لم يعد مقبولاً أن يخلو برنامج حكومة مملكة البحرين من استراتيجية شاملة للإعلام الخارجي، تحدد الأهداف وتحدد الجهات الدولية المستهدفة الرسمية والمدنية منها، ومن ثم تحدد الأدوات والجهات البحرينية الرسمية والأهلية التي سيناط بها تنفيذ هذه الاستراتيجية، وتشمل كل أجهزة الدولة التنفيذية وكذلك المدنية المنتخبة نيابية وبلدية ونقابية ومعها المنظمات الأهلية، فكلهم لهم أدوار متعددة لتنفيذ هذه الاستراتيجية الوطنية التي لن تطبل للإنجازات الحكومية، بل تستعرض الإنجازات الوطنية للشعب البحريني على كل صعيد، على الصعيد التشريعي والحقوقي والتنموي. ثم لابد أن تحدد وزارة ووزير مسؤول يخضع للمساءلة أمام المجلس النيابي عن تنفيذ هذه الاستراتيجية، وأن يكون لها مجلس أو هيئة إدارية مشتركة رسمية وأهلية تشرف على تنفيذ الخطط والبرامج وتنسق بين الجهات الرسمية والأهلية حتى نعرف من نحاسب على التقصير. للسفارات دور ولهيئة إذاعة وتلفزيون البحرين دور وللمنظمات الأهلية دور وللأفراد المسافرين للخارج دور، كل هؤلاء بحاجة لجهة تنسق جهودهم وبحاجة لدورات تثقيفية من أجل تلمس أدوات مخاطبة المجتمع الدولي، فلهذا الخطاب نهج وأسلوب وللمنظمات الدولية نهج وأسلوب ولغة وفي كل هذه كنا صفراً على الشمال حتى وجدنا أنفسنا أمام هجمة شوهت واقعنا بسهولة ويسر ولم نكن نملك أي وسيلة دفاع ولم يسمعنا أحد. كان سهلاً على من أراد أن يصف البحرين بالتخلف ويصفها بالطغيان وبالدكتاتورية وبأبشع وأقذع الأوصاف أن يقوم بذلك، إذ انفرد في الساحة، وهذا ما حصل ولم نكن مستعدين ولم يعرف المجتمع الدولي من هي البحرين وما هو واقعها التنموي وما هي مراحلها الديمقراطية التي وصلت إليها؟ لا نريد شركات علاقات عامة تروج لنا بطريقة الترويج السياحي وتصرف على إعلانات فارغة تصلح للإعلان عن شركة طيران لا عن إنجازات شعب، قد نحتاج مثل تلك الشركات لتفتح الطريق لنا فحسب، ولا نريد أن نرقع ونجمّل أو ندعي أو نزيف عيوبنا بخطاب يصورنا كالمدينة الفاضلة، نحتاج أن ننقل الواقع فقط، الواقع لا غير وهو كفيل بترجيح كفتنا. الدول التي سنخاطبها أوروبية كانت أو أمريكية أو آسيوية، لديها بطالة ولديها قصص تجاوزات من بعض مسؤوليها، ولديها جرائم ولديها مخربين ولديها جماعات ضغط عندها مطالب ولديها مشردين وملاجئ للفقراء ولديها هجرات ومشاكل لاجئين ومشاكل تجنيس ولديها تمييز وعنصرية وتجارة بشر وبلاوي أخرى.. فلا نستحي من مشاكلنا ونخشى الحديث عنها ونتعامل بإحساس بالدونية مع تلك الدول حين نتحدث عن مشاكلنا، بل نذكرها كتحديات مثلما يتعاملون مع مشاكلهم ومستعدين لتلقي كل الدعم والعون من أجل تخطيها. علينا أن نتحرك بشكل استباقي يقطع الطريق أمام من يريد أن يخون وطنه ويفتح باب التدخل الأجنبي عن طريق الكذب والتزييف والخداع وإيهام المجتمع الدولي أن شعب مملكة البحرين يعيش البؤس ويطلب تدخله. كل ما نحتاجه هو نشر الواقع بالأرقام والمعايير الدولية فقط لا غير، الواقع السياسي والحقوقي والتنموي تعليماً وصحة وإسكان وضمان اجتماعي وفرص عمل وشفافية معلومات وواقع المرأة والطفل والمعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة والأيتام والمسنين وغيره.. دعوا العالم يعرف الكذبة الكبرى التي لم يعرف التاريخ لها مثيل... هذه مسؤولية الدولة اليوم بكل عناصرها ولابد أن يكون لنا برنامج شامل لعام 2012 - 2013.
{{ article.article_title }}
{{ article.formatted_date }}