* المتمردون يبايعون المرشد الإيراني رسمياً
صنعاء - سرمد عبدالسلام
أثارت زيارة وفد حوثي إلى العاصمة الإيرانية طهران نهاية الأسبوع الماضي ولقائه المرشد الإيراني علي خامنئي ردود أفعال واسعة في اليمن وعلامات استفهام كبيرة، بشأن طبيعتها وتوقيتها وأهدافها.
وتداولت عدد من وسائل الإعلام أنباء عن استقبال المرشد الإيراني لوفد الحوثي في أول زيارة معلنة، بعدما اتسمت جميع الزيارات السابقة بالسرية والتي عادة ما كان يقتصر لقاء الحوثيين فيها على ضباط المخابرات والحرس الثوري الإيراني فقط.
وكان لافتاً تركيز وكالة الأنباء الإيرانية "فارس" على حديث الناطق الرسمي باسم ميليشيا الحوثي محمد عبدالسلام أثناء تسليمه رسالة شخصية من زعيم الميليشيات للمرشد الإيراني، الأمر الذي اعتبره مراقبون "تقديم البيعة" رسمياً.
ونقلت الوكالة الإيرانية على لسان ناطق الحوثيين مخاطبا المرشد بقوله: "إننا نعتبر ولايتكم المباركة امتداداً لخط نبي الإسلام "ص"، وولاية أمير المؤمنين "ع"، وإن مواقفكم الحيدرية والعلوية لنا مدعاة للبركة ورفع المعنويات".
وفيما تجاهلت وسائل الإعلام الحوثية في وسائل إعلامها ما أشارت إليه وسائل الإعلام الإيرانية من تقديم زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي البيعة للمرشد علي خامنئي، رأى مراقبون يمنيون في ذلك تحولاً خطيراً في علاقة الحوثيين بنظام الملالي والتي انتقلت من طور التنسيق والتحالف السري إلى التبعية العلنية.
في حين رجح عدد من المحللين العسكريين أن تكون الزيارة مرتبطة بمساعي حوثية للحصول على دعم عسكري أكبر من خلال الأسلحة والصواريخ الإيرانية الحديثة التي يتم تهريبها للميليشيات الحوثية في اليمن لتهديد أمن المنطقة وخطوط الملاحة البحرية في مضيق باب المندب، وذلك في ضوء الأحداث الأخيرة سواء في اليمن أو تلك التي تجري في في مضيق هرمز.
وقال مراقبون إن "طهران سعت لاستثمار زيارة الوفد الحوثي لإرسال رسائل لدول المنطقة وللعالم بأن ميليشيات الحوثي ذراع لها على الحدود السعودية وعلى منطقة باب المندب وسواحل البحر الأحمر وأن بإمكانها استخدام هذه الذراع في تهديد أمن المنطقة والملاحة الدولية، خصوصاً في حال تصاعد التوتر بينها وبين دول الإقليم والولايات المتحدة في منطقة مضيق هرمز"، وفقاً لموقع قناة "العربية".
وبالتزامن مع زيارة وفدها لإيران هددت ميليشيا الحوثية بأنها على وشك استخدام أسلحة دفاع جوي جديدة، يرجح أنها إيرانية الصنع في سياق تعزيز قدراتها العسكرية لمواجهة الحكومة الشرعية والتحالف العربي الداعم لها.
وتعد ميليشيا الحوثي الانقلابية، الذراع الإيرانية باليمن، أحد أخطر الأذرع التي تعتمد عليها طهران في المنطقة لزعزعة الأمن الإقليمي والدولي، ولا يستبعد المراقبون أن يكون النظام الإيراني استدعى الوفد الحوثي من أجل تكليفهم بمهام إرهابية جديدة في البحر الأحمر لتخفيف الضغط الدولي عليها في مضيق هرمز.
واعتبر وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، أن "اللقاء الذي جمع قيادات حوثية بالمرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، دليل يثبت أن الحوثيين يعملون كوكلاء لإيران".
