40 عازفاً هم أعضاء فرقة البحرين للموسيقى جذبوا أكثر من 850 شخصاً في أمسية فنية بحرينية جميلة بعنوان «ذاكرة التلفزيون» وأي ذاكرة موسيقية تلك التي جالت بين أغاني البيت العود وفرجان لول، ونيران، وليالي الحلمية، ورأفت الهجان، والمال والبنون، هي ذاكرة جميلة كفيلة بنشر البشر والسرور والحبور، هكذا كانت الأمسية أمس الأول.. ليلة أشبه بحلم بحريني جميل.

بالكثير من الموسيقى والقليل من الأغاني صدحت الصالة الثقافية بحب البحرين.. أغانٍ بحرينية تعزز قيمة الإنسان الأصيل الذي لا يتغير.. وكأن الفرقة تذكر الجمهور بأصالتهم للتمسك بالطيب والمعدن الأصيل..

أمسية بحرينية من الذاكرة.. تفاعل معها جمهور جميل متعطش لمثل هذه البرامج النوعية التي تزيد العيد بهجة.. هكذا العيد بابتساماته وزهوه وفرحه وبهجته وبرامجه.. وما أحوجنا إلى زيادتها.. فالابتسامة والموسيقى يحدثان الفارق.. هي بؤرة فرح تشكلت في ليلة ثالث أيام عيد الأضحى المبارك.. بقيادة المايسترو خليفة زيمان.. وكم أتمنى لو يتم تنظيم أمسيات موسيقية شهرية مماثلة، فبمثل هذه الأمسيات البحرينية ترتقي الثقافة، وبالمثل يمكن تنشيط المسارح وتقديم مسرحية جديدة كل شهر.. المهم هو الحفاظ على استمرارية مثل هذه الفعاليات والحفاظ على ديناميكية المبدعين والفنانين، والذي لن يتأتى إلا بزيادة ميزانية قطاع الثقافة.

الشاعر علي الشرقاوي يتحدى كعادته المرض.. كان حاضراً في الصف الأول هو وعائلته وأصدقاؤه، وكم كان جميلاً أن يقف الفنان الكبير خالد الشيخ بعد عرض أغنية من كلماته ويذهب إليه جالساً أمامه ليسأله «من كتب هذه الأغنية.. أتعرفه؟»، فأجابه الشرقاوي «واحد اسمه علي الشرقاوي».. بهذه العفوية الجميلة وبهذا الحب الذي يحمله فنان البحرين خالد الشيخ لشاعر البحرين علي الشرقاوي ارتسمت حكاية وفاء عنوانها حب هذا الإنسان الذي عشق البحرين فأبدع.

«بلادي يا بلادي يا بلادي يا حليوه.. بلادي ما في مثلها بلاد».. كلمات تغنى بها جمهور متعطش لكل ما يحمل قيمة فنية تراثية ترتقي بالإحساس لتشكل ذوقاً مغايراً لمجتمع عرف بذائقته الفنية واحترامه وتقديره للإبداع، فشكراً لفرقة البحرين للموسيقى.. شكراً للفنان خليفة زيمان.. شكراً لهيئة البحرين للثقافة والآثار.. شكراً للشيخه هلا بنت محمد آل خليفة، وشكراً للفنان الكبير خالد الشيخ.. وشكراً للفنان مبارك نجم.. والشكر كل الشكر للشاعر الكبير علي الشرقاوي أمد الله في عمره ومنّ عليه بالصحة والعافية.