب القطب الشمالي في بحر بارنتس نتيجة تسرب وقود الطوربيد مما أدى إلى سلسلة انفجارات أغرقت الغواصة، مما أسفر عن مقتل 108 بحارين كانوا بداخلها.

وفي 7 أبريل 1989، اشتعلت النيران في القسم الخلفي من الغواصة النووية كومسموليتس أثناء إبحارها على عمق 380 متراً في بحر النرويج.

ولقي 42 بحاراً مصرعهم، في إطار ما عرف بكارثة "كومسموليتس"، وظلت الغواصة التي يصل طولها إلى 120 متراً، غارقة تحت 1700 متر من سطح بحر النرويج.

وبحسب بيان صادر عن المعهد النرويجي، فإن إشعاعات "السيزيوم" التي تنبعث من الحطام لا تزال "مرتفعة جدا"، لأنها تزيد عن المستوى العادي للإشعاع في البحر، بواقع 800 ألف مرة.

ويتم الاطلاع على وضع الغواصة في عمق البحر منذ تسعينات القرن الماضي.

وتعد حادثة تشيرنوبل أكبر كارثة نووية شهدها العالم. ووقعت يوم السبت 26 أبريل من عام 1986، قرب مدينة بريبيات في شمال أوكرانيا السوفيتية.

وبدأت الكارثة عندما كان ما يقرب من 200 موظف يعملون في وحدات المفاعل الطاقة النووي بينما كان يتم إجراء عملية محاكاة وتجربة في الوحدة الرابعة التي وقع فيها الانفجار.

وتسبب الانفجار في مقتل 31 شخصاً في ذات الليلة، فيما تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى وفاة 9000 شخص من جراء كارثة تشيرنوبل في الأيام التالية.

وخلفت الكارثة العديد من الآثار الصحية والبيئية وسميت المنطقة المحيطة بالمفاعل النووي بـ "الغابة الحمراء" نتيجة تغير لون الأشجار بسبب الإشعاع. وتم إخلاء المنطقة بالكامل وظلت مهجورة لعشرات السنين.