وأوضح الوزير الإماراتي في تغريدة على موقعه الرسمي في "تويتر"، أنه "لطالما بحثنا عن تسمية مناسبة للعلاقات بين الحوثيين وإيران، وهو ما أصبح أكثر وضوحاً بعد لقاء قيادتهم مع آية الله خامنئي.. بياناتهم أظهرت بوضوح ولائهم لإيران كوكلاء، وهذا هو المصطلح الصحيح لعلاقاتهم".
من جانبه، قال وزير الإعلام في الحكومة الشرعية اليمنية، معمر الإرياني، إن "سنوات الحرب والأزمة أثبتت أن الميليشيات الحوثية مجرد خادم مطيع لنظام الملالي في طهران وأداة لتنفيذ أجندتهم في المنطقة دون اكتراث للعواقب الوخيمة على الشعب اليمني".
وقال الإرياني، إن "استقبال خامنئي وفد الميليشيات الحوثية يمثل تلويحاً إيرانياً بأوراقه في المنطقة وإعلان عن تبني ووقوف ودعم كامل للميليشيات ضمن سياساتها المزعزعة لأمن واستقرار المنطقة".
واعتبر ذلك "محاولة يائسة لاستخدام ورقة اليمن في أزمتها مع المجتمع الدولي"، مشدداً في الوقت ذاته على أن "تأخر حسم المعركة مع الميليشيات الحوثية وتوسع انخراطهم في المشروع الإيراني التدميري، يؤكد ضرورة توحيد جميع القوى الوطنية لتخليص الوطن من هذا السرطان الخبيث".
ووفقا لما ذكره موقع قناة "العربية"، "قوبلت زيارة وفد ميليشيا الحوثي الانقلابية العلنية إلى طهران ولقائه للمرة الأولى المرشد الأعلى في إيران، بردود أفعال واسعة، واعتبرها مراقبون دليلاً جديداً بأن جماعة الحوثي مجرد ذيل للنظام الإيراني في جنوب شبه الجزيرة العربية يأتمرون بأوامره ويتلقون منه التوجيهات لقاء دعم عسكري ومالي تم إثباته في المنظمات الأممية، إضافة إلى غطاء دبلوماسي ومساندة إعلامية لا تخطئها عين".
ووفق مصادر سياسية في صنعاء، فإن "قيادات "حزب الله" اللبناني نصحت قيادات ميليشيات الحوثي بضرورة أن توجه رسالة من زعيم الحوثيين إلى المرشد الأعلى في إيران تظهر له التبعية والولاء متكفلة بالترتيب والتنسيق بأن يحظى وفد الحوثي برئاسة الناطق باسمها، محمد عبدالسلام، بلقاء مع المرشد خامنئي. وحظيت الزيارة بتغطية خاصة واحتفى بها الإعلام الإيراني بشكل غير مسبوق".
وخلافا للمزاعم الحوثية عن عدم تبعية الحركة لإيران وأنها حليف لها حرصت طهران على استثمار زيارة وفد الحوثي سياسيا وإعلامياً بشكل يظهر تبعية الحوثيين لها وكونها ذراعاً أخرى من أذرعها في المنطقة.
وأكد مراقبون يمنيون أن عمالة الميليشيات الحوثية لإيران انتقلت من مرحلة التستر إلى مرحلة العلن، بعد أن أعلن ناطق الحوثيين، محمد عبد السلام مبايعة مرشد إيران مذهبياً وبذلك الشكل الذي أظهر حركة الحوثي مجرد ذراع إيرانية في اليمن كما هو "حزب الله" في لبنان و"الحشد الشعبي" في العراق.
وتعد إيران هي الممول الرئيس للميليشيات الحوثية حيث تقدم للأخيرة الدعم المادي والعسكري والفني والاستشاري ويتولى الناطق باسم الحركة محمد عبدالسلام مسؤولية إدارة ملف التنسيق مع طهران بشكل كامل حيث يعد هو المهندس لعمليات التنسيق والتواصل وتلقي الدعم.
