تعتبر مملكة البحرين رائدة في التنظيم الإداري، وقد انطلق هذا التنظيم منذ مائة عام، لذا فإن العام الحالي يشهد مئوية العديد من المجالات الحيوية في البحرين، والتي لا بد من الاحتفال والاعتزاز بها حيث جعلت البحرين من الدول الرائدة في المنطقة وعلى مستوى الدول العربية.

ففي عام 1919 كانت بداية التعليم النظامي في البحرين الذي انبثق من المحرق العزيزة، بتأسيس أول مدرسة نظامية في البحرين والخليج العربي قاطبة وهي مدرسة الهداية الخليفية، بعد أن كان التعليم مقصوراً على الكتاتيب آنذاك وهي عبارة عن تعليم قراءة القرآن الكريم، وقد جاء إنشاء مدرسة الهداية الخليفية ليواكب التغيرات التي شهدتها البلاد وانفتاح البحرين مع التغييرات السياسية والاجتماعية وانبثاق الوعي الثقافي بين أبناء البحرين، مما جعل الحاجة ماسة لإنشاء المدرسة التي تختلف عن الكتاتيب من ناحية التنظيم الإداري والمناهج والأهداف.

وتأسيس مدرسة الهداية الخليفية جاء بناء على رغبة أهل الرأي في المحرق الذين أجمعوا على ضرورة التعاون من أجل إنشاء مدرسة نظامية حظيت بمباركة صاحب العظمة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ عيسى بن علي آل خليفة حاكم البحرين آنذاك وتولى نجله المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ عبدالله بن عيسى آل خليفة رئاسة لجنة من الأهالي لجمع التبرعات لهذا الغرض، والذي أصبح فيما بعد وزيراً للمعارف.

من ناحية أخرى فإن الشرطة البحرينية ممثلة في وزارة الداخلية تحتفل هذا العام بمناسبة مئوية الشرطة التي تأسست في عام 1919، حيث إن الفترة السابقة قبل هذا العام لم تعرف البلاد الشرطة النظامية عدا وجود النواطير، وكانت مهتهم حراسة الأسواق والمناطق، وكان مقر الشرطة البحرينية عند التأسيس يسمى «قلعة الديوان» وهو مقر وزارة الداخلية حالياً، وقد تشكلت الشرطة النظامية من قبل الشيخ خليفة بن محمد بن عيسى آل خليفة رحمه الله الذي أصبح رئيساً للشرطة ثم تم تعيين المغفور له بإذن الله تعالى سمو الأمير محمد بن سلمان آل خليفة رئيساً للشرطة والأمن العام في عام 1961 وقد تم في عهده وضع نظام إداري أمني، ثم في عام 1973 تم تعيين سمو الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة وزيراً للداخلية وقد ساهم سموه في تطوير قوات الشرطة والأمن العام وكانت له إسهامات كبيرة في تطوير العمل بالوزارة وفي العام 2004، تولى الفريق أول ركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة منصب وزير الداخلية، وقام بإجراء تحول واسع في عمل الوزارة متواكباً مع انطلاقة المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى والذي أصبح فيما بعد نهجاً إصلاحياً يحتذى به.

كذلك أنشئت في العام 1919 أول بلدية في البحرين تلاها تشكيل المجلس البلدي وكان المجلس البلدي آنذاك هو الانطلاقة الحقيقة للعملية الديمقراطية حيث بعد تأسيسه أجريت أول انتخابات بلدية لتكون البحرين ثالث بلدي عربي بعد مصر وتونس في تأسيس العمل البلدي.

وأخيراً فإن الرياضة البحرينية انطلقت من جزيرة المحرق مع بداية التعليم النظامي الذي انطلق من تأسيس مدرسة الهداية الخليفية، وقد كانت الرياضة تمارس من خلال الرياضة المدرسية التي ساهمت في إنشاء عدد من الفرق الرياضية في المحرق.

من خلال ذلك فإن البحرين تفخر بأنها الدولة الرائدة في التنظيم الإداري المتميز من خلال رحلة طويلة وشاقة من البذل والجهد ومسيرة مليئة بالإصرار والعمل الدؤوب على العطاء لهذا الوطن وهو عطاء متواصل بإذن الله.