ياسمين العقيدات

أكد خبراء اقتصاديون انتعاش السوق في البحرين خلال أيام العيد، مشيرين إلى انتعاش قطاع التجزئة بشكل كبير. فيما لفت مستهلكون إلى محاولتهم عدم تجاوز الميزانية التي خصصوها لشراء ملابس العيد أو للتنزه والمطاعم.

وقال الخبير الاقتصادي عارف خليفة إن الدائرة النظرية الاقتصادية تكتمل في هذا الموسم من خلال استعداد الباعة وتوفير مزيد من العروض والبضائع والخدمات، مقابل إقبال من المستهلك، لأن المستهلك يخصص ميزانية تفوق حاجز الـ40%، بما يملكه من قوة شرائية.



ولفت خليفة إلى أن أسواق الماشية المستفيد الأكبر في هذا الموسم إذ ترتفع نسبة الإقبال بنسبة 90% وقد تصل إلى 120%، من خلال شراء الأضاحي وغداء العيد والمطاعم.

وعن نشاط السفر والسياحة، قال خليفة إنها تنشط أيضا من 90% إلى 120%، وخلال السنوات الأخيرة بدأ ينشط نشاط السياحة من خلال سفر الكثيرين، فيما تنشط أسواق التجزئة بنسبة 60%، وكذلك تنشط أسواق الذهب في الخليج عموماً، إذ يؤكد تجار الذهب أنهم يركزون على موسم عيد الأضحى في عرض المصوغات الجديدة.

وأضاف أن حركة الملاحة والشحن ترتفع في الخليج ترتفع في موسم عيد الأضحى المبارك. وكذلك يرتفع قطاع التوصيل وتأجير السيارات بنسبة 60%، فالبحرين تضم حوالي 28 شركة لتأجير السيارات، مشيراً إلى أن الإقبال على قطاع الألعاب وقاعات السينما يفوق الـ120%، كما ينشط قطاع الفنادق نتيجة تدفق السواح من دول الخليج العربي.

وخلص خليفة إلى أن مستوى الدورة الاقتصادية في البحرين يتحرك بما فيها قطاع المصارف، من خلال استخدام المستهلكين البطاقات الائتمائية في الصرف.

تأثير آني

في حين قال الخبير الاقتصادي جعفر الصايغ إن اقتصاد البحرين ضخم جداً ويصل إلى 34 مليار دولار فالمملكة تعد من الدول الغنية، ولهذا لا يتأثر اقتصاد البحرين خلال أيام العيد بشكلي كلي في القطاع السياحي أو الفندقي أو التجزئي بل يعد التأثير آنياً ومحدوداً.

وأوضح الصايغ أن القطاع السياحي خلال فترة العيد يعد تأثيره محدوداً جداً ولا ينعكس على اقتصاد البحرين بل يرفع نسبة مبيعات وحركة السوق الداخلية لدى التجار وأصحاب المحلات والفنادق وقطاع التجزئة، أي تعد الحركة تدويرية خاصة بهم.

ميزانية الملابس والمطاعم

وإذا كان الاقتصاديون ينظرون إلى تأثير حركة السوق على الاقتصاد ككل، فإن المستهلك ينظر إلى تأثير ذلك على ميزانيته الخاصة.

يعقوب أحمد قال إنه يخصص ميزانية تصل إلى 100 دينار لشراء الثوب والعطور العربية فقط، مشيراً إلى ارتفاع الأسعار في عيد الفطر بسبب كثرة الطلب في حين يقل الإقبال في عيد الأضحى نتيجة تزامن العيد مع قرب العودة إلى المدارس.

وأضاف "في هذا العيد لم أتجاوز الحد الذي وضعته في الميزانية بل وفرت بسبب انخفاض الأسعار واختلافها من مكان إلى آخر. أنا أسكن في الحد التي ترتفع أسعارها مقارنة بسوق المحرق. وتعتبر أسعار سوق المحرق مرتفعة مقارنة بسوق المنامة. اما في المجمعات فالأسعار متقاربة. وبالنسبة للمطاعم أخصص ميزانية بـ 80 ديناراً للصرف خلال أيام العيد".

وقالت أريج حداد إن ميزانيتها لشراء ملابس عيد الأضحى المبارك تقارب 100 دينار، مؤكدة أن "الأسعار كانت مرتفعة كعادتها مع اقتراب المناسبات الدينية، فبعض المحلات رفعت الأسعار إلى الضعف مستغلة غياب الرقابة وازدحام الأسواق بالزبائن".

وعن ميزانية العيد، قالت إنها تجاوزت الميزانية المحددة بـ20 ديناراً بسبب ارتفاع أسعار بعض السلع بشكل مبالغ فيه. وأوضحت أنها اقتنت عباءة العيد بـ50 ديناراً، مع الشنطة والحذاء وبعض الأكسسوارات بـ20 ديناراً، وملابس أخرى بـ50 ديناراً.

وأكدت أريج أن "الأسعار تختلف من مكان لآخر، فبعض المحلات تبيع السلع بمبلغ بين 20 إلى 25 دينار، فيما أكتشف بعد ذلك بأن القطعة لا يتجاوز سعرها 5 دنانير في المواقع الإلكترونية العالمية، مع إمكانية توصيلها إلى البحرين".

وأشارت إلى أن السوق "تخلو من العروض الحقيقية في أيام العيد، وغالبية الإعلانات وضعت الأسعار ذاتها وأحياناً ترفع الأسعار قليلاً". وخصصت أريج للمطاعم والزيارات خلال العيد من 150 إلى 180 ديناراً.

فيما قال محمد عبدالرضا إن ميزانية ملابس العيد تجاوزت 140 ديناراً، إذ كلفه شراء الملابس التقليدية، الغترة والثوب والعقال، 70 ديناراً، كما كلفه شراء بنطلون وقميص وحذاء لأيام العيد التالية نحو 70 ديناراً.

وعن الأسعار في السوق، قال محمد "إنها مستقرة، ولم يشهد العيد أي عروض سوى من بعض المحلات، كون موسم التخفيضات قد انقضى للتو".

وأكد أنه لم يتجاوز الميزانية المخصصة للعيد أبداً بسبب ارتباط العيد بمناسبات أخرى، مشيراً إلى أن الأسعار لا تختلف من مكان لآخر سوى في بعض المحلات، مع التأكيد أن الأسعار خارج البحرين عادة تكون أقل".

وأضاف محمد "ميزانية الزيارات والمطاعم 100 دينار وأسعى أحياناً إلى ترشيد الإنفاق تحسباً لأي طارئ خصوصاً أن عيد الأضحى هذا العام يأتي في منتصف الشهر الميلادي".