{{ article.visit_count }}
صنعاء - سرمد عبدالسلام
أثارت زيارة وفد حوثي إلى العاصمة الإيرانية طهران نهاية الأسبوع الماضي ولقائه المرشد الإيراني علي خامنئي ردود أفعال واسعة في اليمن وعلامات استفهام كبيرة، بشأن طبيعتها وتوقيتها وأهدافها.
وتداولت عدد من وسائل الإعلام أنباء عن استقبال المرشد الإيراني لوفد الحوثي في أول زيارة معلنة، بعدما اتسمت جميع الزيارات السابقة بالسرية والتي عادة ما كان يقتصر لقاء الحوثيين فيها على ضباط المخابرات والحرس الثوري الإيراني فقط.
وكان لافتاً تركيز وكالة الأنباء الإيرانية "فارس" على حديث الناطق الرسمي باسم ميليشيا الحوثي محمد عبدالسلام أثناء تسليمه رسالة شخصية من زعيم الميليشيات للمرشد الإيراني، الأمر الذي اعتبره مراقبون "تقديم البيعة" رسمياً.
ونقلت الوكالة الإيرانية على لسان ناطق الحوثيين مخاطبا المرشد بقوله: "إننا نعتبر ولايتكم المباركة امتداداً لخط نبي الإسلام "ص"، وولاية أمير المؤمنين "ع"، وإن مواقفكم الحيدرية والعلوية لنا مدعاة للبركة ورفع المعنويات".
وفيما تجاهلت وسائل الإعلام الحوثية في وسائل إعلامها ما أشارت إليه وسائل الإعلام الإيرانية من تقديم زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي البيعة للمرشد علي خامنئي، رأى مراقبون يمنيون في ذلك تحولاً خطيراً في علاقة الحوثيين بنظام الملالي والتي انتقلت من طور التنسيق والتحالف السري إلى التبعية العلنية.
في حين رجح عدد من المحللين العسكريين أن تكون الزيارة مرتبطة بمساعي حوثية للحصول على دعم عسكري أكبر من خلال الأسلحة والصواريخ الإيرانية الحديثة التي يتم تهريبها للميليشيات الحوثية في اليمن لتهديد أمن المنطقة وخطوط الملاحة البحرية في مضيق باب المندب، وذلك في ضوء الأحداث الأخيرة سواء في اليمن أو تلك التي تجري في في مضيق هرمز.
وقال مراقبون إن "طهران سعت لاستثمار زيارة الوفد الحوثي لإرسال رسائل لدول المنطقة وللعالم بأن ميليشيات الحوثي ذراع لها على الحدود السعودية وعلى منطقة باب المندب وسواحل البحر الأحمر وأن بإمكانها استخدام هذه الذراع في تهديد أمن المنطقة والملاحة الدولية، خصوصاً في حال تصاعد التوتر بينها وبين دول الإقليم والولايات المتحدة في منطقة مضيق هرمز"، وفقاً لموقع قناة "العربية".
وبالتزامن مع زيارة وفدها لإيران هددت ميليشيا الحوثية بأنها على وشك استخدام أسلحة دفاع جوي جديدة، يرجح أنها إيرانية الصنع في سياق تعزيز قدراتها العسكرية لمواجهة الحكومة الشرعية والتحالف العربي الداعم لها.
وتعد ميليشيا الحوثي الانقلابية، الذراع الإيرانية باليمن، أحد أخطر الأذرع التي تعتمد عليها طهران في المنطقة لزعزعة الأمن الإقليمي والدولي، ولا يستبعد المراقبون أن يكون النظام الإيراني استدعى الوفد الحوثي من أجل تكليفهم بمهام إرهابية جديدة في البحر الأحمر لتخفيف الضغط الدولي عليها في مضيق هرمز.
واعتبر وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، أن "اللقاء الذي جمع قيادات حوثية بالمرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، دليل يثبت أن الحوثيين يعملون كوكلاء لإيران".
وأوضح الوزير الإماراتي في تغريدة على موقعه الرسمي في "تويتر"، أنه "لطالما بحثنا عن تسمية مناسبة للعلاقات بين الحوثيين وإيران، وهو ما أصبح أكثر وضوحاً بعد لقاء قيادتهم مع آية الله خامنئي.. بياناتهم أظهرت بوضوح ولائهم لإيران كوكلاء، وهذا هو المصطلح الصحيح لعلاقاتهم".
من جانبه، قال وزير الإعلام في الحكومة الشرعية اليمنية، معمر الإرياني، إن "سنوات الحرب والأزمة أثبتت أن الميليشيات الحوثية مجرد خادم مطيع لنظام الملالي في طهران وأداة لتنفيذ أجندتهم في المنطقة دون اكتراث للعواقب الوخيمة على الشعب اليمني".
وقال الإرياني، إن "استقبال خامنئي وفد الميليشيات الحوثية يمثل تلويحاً إيرانياً بأوراقه في المنطقة وإعلان عن تبني ووقوف ودعم كامل للميليشيات ضمن سياساتها المزعزعة لأمن واستقرار المنطقة".
واعتبر ذلك "محاولة يائسة لاستخدام ورقة اليمن في أزمتها مع المجتمع الدولي"، مشدداً في الوقت ذاته على أن "تأخر حسم المعركة مع الميليشيات الحوثية وتوسع انخراطهم في المشروع الإيراني التدميري، يؤكد ضرورة توحيد جميع القوى الوطنية لتخليص الوطن من هذا السرطان الخبيث".
ووفقا لما ذكره موقع قناة "العربية"، "قوبلت زيارة وفد ميليشيا الحوثي الانقلابية العلنية إلى طهران ولقائه للمرة الأولى المرشد الأعلى في إيران، بردود أفعال واسعة، واعتبرها مراقبون دليلاً جديداً بأن جماعة الحوثي مجرد ذيل للنظام الإيراني في جنوب شبه الجزيرة العربية يأتمرون بأوامره ويتلقون منه التوجيهات لقاء دعم عسكري ومالي تم إثباته في المنظمات الأممية، إضافة إلى غطاء دبلوماسي ومساندة إعلامية لا تخطئها عين".
ووفق مصادر سياسية في صنعاء، فإن "قيادات "حزب الله" اللبناني نصحت قيادات ميليشيات الحوثي بضرورة أن توجه رسالة من زعيم الحوثيين إلى المرشد الأعلى في إيران تظهر له التبعية والولاء متكفلة بالترتيب والتنسيق بأن يحظى وفد الحوثي برئاسة الناطق باسمها، محمد عبدالسلام، بلقاء مع المرشد خامنئي. وحظيت الزيارة بتغطية خاصة واحتفى بها الإعلام الإيراني بشكل غير مسبوق".
وخلافا للمزاعم الحوثية عن عدم تبعية الحركة لإيران وأنها حليف لها حرصت طهران على استثمار زيارة وفد الحوثي سياسيا وإعلامياً بشكل يظهر تبعية الحوثيين لها وكونها ذراعاً أخرى من أذرعها في المنطقة.
وأكد مراقبون يمنيون أن عمالة الميليشيات الحوثية لإيران انتقلت من مرحلة التستر إلى مرحلة العلن، بعد أن أعلن ناطق الحوثيين، محمد عبد السلام مبايعة مرشد إيران مذهبياً وبذلك الشكل الذي أظهر حركة الحوثي مجرد ذراع إيرانية في اليمن كما هو "حزب الله" في لبنان و"الحشد الشعبي" في العراق.
وتعد إيران هي الممول الرئيس للميليشيات الحوثية حيث تقدم للأخيرة الدعم المادي والعسكري والفني والاستشاري ويتولى الناطق باسم الحركة محمد عبدالسلام مسؤولية إدارة ملف التنسيق مع طهران بشكل كامل حيث يعد هو المهندس لعمليات التنسيق والتواصل وتلقي الدعم.